بيان المجلس الإسلامي السوري بشأن وباء الكورونا

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله القوي العزيز والصلاة والسلام على البشير النذير نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن العالم بأسره بدأ يعاني من هذا الفيروس الذي صنفته المنظمات المختصة بأنه وباء عالمي، وقد أخذ بالانتشار بتزايد وتسارع مستمرين، وقد وصل إلى منطقتنا، وبدأت الدول تأخذ بالإجراءات الوقائية والاحترازية للتقليل من انتشاره ومحاصرته في أضيق رقعة، والمجلس الإسلامي السوري حيال هذه النازلة يبين ما يلي:

أولاً: إنّ الأمراض من قدر الله تعالى، قد يكون عقوبة لبعض الناس، أو إنذاراً لغافلين، أو تطهيراً وتكفيراً لآخرين، ولله الحكمة البالغة، يفعل ما يشاء، وينبغي على الناس حيال المصائب والكوارث أن يرجعوا إلى الله تعالى ويبادروا بالتوبة، قال تعالى {فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُم بَأْسُنَا تَضَرَّعُو} ويقول {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ} فالمؤمن يرجع إلى الله ويتضرع إليه ويتوكل عليه، وإذا ثبت أن هذا الوباء من تدبير بشر وهو جزء من حرب بيولوجية فهذا يدل على مدى الانحطاط الأخلاقي والجشع المادي الذي تعاني منه البشرية في ظل سيطرة قيم الحضارة المادية.

ثانياً: التوكل على الله يتوافق مع الأخذ بالأسباب المطلوبة شرعاً، فالتوكل على الله سبب معنوي، والتداوي والحجر الصحي من الأسباب المادية المطلوبة شرعاً، قال عليه الصلاة والسلام “لا يُوردَنَّ مُمرِضٌ على مُصح” وقال “فِرَّ من المجذومِ فراركَ من الأسد” وقال “إذَا سَمِعْتُمْ بِالطَّاعُونِ بِأَرْضٍ فَلاَ تَدْخُلُوهَا، وَإِذَا وَقَعَ بِأَرْضٍ وَأَنْتُمْ بِهَا فَلاَ تَخْرُجُوا مِنْهَا” والمجلس يوصي أبناء شعبنا على الالتزام بما يقوله أهل الاختصاص من الأطباء من تعليمات ونصائح.

ثالثاً: على الأئمة والخطباء تثبيت الناس، وترسيخ المعاني الإيمانية في نفوسهم، وإرشادهم لما يصلح لهم في هذه النازلة، ومراعاة أحوالهم من تخفيف الصلوات وعدم إطالة الخطب، وعند انتشار المرض لا قدّر الله فيوجب ذلك التخفيف في مسألة الجمعة والجماعة، ويقدر ذلك أهل العلم في كل منطقة مراعاة لحالها.

رابعاً: ثبت لدينا أن النظام المجرم قاتل الشعب السوري لا يمتلك أقل حدود الشفافية وأدنى درجات المسؤولية، فهو يتكتم على الإصابات بهذا الوباء وعلى عددها، والقاصي والداني يعلم بوجود إصابات في عدة محافظات سورية، فالإيرانيون وهم من أكثر الشعوب حملا للمرض ولنقله يجوبون سوريا شمالاً وجنوباً جيئةً وذهاباً، لذا نهيب بالمسؤولين عن المعابر بين مناطق النظام والمناطق المحررة أن ينظروا إلى هذا بعين الاعتبار، ويأخذوا بأسباب حماية أهل المناطق المحررة لا سيّما سكان المخيمات، نسأل الله لهم الحماية والعافية.

وفي الختام نسأل الله أن يرفع البلاء عن سوريا وسائر بلاد المسلمين، وأن يلهم السداد جميع من يسعى لتخفيف المصاب ودرء الفساد، والحمد لله رب العالمين.

المجلس الإسلامي السوري

الجمعة 18 رجب 1441 هـ الموافق 13 آذار 2020م