بحث الثورة السورية والعدالة الانتقالية

التعريف بالبحث:

 

إن التجارب المؤلمة تؤثر كثيرا في مستقبل الأفراد والمجتمعات إن لم يتم تجاوزها ومعالجتها. وهذا هو جوهر هذا البحث.

 

فالعدالة الانتقالية بآلياتها تسعى لكي تخلص المجتمعات قدر الإمكان من آثار التجارب المؤلمة التي مرت بها والانتهاكات الجسيمة التي مورست على نطاق واسع لفترة من عمر المجتمع.

 

وهي انتقالية لأنها تطبق في المرحلة التي تبدأ فيها المجتمعات بالتغيير والانتقال من حالة الحرب إلى السلم، أو من الديكتاتورية إلى الديمقراطية؛ لذلك يبدو الموضوع في غاية الأهمية في مجتمعاتنا العربية التي دخلت مرحلة التغيير نظرا إلى إرثها المثقل بممارسات أنظمة الحكم الديكتاتورية.

 

ولا يخفى على أحد أن سورية هي الحالة الأسوأ من بين الدول العربية إن لم يكن في التاريخ في تدهور حالة حقوق الإنسان خلال العقود الطويلة لحكم عائلة الأسد، مضافا إليه الذاكرة الحية التي تكتب كل يوم بدماء الشهداء في الثورة السورية الأخيرة.

 

ومما يجعل ذاكرة السوريين أكثر ألما أن السوريين يقتلون ويشردون ويسجنون ويختفون قسريا ويتعرضون لأقسى أنواع التعذيب على مرأى ومسمع من العالم جميعه، لذلك فالحاجة إلى العدالة الانتقالية بعد سقوط النظام أمر في غاية الأهمية ليستطيع السوريون الاستشفاء من المناظر المرعبة والدم الذي لم ينقطع منذ بدء الثورة. فكما قال صلاح الدين الأيوبي لأبنائه: (إياكم والدم، فإن الدم لا يموت)، بمعنى أنه لا يُمحى من ذاكرة الإنسان.

 

لذلك كله كان هذا البحث مساهمة في موضوع العدالة الانتقالية بشكل عام، وصولا إلى خصوصية الحالة السورية، وضرورة تطبيق آلياتها بعد سقوط النظام إن شاء الله. 

تحميل الملف