رسالة المعلم وآداب العالم والمتعلم

التعريف بالكتاب:

 

إنّ من بدائه الحقائق أنّ الإسلام دين العلم ، وأنّ التعليم مهنة الأنبياء ، وأكرم بها من مهنة ! وكفى بالمعلّم شرفاً أن يكون على خطا الأنبياء وهديهم إذا أدّى حقّ العلم ، وكان وفيّاً بهذه الأمانة ..

وإذا كان عمل كثير من المعلّمين لا يؤتي ثمراته .؟ فلأنّهم نسوا مهمّتهم ورسالتهم وأصبحوا موظّفين ، بعيدين عن رسالة العلم ، وما تحمله من أهداف سامية ، ولم يكونوا قدوة للمتعلّمين ، وأصبح تعليمهم صورة تنسخ ، لا روحاً تنفخ ، ومادّة تملأ العقول ، لا آداباً تهذّبُ النفوسَ .. ولن تعود للتعليم روحه الإسلاميّة ما لم تسبق الآدابُ العلومَ ، والتزكيةُ التعليمَ ، غرساً وتعهّداً ورعاية ، وتتضافر على ذلك جهود الآباء والمربّين ..

 

وقد سألني بعض الأحبة الناشئين ممن يلوذ بي : لماذا تشكون منّا دائماً ؟ وتثنون على أساتذتكم وجيلكم ، وقد تهيّأ لنا من تقدّم أساليب التعليم ، وتوفير الكتب المجانيّة ، والمناهج المستقرّة ، ووسائل المتنوّعة التقنية مالم يتيسّر لكم منه إلاّ النزر اليسير ؟!

 

فأجبته على عجالة : إنّكم وجدتم كلّ شيء من الأمور الماديّة الظاهرة  ولكنّكم فقدتم : ( بركة العلم ) !

 

قال : ولماذا .؟ ومن المسئول عن إعطائنا ( بركة العلم ) .؟ فوجدتني مرّة أخرى أمام سؤال عليّ أن أجد جوابه ..

 

وعدت إلى نفسي فوجدت أنّ جانباً كبيراً من المسئوليّة يعود على الجيل الذي يُعلّم ، عندما يُعلّم وهو فاقدٌ لرسالته التي ينطلق منها ، ويسعى إلى تحقيقها .. والجانب الاخر يعود إلى الانفصام بين التعليم والتربية ، وتلقّي العلوم بصورة جافّة ، معزولةٍ عن روحها وآدابها . ويتحمّل المعلّمون في ذلك أيضاً عبئاً كبيراً ، ومسئوليّة جسيمة ..

 

وجانب آخر يعود في بعض البلاد الإسلاميّة إلى الخلل في أهداف المناهج التعليميّة نفسها ، وما تحمل من توجّهات بعيدة عن دين الأمّة وقيمها وآدابها ، والخلل كذلك في البيئة الاجتماعية التي تحيط بالطالب وتؤثر فيه ، ثمّ الأعراف السائدة ، التي تفرض نفسها بقوّة على الطالب وعلى المجتمع ، وكثيراً ما تخرج عن القيم والآداب التي يُلقّنها في المدارس ويتعلّمها .. فرأيت ضرورة الكتابة في الجانبين الأوّلين اللذين أشبعهما علماؤنا الأجلاء عليهم رحمة الله ـ بحثاً وتفصيلاً ـ بالصورة التي تلائم عصورهم وأجيالهم ..

 

فكانت هذه الرسالة في فصلين :

 

ـ الفصل الأول : في رسالة المعلّم : وفيه عدّة مباحث نتحدّث عنها .

ـ والفصل الثاني : في آداب العالم والمتعلّم .

 

وقد قدّمت بين يدي ذلك بقبسين من الوحي الإلهيّ الشريف : قبسٍ من القرآن الكريم ، وقبسٍ من هدي المصطفى صلوات الله وسلامه عليه .

 

وختمت هذه الرسالة بنداء ورسالة إلى كلّ معلّم ومعلّمة .

 

والله تبارك وتعالى أسأل: أن يجعل هذه الرسالة خالصة لوجهه الكريم ، ويجعل فيها النفع والخير  للمعلّمين والمتعلّمين وعامّة المسلمين ، وأن يكون فيها ذكرى وبلاغ ، ويكتب لي فيها الأجر والمثوبة ، إنّه أكرم مسئول ، وهو المرجّى للقبول ، وآخر دعوانا أن الحمدُ لله ربّ العالمين.

 

للاطلاع على الكتاب هــــنا