عِصْمَةُ وَإِبَاحَةُ دَمِ المُسْلِمِ

فهذا بحث متواضع ألقي فيه الضوء على زاوية خطيرة، وظاهرة متفشية في بعض بلاد المسلمين، وهي الاستهانة بالدم الذي عصمه الله، سلكت فيه مسلكا مختصراً لم أطل فيه؛ بل مكتفياً بالإشارة وإلقاء الضوء على هذه الظاهرة، وإلا فالكلام فيها يحتاج لمجلد كبير، فلم أكثر من النقولات والتفاصيل، ولم أُطِل في ذكر الخلافيات ومناقشات الأدلة؛ بل اختصرت ما استطعت اختصاراً أرجو ألا يكون مخلاً، وإلا فمن أراد التوسع فالكتب المبسوطة متوفرة ومتنوعة ولله الحمد، وقد حاولتُ جمع واستقراء كل ما يسلُب عصمة الدم المسلم، سواء ورد من طريق صحيح أو ضعيف، وسواء عَمِل به أهل العلم أم تركوه، فشرطي في الكتاب هو الجمع والاستقراء فقط، فأرجو أن أكون قد وفقت لذلك، واللهَ سبحانَه أسألُ التوفيق والمدد فهو المعين والموفق والهادي لسواء السبيل.

وتكمن أهمية البحث في عدة نقاط، أهمها:

1ـ أمور الدماء (إباحة، وعصمة) هي خاصية تعبدية تشريعية من خصوصيات الألوهية، فربنا سبحانه هو خالق الخلق، وزارع الروح، وهو الذي يضع القوانين في طريقة نزع الروح، فالقضية ربانية وليست بشرية.

2ـ وهي تتعلق بأمر كوني، وهو إعمار هذا الكوكب، ونشر الخير فيه وبث الحياة فيه.

3ـ وكون المسلم مكرماً من عند الله تعالى.

4ـ انتشار بعض الفوضى نتج منها اغتيالات وقتل الناس بعضهم بعضاً لأسباب انتقامية أحياناً، أو للمال، أو للثأر، وغير ذلك، نسأل الله السلامة.

تحميل الملف