اختتام أعمال مهرجان دعم ونصرة الشعب السوري في العاصمة الدانمركية كوبنهاجن

 

                                                                  السبت 18.02.2012
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ .....
اختتمت في ساعة متأخرة من مساء يوم السبت 18.02.2012 في قلب العاصمة الدانمركية كوبنهاجن أعمال مهرجان " دعم ونصرة الشعب السوري " والذي نظمته كبرى المؤسسات العربية والإسلامية المتواجدة على الساحة الدانمركية وسط حضور جماهيري كبير من مختلف المدن الدانمركية ومن السويد ونشطاء سوريين من العديد من الدول الأوروبية كالنمسا وكرواتيا والمانيا وبريطانيا وإسبانيا وبمشاركة أعضاء من السلك الدبلوماسي العربي، وتضمن المهرجان العديد من الفقرات المتنوعة السياسية منها والثقافية والفنية والإغاثية واشتمل على سوق خيري ومعرض للصور وعرض للعديد من الأفلام الوثائقية عن الثورة السورية وتحدث في المهرجان ممثلون عن الهيئات والمؤسسات المنظمة للمهرجان منددين بالممارسات الوحشية والقمعية التي يمارسها النظام السوري ضد الشعب الأعزل المطالب بالحرية منذ زهاء أحد عشر شهرا ارتقى فيها مايقارب التسعة آلاف شهيد وأعرب المتحدثون عن تضامنهم ودعمهم المطلق لثورة الحرية والعزة والكرامة التي يخوضها الشعب السوري في وجه احد أعتى الانظمة الشمولية والديكتاتورية في الوقت الراهن. كما شاركات شخصيات وطنية وإسلامية في المهرجان من ابرزها الأستاذ المحامي علي صدر الدين البيانوني المراقب العام السابق للإخوان المسلمين في سوريا والأستاذ الدكتور الداعية صلاح الدين النكدلي مدير المركز الإسلامي في مدينة آخن في المانيا والكاتبة السورية المعروفة الاستاذة نوال السباعي.
وفي كلمته الافتتاحية أعرب المنسق العام للمهرجان الدكتور جهاد عبد العليم الفرا عن عظيم شكره وامتنانه للمؤسسات المنظمة للمهرجان وضيوفه الكبار وللحضور الجماهيري الكبير الذي غصت فيه قاعة المهرجان وقال :" إن مهرجان دعم ونصرة الشعب السوري في كوبنهاجن" يحمل رسائل ثلاث الأولى منها والأهم رسالة التضامن والنصرة والدعم المطلق لشعب البطولة والفداء في سوريا والثانية للعرب والمسلمين والأحرار في الدانمرك لكي يواصلوا مسيرة الدعم والنصرة والثالثة للشعب والحكومة الدانمركية بصفتها رئيسا للاتحاد الأوروبي في دورته الحالية بضرورة إسقاط كل اشكال الشرعية عن النظام المستبد في سوريا والسعي ضمن اروقة الاتحاد الأوروبي لاتخاذ كل الخطوات التي من شأنها حماية المدنيين السوريين وتمكين المواطنين من المطالبة بحقهم المشروع في التغيير نحو الافضل. 
وفي كلمته أشاد فضيلة المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في سوريا الأستاذ المحامي علي صدر الدين البيانوني بتضحيات الشعب السوري العظيمة وحيا الجيش السوري الحر الذي يدافع عن الشعب السوري البطل ونوه إلى أن الشعب السوري وهويخوض ثورة الحرية والكرامة في سوريا إنما يخوض معركة الأمة في وجه الطغيان والفساد والتزوير والبهتان المتمثل في نظام قمعي قهري ظل لعقود يدعي المقاومة والممانعة وعندما انجلت الحقيقة وجه الجيش الذي من المفترض أن يدافع عن الوطن وحدوده وشعبه بعتاده وقواته لقمع الشعب ودك المدن السورية بقاذفات الصواريخ والمدافع الرشاشة بدلا من أن يوجهه لتحرير الجولان، وأكد فضيلته أن النظام القمعي في سوريا  مهما حاول أن يزرع الفتنة الطائفية فلن يسطيع إلى ذلك سبيلا فالشعب السوري واحد وسيظل كذلك في ظل الدولة المدنية التعددية التي يسعى إليها وأن نظام القتل والإجرام في سوريا زائل لامحالة وأن سقوطه مسألة وقت وندد بالقوى التي تدعم هذا النظام وتعمل على إطالة أجله .
وحيت السيدة ترينا مارك من حزب الشعب الاشتراكي في الدانمرك الشعب السوري وتضحياته من أجل نيل حريته منددة بالقمع الوحشي الذي يلقاه على أيدي النظام الحاكم في سوريا .
