بحث الشركاء في التغيير -القوى الوطنية واحتمالات التغيير

التعريف بالبحث:

 

ابتدأت الثورة السورية في شهر آذار من عام 2011 على شكل فعاليات شعبية سلمية، تعبيراً عن رفض للظلم والقمع المتراكم لعقود طويلة، واستجابةً لحركة الشعوب العربية الأخرى التي عبرت عن توجه صادق على مستوى الأمة كلها للتخلص من الظلم والتخلف، والتوجه نحو العدالة والنهضة.

 

وقوبلت الثورة السورية بإجراءات القمع والقتل والتهجير، وبجهود الاحتواء والإجهاض، وبمؤامرات تحويل المسار وإضعاف أسس المجتمع من قبل النظام السوري وحلفائه في الداخل والخارج، وكذلك من قبل القوى الفاعلة في المنطقة، والنظام العالمي. وفي الوقت الذي ظهرت فيه لدى الشعب السوري إرادة الصمود وعزيمة الإصرار والاستمرار لتحقيق أهداف التحرير والعدالة، ظهرت فيه مؤشرات ومظاهر ضعف النخب السياسية والاجتماعية العاملة في بنائها، وفكرها السياسي، وأدائها، وأظهر الواقع أن القوى التي أفرزها هذا المجتمع على كثرتها تعجز في كثير من المراحل عن استشراف التغيير المطلوب، وعن إحداث التغيير في أبنيتها وصيغها، أو في توجهاتها وتحركاتها، لمواجهة عناصر الواقع المعقد الذي صنعته القوى الخارجية بتدخلاتها المباشرة، وبسياساتها عموما تجاه القضية السورية.

 

لقد واجهت محاولات التحالف والتحرك السياسي صعوبات كثيرة، في الوقت الذي يقدم فيه الشعب من دماء أبنائه وثروات وطنه ثمنا غاليا، وهذا يُشير إلى أهمية الدراسة المتعمقة لهذا الواقع وما يحمله من صراعات، وما يبرزه من صعوبات، يمنع التحالفات القائمة من إنتاج خطوات كبيرة باتجاه تحقيق أهداف الثورة من نيل الحقوق وتحقيق الاستقرار.

 

وضمن هذه الرؤية للواقع الحالي سنحاول في هذا البحث التوجه نحو الأهداف الآتية:

 

* تشخيص أهم العوامل المؤثرة في المرحلة الحالية من الثورة السورية.

* وضع مواصفات للتحالف المنشود الذي يمكن أن يحول مسار الأحداث باتجاه تطلعات الشعب وتحقيق الاستقرار.

* توصيف أبرز الصعوبات التي تمنع قيام الشراكة السياسية الفاعلة المثمرة.

* عرض أهم القوى السياسية وغيرها، المؤثرة في الساحة.

* تقديم صيغة لتحالف أو تحرك سياسي، يناسب الواقع وصعوباته.

وسيتضمن هذا البحث التعرف إلى نمط وصيغة التحالفات المنشودة والممكنة في ضوء الواقع الراهن في سورية، مع إدراك تعقيداته وصعوباته، ثم استعراض أهم القوى المؤثرة العاملة في الساحة، ومقارنة مواصفاتها في جدول مفصل مع تحليل محتواه، وفي النهاية سيتم عرض صيغة مقترحة للتحالف أو للتحركات السياسية التي يمكن البناء عليها لإقامة عمليات سياسية هادفة للانطلاق من الوضع الراهن باتجاه بناء وطن موحد وقوي.

تحميل الملف