بيان المجلس الإسلامي السوري تأييد خيار الصمود والمقاومة في الغوطة الشرقية

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ولي الصالحين وناصر المظلومين وقاهر الجبابرة والمعتدين القائل ” وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ“، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وسيد المجاهدين الصابرين نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين وبعد:

فإن العالم بأسره يتابع الهجمة الوحشية والإبادة الجماعية المنظمة التي تجري على مناطق الغوطة وقراها بشكل ممنهج فلا تبقي حجراً ولا شجراً ولا ساكناً ولا دياراً، ولم يعد التواطؤ الدولي على الغوطة أمراً خافياً على أحد، فقد أسفر الصبح لذي عينين، فقد أدرك الجميع مدى الانحطاط الأخلاقي المخيف والدرك المخجل الذي تردت إليه قوى النفوذ في العالم، مما يجعل الناس على خوف ووجل من أن تعود شريعة الغاب بكل قسوتها إلى عالم القرن الحادي والعشرين، وأن يرسخ يوماً بعد يوم في أذهان الشعوب والبشرية أن المنظمات الدولية السياسية والحقوقية والإنسانية إن هي إلا طلاء رقيق يغطي الوجه البشع لوحشية النظام العالمي الجديد الذي بدت ملامحه تظهر في أماكن عدة ومن أبرزها سوريا.

إن المجازر التي ترتكب في الغوطة اليوم يندى لها جبين الإنسانية، ولطخة سوداء مظلمة في التاريخ البشري كله، فصيحات الأطفال وصرخات الرضع وأنين الجرحى وآهات النساء والشيوخ صُمّت عنها الآذان وأشاحت عنها الوجوه، لك الله يا سورية الحبيبة، وكان الله معك يا غوطتنا المكلومة، والمجلس الإسلامي السوري سبق وأن أصدر بيانات مناشدة للبعيد واستغاثة للقريب إن كان عنده غواث، لكن يبدو أن حالنا كما قال الشاعر:

لقـد أسمعـت لو ناديـت حـياً ولكن لا حياة لمن تنادي

ولـو ناراً نفخــت بها أضـــاءت ولكن أنت تنفخ في رماد

وأمام هذا الواقع المأساوي يرى المجلس ما يلي:

أولاً: يحيي المجلس صمود أهلنا في الغوطة ويثمّن خيارهم في المقاومة وتمسكهم بمدنهم وقراهم وإفشالهم لمحاولات التهجير التي يقدمها النظام ومن معه هدية لإيران التي تسعى بكل قواها لطمس معالم دمشق العربية، ليحل محلها الشعارات الطائفية التي يصدرها للمنطقة نظام ولاية الفقيه الذي أثبتت الوقائع تواطؤ القوى الدولية مع مشروعه في التغيير “الديموغرافي”

ثانياً: يحرص المجلس الإسلامي في كل مناسبة على مسألتين جوهريتين الأولى: اتحاد الفصائل المجاهدة المدافعة عن الأرض والعرض والدين، ويثمّن المجلس أي جهود في هذا الاتجاه ويباركها وثانيتهما: دعم الهيئات والمؤسسات المدنية لتقوم بدورها في تقوية صمود الحاضنة الشعبية وتخفيف معاناة إخواننا المدنيين في هذا الحصار الظالم وهذه الحملة الوحشية.

ثالثاً: إن المجلس الإسلامي السوري يؤكد على أن تصدر كل القرارات في الغوطة عن جهة واحدة يجتمع فيها العسكري مع المدني مع الشرعي، ويحذر الأصوات النشاز التي تنادي بالهدن والمصالحات والاستسلام، ويربأ بقادة الغوطة من أن ينفرد أي أحد منهم بالقرار فيها، فالمسؤولية تضامنية توافقية، فالتاريخ يكتب، وذاكرة شعبنا قوية، والوقوف بين يدي الله عسير، نسأل الله أن يكتب لإخواننا الثبات والنصر، وأن يلهمهم السداد والرشاد.

يا شعبنا السوري الحر الأبي، ويا أبناء غوطتنا الصابرة الصامدة، نذكركم جميعاً بقول الله تعالى ” حَتَّى? إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاءُ ? وَلَا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ ” وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

المجلس الإسلامي السوري

24 جمادى الآخرة 1439 هــ الموافق 12 آذار 2018م