حجاب المرأة الحيثيات الحضارية والدلالات النصية

تخلص هذه المقاربة إلى التأكيد على أن مسألة اللباس في الإسلام تستند إلى فلسفة العفاف وليست الغاية هي ستر البدن لذاته لذلك قال تعالى: {وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ}[الأعراف:26]، ولئن كان تشريع الحجاب يخص المسلمين فإن فلسفته إنسانية، فمن لا يؤمن بالعري عليه أن يبحث في فلسفة الحجاب، فبروز المرأة بالشكل الذي يظهر به الرجل يجعل المقابلة متمحضة بين ذكر وأنثى، بينما ظهورها بالحجاب الذي يخفي زينتها الأنثوية يجعلها تقابل الرجل كإنسانة مع إنسان، تختفي في سياق تلك العلاقة عناصر الإثارة التي تشوش العلاقة الإنسانية المتساوية بين المرأة والرجل. قضية الحجاب إذًا متعددة الأبعاد والدلالات ولئن كانت في عصر سابق تعبر عن موقف من تحرر المرأة فإنها اليوم تعبر عن موقف من حريتها الشخصية والدينية.