منهجية الرسالات ودلالات ختم النبوة

التقديم للبحث"

ارتبط الإنسان منذ النشأة بالوحي الإلهي، وظل طيلة التاريخ يتطلع لمعرفة الغيب ومساءلة الكون عن أسراره واكتشاف قوانينه، هذا التطلع هو فطرة الإنسان الباحثة عن الخالق ومسير الكون، وقد أُحكمت سنة الله في التاريخ أن يكون اتصال الإنسان المباشر بالله مؤقتاً، فبعث الأنبياء عبر التاريخ يبلغون رسالاتهم وهم يتطلعون إلى عهد نبي يختم النبوة ورسالة تختم الرسالات، ليكون العهد بعدها في ذمة الإنسان يبحث عن هدي الله وأسرار الكون من خلال ما أوتي من إمكانات وما امتلكه من مفاتيح الرسالات، فبختم النبوة انتهى دور الأنبياء المباشر وتم تحرير الإنسان من الوسطاء وربطه بالمطلق من خلال ما امتلكه من مفاتيح، هذا الأفق إنما بدأ باكتمال الدين وختم النبوة والرسالة الخاتمة التي استندت إلى خصائص تميزت بها جعلت من الدين أفقاً متعالياً يخاطب الإنسان ويشده إليه من غير وساطة مصطفين من البشر، فكانت ديناً يختزل الأديان ورسالة تختزل الرسل، وكتاباً يهيمن على الكتب ويسترجع تاريخ العالم الروحي ليصهره في خط واحد يؤول إلى مسؤولية الإنسان في علاقته بالإسلام.

هذه الروح الجديدة في عالم الأديان تستدعي مساءلة هذا الدين الخاتم الذي يطرح نفسه على أنه دين الله الواحد عبر التاريخ عن خصائصه التي أهَّلته لقلب مفهوم الدين في العالم وإلغاء الوساطة بين الله والبشر، ومن ثم محاولة فهم منهجية الرسالة الخاتمة في ضوء منهجيات الرسالات السابقة، ودلالات ختم النبوة في التاريخ الديني، وعليه ستركز هذه المقاربة على العناصر التالية:

1-الخصائص العامة للرسالة الخاتمة.

2-منهجية الرسالات والرسالة الخاتمة.

3-دلالات ختم النبوة.