المواقيت الشرعية بين الفقه وعلم الفلك

لقد شهد عصرنا الحاضر ثورات علمية واسعة أسفرت عن عدد لا يحصى من الكشوف العلمية والإنجازات العظيمة التي جعلت حياتنا أيسر وأجمل ، بل كان عصرنا نقطة تحول حاسمة في تاريخ العلم ، فقد حقق العلماء في هذا العصر من الإنجازات والكشوف العلمية ما كان إلى وقت قريب ضرباً من الخيال أو المستحيل ، فلا غرابة أن تغير الثورات العلمية المتلاحقة التي شهدها عصرنا وجه العالم حتى لم يعد اليوم كما كان بالأمس :

  • ففي هذا العصر تمكن الإنسان ــ بمخترعاته الدقيقة الحساسة ــ أن يسمع ما لم يكن يسمع ، وأن يرى ما لم يكن يرى ، وأن يصل إلى ما لم يكن يحلم أن يصل إليه .
  • وفي هذا العصر أيضاً استطاع الإنسان بوسائل المواصلات السريعة ، والاتصالات العابرة للقارات ، أن يجعل من كوكب الأرض "قرية صغيرة" يتأثر أقصاها بما يحصل في أدناها بلمح البصر .
  • وفي هذا العصر كذلك ، ولأول مرة في التاريخ ، استطاع الإنسان أن يفجر الذَّرة ويستخرج منها طاقة هائلة تجاوزت كل ما سمعناه أو قرأناه عن طاقة الجنِّ والعفاريت .
  • وفي هذا العصر أيضاً استطاع الإنسان أن يتحرر من أسْر الجاذبية الأرضية التي قيدته لدهور طويلة ، فنفذ من أقطار الأرض ، وانطلق في أقطار السماء ، فزار أقرب جيران إليه (القمر عام 1969) ، ولم يكتفِ بهذا الإنجاز الخارق للعادة ، بل راح يخطط لزيارة بقية الجيران .. هناك .. في العوالم البعيدة .
  • والعجيب أن كل هذه الإنجازات المدهشة قد حصلت في فترة زمنية لا تتجاوز قرناً واحداً من الزمان ، وما هذا إلا بفضل الله عز وجل أولاً ، ثم بفضل العلم الذي كشف للإنسان عن سنن الله في خلقه ، ومكنه من تسخيرها في تحقيق هذه النقلة العلمية الفريدة في التاريخ .
تحميل الملف