المطلق والنسبي في القرآن الكريم (دراسة تطبيقية في سورة التوبة)

تقديم البحث

لم تكد تخل فترة في تاريخ الإسلام من جدل مثار حول نصه المؤسس، سواء كان جدلاً عقدياً في إطار تأكيد إلهية مصدره، أو جدلاً أصولياً فقهياً في طريقة فهم النص واستثماره، وهذا الجدل الثاني مثرٍ للنص من حيث كشفه عن معانيه ودلالات كلماته التي لا تنفد، ولعل العقود الأخيرة من حاضر المسلمين اكتنفت من الجدلين أشدهما فيما يخص طبيعة القرآن ومنهج التعامل معه، و"التاريخية" هي العنوان الأبرز للجدل حول إلهية النص، و"تجديد أصول الفقه" و"الاستفادة من المناهج الحديثة" هي أبرز عناوين الجدل الإسلامي حول العلاقة مع النص.

فأي دراسة قرآنية ينبغي أن تكون واعية بأبعاد الأسئلة المثارة في هذا المجال، سواء فيما يخص نواياها أو ما يمكن أن تثري به المعارف القرآنية الحديثة من خلال ما تثيره من أسئلة، ومن هذا المنطلق كان اختيارنا في هذا البحث لنموذج له صلة وثيقة بقضية الجدل حول تاريخية القرآن، وذلك من خلال عناوين تشخص إشكالها الحقيقي نظرياً، وتبحث في تجلياتها النصية تطبيقياً، وكان المثال التطبيقي لذلك من سورة التوبة التي تشتمل على أشد الآيات حساسية كما تتضمن من الأحداث التاريخية ما يثير الالتباس.

عنوان البحث إذاً هو : "المطلق والنسبي في القرآن الكريم: دراسة تطبيقية في سورة التوبة"، وسنبحث من خلاله أسئلة حول طبيعة النص القرآني بما هو كلام الله من حيث إطلاقية خطابه ونسبيته وأين تتجلى؟ وما هي معالم معرفة كلٍ؟ وكيف يمكن تطبيقها على سياقات تتعلق بلفظي الكافرين والمشركين في سياق الأمر بقتالهم في سورة التوبة، فسيتضمن البحث العناوين التالية:

أولاً: في مفهوم المطلق والنسبي:

ثانياً- محددات وصف القرآن بأنه مطلق:

ثالثاً- هل في القرآن ما هو نسبي؟:

رابعاً- تطبيق في سورة التوبة