وفي حديثها إلى وسائل الإعلام الدانمركية أشارت السيدة شيماء البرازي الناطقة الرسمية باسم المهرجان إلى رسائل المهرجان الرئيسية منددة بالمجازر والجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام في سوريا وطالبت الحكومة الدانمركية بالعمل الجاد من خلال رئاستها للاتحاد الاوروبي على نزع الشرعية عنه ودعم ثورة الشعب السوري وأكدت على أن السوريين في الدانمرك ومعهم الجالية العربية والمسلمة يقفون صفا وحدا مع ثورة اخوانهم في سوريا.
وأشار الأستاذ محمد علي ممثل لجنة العمل المشترك الكردي في الدانمرك في كلمته إلى أن الثورة المجيدة في سوريا والتي انطلقت شرارتها الأولى من حوران لتمتد بعدها إلى كافة المدن السورية قد دللت بوجه قاطع على حجم معاناة الشعب السوري منذ اغتصاب حزب البعث للدولة والمجتمع في بداية ستينات القرن الماضي وإطلاقه الشعارات الجوفاء، ونالت احترام وتقدير كل المحبين للحرية والسلام وكرامة الإنسان بتضحياتها الجسام.
وفي الفقرة الأدبية التي أحيتها الاديبة والكاتبة السورية الاستاذة نوال السباعي  حييت فيها شهداء الثورة والمدن السورية الثائرة من خلال قصائد شعرية وقصص نثرية تضمنت قصة بداية الثورة السورية.
واستهل الدكتور صلاح الدين النكدلي مدير المركز الإسلامي في مدينة آخن بالمانيا حديثة وهو ينظر إلى مجسم ساعة مركز مدينة حمص عاصمة الثورة السورية ويسترجع ذكرياته فيها مع رجال الفكر والادب والدعوة الإسلامية وأنشد العديد من قصائد المفكر الإسلامي الكبير الأستاذ عصام العطار الذي كان من المفترض أن يكون من ضيوف المهرجان إلا أن المرض حال دون مشاركته. 
 وتضمن المهرجان حملة إغاثية جمعت فيها التبرعات بسخاء لصالح دعم الثورة السورية.
وأحيا المنشد الإسلامي الكبير وكروان الثورة السورية المعتصم بالله العسلي وفرقة حنين للأناشيد الإسلامية بقيادة الأستاذ مهند منصور فعاليات المهرجان الفنية وسط تفاعل جماهيري كبير وتصفيق حار من المشاركين.
وقد توج هذا المهرجان العديد من الفعاليات التضامنية للجالية العربية المسلمة في الدانمرك مع الاحداث الدامية في سوريا منذ هبوب رياح الربيع العربي وانطلاق ثورة الشعب السوري ضد نظام الفساد والاستبداد في سوريا في الخامس عشر من آذار 2011 .
ويتزامن هذا المهرجان مع تصاعد الحملة الأمنية والعسكرية التي يشنها النظام السوري ضد المواطنين السوريين المطالبين بالحرية والديمقراطية والتعددية والعدالة الاجتماعية في مختلف المدن والقرى والبلدات السورية والتي ازدادت وتيرتها بعد الفيتو الروسي والصيني الذي أجهض قرارا لمجلس الأمن الدولي يدعو إلى إدانة العنف ووقف إراقة الدماء وإزالة المظاهر المسلحة من المدن وتمكين الشعب السوري من حقه في التظاهر وحرية التعبير والمطالبة بالتغيير نحو الأفضل الأمر الذي سبب انسدادا في الأفق السياسي وجمودا في حل الأزمة السورية سرعان ماتم كسره عبر اتخاذ حزمة من الإجراءات والقرارات الجريئة ضمن إطار جامعة الدول العربية لمناصرة الشعب السوري وتعزيزعزلة هذا النظام ووقف اشكال التعامل الدبلوماسي مع ممثليه كافة والتي لاقت ترحيبا إقليميا ودوليا، مع العمل على تقديم أشكال الدعم للمعارضة السورية  وحثها على توحيد صفوفها وصولا إلى قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة .
كما حمل المهرجان رسالة ترحيب بمؤتمر أصدقاء سوريا والذى سوف ينعقد بمشيئة الله فى الرابع والعشرين من هذا الشهر فى تونس الشقيقة
والذى يعبر عن شعور الأمة بمعاناة الشعب السورى المناضل من أجل حريته وكرامته والذى يعتبر حلقة جديدة فى سلسلة التضامن العربى والإسلامى والدولي مع شعب سوريا المتطلع إلى حريته وكرامته ..