ركائز النهضة في ضوء القرآن الكريم

التقديم للبحث:

هذا البحث قُدِّم للمؤتمر القرآني الثالث الذي تنظمه جمعية المحافظة على القرآن الكريم تحت عنوان: {القرآن الكريم ومقومات النهضة} المنعقد في الفترة: 31 / 7 / 2010 م ـ 1 / 8 / 2010 م

من نافلة القول أن النهضة الإسلامية هي الأملُ الذي يراودُ كلَّ المصلحين؛ ولكنها تحتاجُ إلى تخطيطٍ عميق؛ وتنفيذٍ دقيق؛ وفْقَ المنهجِ الوثيق الذي أرشدنا الله تبارك وتعالى إليه في كتابه الكريم.

لقد قرأ القرآن أقوام فارتقوا إلى قمم المجد، ونهضوا إلى عرش السيادة، وقرأه أناس أخبرنا عنهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "يقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم"

وإن مما لا شك فيه أن أمتنا الإسلامية في حاجة ماسة إلى نهضة شاملة في هذه المرحلة الراهنة، لكي تنفض عنها غبار الجهل والتخلف والانحطاط، وحتى تعود الأمة لمجدها لا بد من تصحيح مسارها؛ لإنقاذها من التردي والسقوط، وذلك بالاعتصام بحبل الله المتين، قال سبحانه وتعالى : {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا}.

ثم إن النظرة إلى النهضة مختلفة بين الناس، فصاحب الفلسفة المادية، عندما يحكم على مجتمع ما بالتخلف؛ فهو ينظر إلى الجانب المادي من حال هذا المجتمع، ويعتمد مستوى دخل الفرد وعدد ونوع وسائل المواصلات، أو عدد ونوع وسائل الإعلام أو التطور العمراني ... الخ

أما المؤمن بالخالق سبحانه وتعالى فيعطي الجانب الروحي مقاماً يهمله صاحب الفلسفة المادية، والذي يهمنا هنا هو المؤمن بالله الواحد الذي خلق كل شيء فأحسن وأبدع، وخلق الإنسان في أحسن تقويم، وسخر له ما في السماوات والأرض واستخلفه عليها، وحمله مسؤولية إعمارها مادياً: بالتسخير والتطوير، ومعنوياً: بالإيمان بالله الواحد، والعمل بما أمره الله وحدد له من قيم ومثل عليا، تُوازِن بين جانبي الروح والجسد، وتعطي لكلٍّ من الجوانب المادية والمعنوية حقها { }.

فمعيار المسلم في الحكم على مسألة التخلف والنهضة هو مدى سيادة الشريعة كما جاءت سننها في القرآن الكريم ، ومدى تطبيقه لهذه السنن والركائز التي تنعكس على سلوكه في الحياة، والدليل على ذلك ما فعله الإسلام في بداية الدعوة من تغيير في حال الأمة، وما حققه من نهضة وقوة وعزة.

ولعل هذا البحث يلقي الضوء على نماذج من الركائز الأساسية للنهضة في ضوء القرآن الكريم. وقد قسم البحث إلى مقدمة وعشرة مباحث وخاتمة، على الشكل التالي:

مقدمة.

المبحث الأول: التمسك بالكتاب والسنة.

المبحث الثاني: الحرية.

المبحث الثالث: الإيمان والعمل الصالح.

المبحث الرابع: الاهتمام بدور العقل.

المبحث الخامس: التربية والأخلاق.

المبحث السادس: العلم بمفهومه الشامل.

المبحث السابع: العدل.

المبحث الثامن: وحدةُ الأمة الإسلامية.

المبحث التاسع: التوازن.

المبحث العاشر: اغتنام الأوقات.

خاتمة.