الاتجاهات الفكرية الإسلامية في التعامل مع مأزق الحداثة

تهدف هذه الدراسة إلى تصوير المأزق الذي جلبته الحداثة إلى المسلمين، وإلى تحليل الاتجاهات العلمية التي نشأت متأثرة بالحداثة عند المسلمين من خلال مسألة التعامل مع النص الديني وبالأخص الأحاديث النبوية. وهي لا تُعنى بالاتجاهات الحداثية أو التراثية الصِّرفة، وإنما تهتم بالاتجاهات التوفيقية التي أرادت تجسير المسافة بين الحداثة والتراث والتوفيق بينهما.

أظهرت الدراسة أن الاتجاهات العلمية التي تأثرت بالحداثة يمكن تصنيفها في أربعة أنواع، الأول هو الاتجاه الإصلاحي العقلاني والذي يرتبط بمدرسة محمد عبده (ت1905م).

والثاني الاتجاه التشريعي اللامذهبي والذي تفرع عنه الاتجاه السلفي العلمي ومثلت الدراسة له بالألباني (ت1999م) المحدِّث.

والثالث هو الاتجاه المقصدي الذي يبحث في مقاصد النصوص، ثم يرد السنن الظنية أو يؤولها إذا كانت تخالف تلك المقاصد، ومثلت الدراسة له بطه جابر العلواني (ت2016م).

والرابع الاتجاه القيمي الأخلاقي الذي يبحث في القيم وسبل فهم النصوص من خلالها، ومثلت الدراسة له بفضل الرحمن (ت1988م). واهتمت الدراسة ببيان تأثير الحداثة في علماء هذه الاتجاهات وفي شكل استجابتهم لها، خصوصا في المسائل الآتية: حجية السنة، وتصحيح الحديث وتضعيفه، والعمل بالحديث أو تركه، والقبول بمعانيه الظاهرة أو تأويله، ثم قدَّمت في الخاتمة تقويما معياريا لتلك الاتجاهات.

تحميل الملف