مقامات التصرفات النبوية

 

التعريف بالبحث:

 

موضوع هذا البحث مقامات التصرفات النبوية، والمقصود بالتصرفات النبوية: ما صدر عن النبي صلى الله عليه وسلم من قولٍ أو فعلٍ؛ فالنبي صلى الله عليه وسلم يتصف بعدة صفاتٍ، فهو نبيٌ مرسلٌ مبلغٌ عن الله ما أراد تبليغه للناس عن طريق الوحي المتلو ( القرآن الكريم ) ، والوحي غير المتلو ( السنة المطهرة ) ، كما أنه صلى الله عليه وسلم مبينٌ لمعاني القرآن، مبينٌ لمجمله، مقيدٌ لمطلقه، مخصصٌ لعامه، كما أنه صلى الله عليه وسلم مفتي المسلمين، فهو يجيبهم عن أسئلتهم الخاصة والعامة، وغالباً ما تكون أجوبته عامةً لتشمل السائل ومن على شاكلته. 

 

وهو من جهةٍ أخرى مكلفٌ من الله بالقضاء بين الناس، وهو قدوة القضاة، وهو في القضاء يتصرف على ضوء الحجج والبينات التي يقدمها الخصوم بين يديه، ويقضي لهم وفق اجتهاده، مطبقاً نصوص الشريعة على الأقضية التي بين يديه، والرسول عليه الصلاة و السلام أيضاً إمام المسلمين ورئيسهم، وهو يعمل بما يحقق مصالحهم العامة ويدرء المفاسد عنهم، بحسب الزمان والمكان والحال الذي هم فيه، فجميع المناصب الدينية فوّضها الله تعالى إليه في رسالته، وهو أعظم من كل من تولى منصباً منها إلى يوم القيامة، فما من منصبٍ دينيٍ إلا وهو متصفٌ به في أعلى رتبةٍ، غير أن غالب تصرفه صلى الله عليه وسلم بالتبليغ؛ لأن وصف الرسالة غالبٌ عليه،  ثم تقع تصرفاته صلى الله عليه وسلم: منها ما يكون بالتبليغ والفتوى إجماعاً، ومنها ما يجمع الناس على أنه بالقضاء، ومنها ما يجمع الناس على أنه بالإمامة، ومنها ما يتردد العلماء بين كونه بالقضاء أو الإمامة أو بالتبليغ والرسالة.

 

كما أن النبي مع ذلك كله بشرٌ يتصرف تصرفاتٍ فطريةٍ جبليةٍ بشريةٍ، كما يتصرف على ضوء خبرته الحياتية التي اكتسبها من بيئته ومجتمعه.

 

وتتجلى أهمية هذا البحث في مجال الاجتهاد والإفتاء، حيث إن المجتهد أو الفقيه حين يتوجه إلى السنة النبوية ليستنبط منها لابد له أن يكون ملماً بأنواع المقامات التي صدرت منها تلك التصرفات، مميزاً بينها فالجهل بمقامات التصرفات النبوية يؤدي إلى الاضطراب في الفتوى لدى الذين لا يميزون بين تصرفاته صلى الله عليه وسلم التي يراد منها الاقتداء والاتباع، والأخرى التي هي سياسات وقتية وتصرفات جزئية.

 

ولقد كان هذا التمييز بين مقامات التصرفات النبوية حاضراً في عقول الصحابة رضي الله عنهم أجمعين، كما كان واضحاً في أذهان علماء الإسلام في مختلف العصور، وقد انعكس ذلك في تعاملهم مع السنة النبوية شرحاً وفقهاً واستنباطاً.

 

وقد تناول البحث المحاور التالية:

 

- أهمية معرفة المقامات التي صدرت منها التصرفات النبوية الشريفة

 

- طرق التمييز بين هذه المقامات المختلفة

 

- تقسيمات السنة النبوية مع دعم ذلك بالأمثلة من السنة النبوية الشريفة.

 

- الخاتمة: وتحتوي مخلصاً لما تم عرضه خلال هذا البحث.

تحميل الملف