الاستراتيجية الأمنية وفقه المخابرات في ضوء السيرة النبوية

التعريف بالبحث:

الاستخبار هو أول عمل قام به الإنسان، فقد قام بالاستطلاع بحثًا عن الأرض المناسبة والماء لاستمرار بقائه، وبعدما أصبح يعيش في مجموعات بشرية، كان يرسل أفرادًا لاستطلاع المعلومات وجمعها عن مجموعات بشرية أخرى تجاوره لمعرفة طريقة حياتها، لحماية نفسه، أو تمهيدًا للاعتداء عليها، أو للتحالف معها.

وفقه المخابرات في الإسلام قديمة قِدم الإسلام نفسه إذ ظهرت مع ظهوره، فمع أول بزوغ شمس الرسالة ظهرت في سرِّية وتكتُّم، ثم لجأ النبي صلى الله عليه وسلم من خلال التخطيط الأمني الاستراتيجي إلى أساليب مبتكرة لم يكن معروفاً لدى العرب من قبل، والتي تخدم أمن الدولة، وتفاجئ العدو بما لا يتوقَّعه، فابتكار الرسائل المكتومة، ومفاجأة العدو بالخندق مما أذهل العدو وحطَّم معنوياته.

والسيرة النبوية العطرة أظهرت أن الإسلام اهتم بالجانب الأمني؛ اهتمامَه بالقيم والأخلاق، إذ الأمن يعني ما يطمئنُّ به الناس على دينهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم، فجهاز الأمن من الوسائل المشروعة حيث يرصد تحركات العدو، ويكشف مخططاتهم ويفشلها.