قواعد التفسير: النشأة والتطور والصلة بالعلوم الأخرى

يرصد هذا البحث نشأة قواعد التفسير وتطورها حتى العصر الراهن، وتبين صلتها بالعلوم الأخرى، مع ملاحظة الحيثيات التي دفعت لتطور المصنفات في كل مرحلة، وأثر كل علم بتطور تلك القواعد، فقد كان لكل من اللغويين والأصوليين والمتكلمين فضلاً عن المفسرين أثرهم في صياغة هذه القواعد وتطورها.

ولد علم التفسير في ظل علم الحديث، فكانت المرويات المتعلقة بتفسير آيات القرآن وأسباب نزولها جزءاً أساسياً من مرويات الحديث، ومثَّل "كتاب التفسير" محوراً من أجزاء جوامع الحديث المدونة لاحقاً، كما أن السنة النبوية بمجملها كانت مصدراً من مصادر تفسير القرآن، فغدت الصلة وثيقة ابتداء بين علم التفسير وعلوم الحديث، سواء من حيث الرواية موضوع التفسير المأثور أو الإسناد لمرويات التفسير عن الرسول والصحابة والتابعين لاعتمادها في تفسير القرآن، وبالرجوع إلى أمهات التفاسير المتقدمة نجد أن الحجم الكبر من مادتها أسانيد ومرويات التفسير.

في سياق مواز كانت عربية القرآن مفتاح فهمه، فكان العرب والمسلمون يتلقون القرآن ويفهمون معانيه بما يمتلكونه من فصاحة وبلاغة، ويتولى رسول الله صلى الله عليه وسلم بيان ما تضمنه من معان جديدة، ومع توسع البلاد ودخول الأعاجم ظهرت الحاجة للضبط اللغوي لفهم القرآن، فبدأ الاهتمام المبكر باللغة العربية وعلومها كالنحو والمعاجم والبلاغة، يعزز ذلك الحاجة إليها في فهم القرآن، فأفردت مصنفات لغوية خاصة بالقرآن كغريب القرآن ومعانيه والوجوه والنظائر وإعجاز القرآن وإعرابه، ولم يعد ممكناً الفصل في تلك المرحلة بين دراسة اللغة العربية والقرآن الكريم، تطورت تلك العناية اللغوية بالقرآن لتصبح منهجاً خاصاً بتفسير القرآن عرف حديثاً بـ"التفسير اللغوي"، وغدت اللغة العربية بقوانينها وقواعدها المصدر الأهم للقواعد التي اعتمد عليها في تفسير القرآن، يل إن القواعد التي سنجدها في العلوم الأخرى ذات منشأ لغوي، لذلك لن نجد مصنفاً لغوياً خالصاً في قواعد التفسير، إذ قواعد اللغة العربية في أي علم من علومها هي قواعد للتفسير، بل إن معظم قواعد التفسير في المصنفات غير اللغوية هي قواعد لغوية مكتسبة من تتبع لغة العرب، ويمكن ملاحظة ذلك مع أول علم احتضن قواعد التفسير، وهو علم أصول الفقه.

1-أصول الفقه: تأسيس قواعد بيان النصوص

2-مقدمات التفاسير: مشروعية القول بالرأي في التفسير وضوابطه

3-قانون التأويل: جهود المتكلمين في ضبط العلاقة بين العقل والنقل

4-علم التفسير: الصياغة النظرية للمداخل والأسس

5-علوم القرآن: موسوعة المفسر المنهجية

6-أصول التفسير: نظرية التأويل التي لم تكتمل

الخاتمة