عقلاء عند الفتن

عقلاء عند الفتن

بقلم الدكتورالشيخ ماجد درويش

المدرس بجامعة الجنان بطرابلس

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ، وبعد :

في أحد أيام الصفو والمودة التي أرساها الإسلام بين الأوس والخزرج في المدينة المنورة ، فصاروا بنعمة الله تعالى إخواناً بعد أن كانوا أعداءً متقاتلين ، في أحد هذه الأيام ، جلست مجموعة من الأنصار – أوساً وخزرجاً – يتبادلون مشاعر الألفة والمودة ، إذ مَرَّ بهم أحد أحبار يهود ، فغاظه ما وجد من تآلفٍ في قومٍ كان هو وقومه يعملون جاهدين لتفرقة كلمتهم . وفي هذا المعنى جاء في تفسير ابن كثير حول الأوس والخزرج أنه " كانت بينهم حروب كثيرة في الجاهلية وعداوة شديدة وضغائن وإِحَنٌ وذُحُولٌ طال بسببها قتالهم والوقائع بينهم ، فلما جاء الله بالإسلام فدخل فيه من دخل منهم صاروا إخوانا متحابين بجلال الله ، متواصلين في ذات الله ، متعاونين على البر والتقوى ، قال الله تعالى :) هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين وألف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعاً ما ألفت بين قلوبهم ولكنَّ الله ألف بينهم ( إلى آخر الآية وكانوا على شفا حفرة من النار بسبب كفرهم فأنقذهم الله منها أن هداهم للإيمان ، وقد امتَنَّ عليهم بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم قَسَمَ غنائم حنين فعتب من عتب منهم لما فَضَّلَ عليهم في القِسْمَةِ بما أراه الله ، فخطبهم ، فقال : ( يا معشر الأنصار ألم أجدكم ضُلاّلاً فهداكم الله بي ، وكنتم متفرقين فأَلَّفَكُمُ اللهُ بي ، وعالةً فأغناكم الله بي؟ ) فكلما قال شيئاً قالوا : الله ورسوله أَمَنُّ .

تحميل الملف