حبوط الأعمال وبطلانها رؤية قرآنية ونبوية وواقعية

تقديم الكتاب:

تخيل معي إنسانً بخيلًا، يجمع المال ويجمعه ويجمع، سنة واثنتين وعشرين وأربعين، ثم يجيء لص فيسطو على ما كنز، ويضيع منه (شقا عمره) في لحظة واحدة؟ كيف سيحس!؟

• تخيل معي إنسانً يؤجر نفسه، ويكد بدنه، ويدخر أجره سنين وسنين، ليأخذه جزيلًا في نهاية خدمته، ثم يفاجأ بمستخدمه يقول له: عملك كله هزيل لا يستحق المكافأة، فاذهب لا أجر لك! كيف سيكون حاله؟!

• تخيل معي إنسانً يبتنى برجًا من ستين أو سبعين أو تسعين طابقًا، ويبذل فيه ماله وآماله، ويسهر على بنائه، ويواصل الليل بالنهار ليرفعه، ويؤنقه، ويزخرفه، ويطير به نحو السحاب، ثم تجيء هزة أرضية لتسقطه في ثوان معدودات، كيف سيكون حاله؟!

• تخيل رجلا مترفًا، واسع الثراء، يضارب في بورصة، يكسب ويكسب ويكسب، وترتفع قيمة أسهمه ألف ضعف، أو مائة ألف ضعف، ثم تجيء هزة اقتصادية فتذهب بأسهمه كلها أدراج الرياح، ويضحي في ثانية مفلسًا، بلا مال، ولا عقار، ولا أسهم، ولا بيت، ولا دراهم يشتري بها فطورًا، ولا أحد يسانده، أو يقرضه، أو يتعطف عليه! كيف سيكون حاله!؟

هذا مثل تقريبي، لا يرقى – بأي حال – لحال رجل يعبد، ويتعب، وينصب، ويسهر، ويعاني، ويبذل، ويقدم، ثم يأتي يوم القيامة ليجد عمله كله سرابًا، وهباء منثورًا، وسعيًا مأزورًا لا مأجورًا، ويقف في صف الوجوه العاملة الناصبة، التي تصلى نرًا حامية، أو مع الثلاثة النفر الذين تسعر بهم النار أول ما تسعر، أو في نحية المنافقين الذين هم يراؤون، ويظنون أنهم لربهم – تعالى – يخادعون!

* نقدم هذه الورقات في حبوط العمل وبطلانه، من خلال الرؤية القرآنية الشريفة، والسنة النبوية الفخيمة، والرؤية الواقعية المتأملة.

اضغط هنا