تذكرة العابد بحقوق المساجد

التعريف بالكتاب:

 

لا يخفى أنّ المساجد بيوتَ الله تعالى هي من شعائر الله، وعنوان المسلمين في مجتمعاتهم، ورمز عبوديّتهم لربّهم، ومن ثمّ فقد كان أوّل عمل قام به النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عندما وصل المدينة المنوّرة بناء مسجده الشريف كما هو معروف..

 

ولم تكن مهمّة المسجد في الإسلام قاصرةً على أداء الصلوات فحسب.. بل كانت رسالةً شاملة للحياة الإنسانيّة، والنشاطات الاجتماعيّة بمختلف ألوانها.. عرف ذلك المسلمون الأوّلون، فعظّموا المساجد، وأدّوا حقّها عليهم، فكانت عامرةً بكلّ هدى، ومنطلقاً لكلّ خير.. كانت نقطة الدائرة في المدن التي يؤسّسونها، وأوّل ما يبتدئون إنشاءه في المدن التي يفتحونها.. وكانت عمارة المساجد في تلك العصور بما شرع الإسلام من رسالتها العامّة الشاملة، يعطي كلّ ناظر في أحوال المسلمين صورةً مصغّرة عن مستوى الحضارة الرفيع الذي بلغته أمّة الإسلام.

 

ونظراً لما يلاحظ من تفريط كثير من المسلمين بحقوق المساجد، مع ما يلاحظ من إقبال على المساجد، وحرص على عمارتها، وإحياء رسالتها فقد رأيت أن أخرج هذه التذكرة، ولا يسعني أن أجمع فيها كل الأحكام المتعلّقة بالمساجد، وإنما ألخّص أهمّها، وأدلّل عليها باختصار، إذ إنّ همم الناس تكلّ عن مراجعة المطوّلات أو مطالعتها، فكان في مثل هذه الرسائل ما يذكّر العالم، ويعلّم الجاهل، وينبّه الغافل، ويذكّر المؤمن، وينشر أحكام الشريعة عن هذه الشعيرة العظيمة، التي تدلّ عمارتها وتعظيمها على تعظيم حرمات الله تعالى وإجلاله.

 

هذا وقد جعلتها في مقدّمة وتمهيد، ومبحثين وخاتمة:

 

ـ المبحث الأوّل: فضل المساجد في الإسلام وخصائصها.

ـ المبحث الثاني: أحكام المساجد، وفيه ثلاثة مطالب:

            ـ المطلب الأول: أحكام بناء المسجد وتشييده.

            ـ المطلب الثاني: أحكام العمارة الإيمانيّة للمسجد.

            ـ المطلب الثالث: أحكام الجمعة والجماعة .

وسمّيتها: تذكرة العابد بحقوق المساجد.

والله تعالى أسأل أن ينفع بها بفضله عباده، وأن يكتب لي بها الحسنى وزيادة، إنّه أكرم مسؤول، وهو المرجّى للتوفيق والقبول، وهو حسبنا ونعم الوكيل. والحمد لله ربّ العالمين.

جدّة في 7/6/ 1421 هـ

وكتبه راجي عفو ربّه

عبد المجيد البيانوني

تحميل الملف