ملخص بحث نحن والحضارة الغربية

 

الحضارة مرحلة سامية من مراحل التطور الإنساني. وهي مصطلح قديم جديد، فالعلامة ابن خلدون أول من استخدمه، لكنه لم يتداول في الأوساط العربية والإسلامية حتى بدايات القرن العشرين. وعلى أثر انتشار هذا المصطلح حدث خلط في تحديد مفاهيم الحضارة والثقافة والمدنية.
 
وقد شرح لنا هذا البحث هذه المفاهيم بشكل واف، وأظهر الاختلاف بينها من حيث المعنى باللغة الانكليزية. واختلاف ترجمتها بنا ء على ذلك. وتباين معاني هذه المفاهيم عند الألمان حالهم حال المفكرين الإسلاميين.
 
في هذا البحث تمت المقارنة ما بين الثقافة الغربية والإسلامية. فالصراع مع المخلوقات والحرب والتدمير هي أفكار متجذرة في الثقافة الغربية، التي نشأت أصلا على الفكر اليوناني الوثني ثم التوراتي الإنجيلي.
 
أما الثقافة الإسلامية فقد بين لنا البحث سلميتها بالأدلة من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. فالفطرة صحيحة بدون شذوذ، والسلم مع الكون البيئة والأنعام، والسلم مع الأديان والطوائف، السلم مع الحاكم، السلم موجود أيضا مع العقل والسلم مع الأمة بكاملها.
 
وعن فكرة تبادل الثقافات فقد أورد البحث أمثلة كثيرة لتأثير الحضارة الإسلامية في الغرب ولاسيما في مجال العلم التجريبي، وضمن البحث هنالك مقولات تدعم هذه الفكرة، وكذلك الحضارة الغربية قد أثرت في الحضارة الإسلامية سلبا وإيجابا أيضا.
 
ونقرأ في البحث المزيد عن إسهامات أمتنا في حضارة إنسانية تراكمية، من الكنعانيين إلى الفينقيين، ومن قانون حمورابي إلى معارف الفارابي وابن سينا والشافعي، ومن مكة والمدينة إلى دمشق وبغداد وقرطبة.
 
وعن حوار الحضارات يذكر البحث أنه لم يكن ملموسا وحقيقيا حتى الآن. واعتبره كثير من المفكرين الإسلاميين مطلبا إسلاميا لتجنيب البشرية ويلات الصراع، وللتحاش ي أثار الصدام المؤلمة أو المدمرة. لا سيما بعد صيحة الكاتب الأميركي (صاموئيل هنتنغتون) عن (صراع الحضارات).
 
وأورد البحث شروطا للحوار الحضاري، تبدأ بالاعتراف بالآخر. فالمسلمون مثلا مأمورون أن يعترفوا بالحضارات القائمة على الدين. أما إذا كانت الحضارة مبنية على أصل لا يستمد من الدين شرعيته أو وجوده، فهم مأمورون بالتعرف عليها والنظر في أحوالها والاعتبار بما يقع لأصحابها من خير وشر. وهذا الاعتراف من المسلمين بالحضارات الأخرى وبحق وجودها وخصوصيتها هو شرط مهم لاستمرار الحوار ونجاحه.
تحميل الملف