حديث القلب

نحن في عصر غلبت فيه المادّية الجامحة، على القلوب والعقول، واستحكمت الأهواء والشهوات، واستحوذت على النفوس، وانقلبت الموازين، واجتاحت القيمَ الأعاصير، على وفرة ما أخرجت المطابع من كتب، وما قذفت أرحامها من مواليد، لم تعرف النور من قرون، وعلى كثرة ما أبدعت أبكار العقول من ثقافات وفهوم، حتى وصلت إلى حدّ التخمة والتكرار، والترف الفكريّ، البعيد عن سبيل العمل، والشاغل عن الأجدى الأهمّ من احتياجات المنهج ومتطلّباته،، مما جعلنا بحاجة ملحّة إلى إحياء ثقافة القلوب والأرواح، وأن نقيم جسور التواصل بين ثقافة العقل، وثقافة القلب، لإعطاء القلوب حقّها وغذاءها من الحبّ الذي به حياتها وروحها، ولردّ شباب الأمّة إلى حالة الاتّزان، التي تمثّل الصورة الإسلاميّة المشرقة، التي بها تحلّ مشكلات الناس المستعصية، ويحيون الحياة الطيّبة، ويسعدون.

 

وبعد؛ فهذه رسالة موجزة، فيها جمل يسيرة، ومقتطفات من نبضات قلوب المحبّين أثيرة، أردت أن ألحق بها في السالكين، عسى أن أكون من حداة الركب للسائرين، وعسى أن توقظ في القلوب الغافية لواعج الحبّ المستكنّ، لتقبل على ما به حياتها وسعادتها ونعيمها، وروحها وراحتها، وعزّها في الدارين ورفعتها، ولا تكون ممن يشتري الخسيس بالنفيس فيكون في الآخرة من الهالكين.

تحميل الملف