دعوة إلى كلمة سواء بين المذاهب الاسلامية

فما أحوجنا في هذه الأيام بخاصة إلى إعلاء كلمة التقريب والوحدة بين المسلمين كافة، ودعوتهم إلى كلمة سواء من الحق والعدل والإنصاف،لتحقيق التعاون والتناصر والتضامن فيما بينهم لمواجهة التحديات المختلفة التي تواجههم اليوم بحدة وشراسة شديدتين بحيث تضعهم أمام اختيارات صعبة ومصيرية تقترب من المعضلة الوجودية الحاسمة وهي :

أن نكون أو أن لا نكون. إن هذه التحديات تواجهنا على مستوى وجودنا كمسلمين، وليس على مستوى كيفية وجودنا وشكله، وهي لا تواجهنا أجزاء وتفاريق، أي لا تواجه طائفة منا دون طائفة، وشعباً منا دون شعب، ومذهباً منا دون مذهب، ولكنها تواجهنا كلنا باعتبارنا مسلمين، وباعتبارنا أمة الإسلام وأتباع دين محدد وهو دين الإسلام، ومِلَّةُ أبينا إبراهيم u قال تعالى : {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ } الحج78.

لقد قضى الله تعالى أن تكون هذه الأمة أمة واحدة وجبهة واحدة في مواجهة أعدائها، وفي اتباع منهج ربها وعبادته :

{إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }الأنبياء92.

{وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ }المؤمنون52.

والمؤمنون أبناء هذه الأمة هم إخوة في الإيمان والإسلام، وينبغي أن يكونوا يداً واحدة وصفاً واحداً، وأن يعتصموا بحبل الله جميعاً وأن لا يتفرقوا، ولا يجوز لهم أن يتنازعوا حتى لا يفشلوا وتذهب ريحهم، وإذا ما اختلفوا يوماً فينبغي محاصرة هذا الاختلاف وحلُّه، وينبغي عندئذ الإصلاح بين المختلفين بالعدل والقسطاس المستقيم.

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ }الحجرات: الآية10.

تحميل الملف