مميزات التصنيف في القراءات القرآنية عبر التاريخ

التقديم للبحث:

كل العلوم المتعلقة بالقرآن الكريم هي من أشرف العلوم، إذ شرف العلم بشرف المعلوم، لذلك تهافت العلماء قديماً وحديثاً على خدمة كتاب الله العزيز، وقد تنوعت اختصاصاتهم، فهذا يفسره، وهذا يُعربه، وذاك يقرئه، وذلك يبيِّن أنواع البيان فيه، وكل يُبحر في محيطه، وكلما غاصوا في معانيه وحاولوا استخراج كنوزه ودقائقه يدركون أنهم لا يزالون على سواحله، لأنه كتاب لا تنقضي عجائبه، ولا يشبع منه العلماء.

أهمية البحث:

تأتي أهمية هذا البحث، أنه يبرز أهم أدوات حفظ القرآن الكريم وهي مسيرة علم القراءات على مر الأزمان والعصور والمراحل، ويعرِّف بتسلسل تاريخي لظهور بعض المصطلحات والضوابط المفيدة، ويحث الباحثين لإخراج كثير من كتب هذا الفن التي لا زالت رهينة المكتبات الأوربية وغيرها.

هدف الدراسة:

لما كان الأمر على ما وصفت، وكان علم القراءات من أشد العلوم تعلقاً بالقرآن الكريم، وقد بذل أسلافنا فيه جهداً عظيماً، أحببت أن أتتبع آثارهم، وأطلع على جهودهم، لأعرف مميزات مصنفاتهم في القراءات القرآنية عبر مراحلها، متمنياً التشبه بهم، والسير في ركابهم، من غير استقصاء لهذه الجهود وإنما أذكر أبرز المصنفين الذين تركوا أثراً واضحاً في هذا العلم، لذا أحببت أن ألقي الضوء على عدد من القراء ممن تميز منهم بالتصنيف عبر التاريخ.

خطة البحث:

بعد التأمل والاستئناس بمصادر متنوعة، رأيت أن أقسم البحث تقسيماً زمنياً، أتتبع مراحل التصنيف في هذا العلم تدريجياً وبشكل موجز، وذلك لإبراز مميزات مراحل الازدهار والاستقرار من مراحل النهضة بعد عثار، وسميت البحث بـ" مميزات التصنيف في القراءات القرآنية عبر التاريخ" وجعلته على الشكل التالي:

المقدمة: وتشتمل على بيان علم القراءات وأهمية التصنيف فيه.

تمهيد: عناية النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم، واللبنات الأولى لعلم القراءة في عصر الخلافة.

المبحث الأول: التصنيف في مرحلة التأسيس والتأصيل لعلم القراءات: [من 84 هـ إلى 300 هـ].

المبحث الثاني: التصنيف في مرحلة الانتشار والازدهار: [من 300هـ إلى 833 هـ].

المبحث الثالث: التصنيف في مرحلة الانبعاث بعد الاستقرار: [ من833 هـ إلى 1300 هـ].

المبحث الرابع: التصنيف في مرحلة النهضة: (من 1300 هـ وإلى 1433 هـ)

ثم الخاتمة وتشمل أهم نتائج البحث والتوصيات.

تحميل الملف