أعمال الكواكبي غير الكاملة

الإهداء

إلى صاحب الفكر المتنوّر ..والأيادي البيضاء التي تحتضن هموم الشهباء ...

إلى أمّنا الرؤوم حلب الشهباء .. التي يظلمها بعض أبنائها بتحميلها أوزار أبنائها العاقّين ، لكنّها – أبداً – تبقى شامخةً مستعصية على الغاصبين.

حلب مضمّخة بنا هي أنثى نرتاح إليها, ومنها نتعلّم .. كانت قبلنا أمّاً ، رضعنا منها حليب عشق رائحة التراب ومن ساروا عليه .. من أزقّتها بزغت طفولتنا يانعة مفعمة بالحياة .. إنه وجه ، والآخر حكاية الحجر المرصوف على شوارعها ، على هديه نمشي ، وبه تتعثّر خطواتنا الأولى .. ثم نعتذر من دمائنا المسكوبة عليه ، لأننا أرقناه بطيش ، ونحنّ إلى بذله من أجل الحرية . لكننا- أبداً- نجبن من أوّل تلويحة لسوط السلطة .

في قلوبنا إيمان عميق .. وفيها أيضا دم يجفّ في رؤية شرطي يمثل الإرهاب الذي تشرّبناه من طول المدة التي استغرقتها رؤوسنا تحت التراب , إلى الله ندعو أن يمحق النظم الجائرة وأهلها المتسلطين .. حلب حضّرتنا كي نستكين .. وشمخت بقلعتها ساخرة من جبننا ، مرّ بها الكثيرون وغادروا .. سادة ... وأسياداً .. وعبيدا ، ولكنّ السؤال الذي يحفر في وجداننا : ما فائدة أن نصمد تحت السياط إذا كنّا سنبقى تحتها حتّى نموت .. وما فائدة أن نحمل 

 

للاطلاع على البحث الرجاء اضغط هنا