منهج المحدثين في درء العلَّة، ابن حجر في نقده تتبعات الدارقطني أنموذجاً

جاء هذا البحث ليسلِّط الضوء على منهج المحدثين في دفع العلل عن بعض الأحاديث، وذلك من خلال تأصيل منهج درء العلل عند النقاد، وبيان مناهجهم في نقد ما انتُقدت به بعض الأحاديث، وأنه ليس كل إعلال مقبولا ومؤثرا في الحديث، فمن العلل ما يصح ويسلَّم به لقائله، ومنها ما لم يسلم به لقائلها، وهو ميدان هذه الدراسة.

قامت الدراسة باستخراج هذه الوسائل التي يستخدمها النقاد في درء العلة عن الأحاديث المُعلَّة، ثم أرجعت تلك الوسائل إلى منهجيات كلية أربع، سيأتي ذكرها، واعتمدت الدراسة في التمثيل على ذلك الفصلَ الثامن من كتاب هدي الساري، الذي أفرده الحافظ ابن حجر للرد على العلل التي أطلقها الإمام الدارقطني في أحاديث معينة من صحيح الإمام البخاري.

وكشف البحث أن منهج الإعلال ومنهج درء الإعلال عند المحدثين قائم على الاجتهاد الدقيق والتبحر العميق في حالات الرواية وظروفها، كما أنه خاضع لنظر المجتهد، ومن المعلوم أن الأنظار تتفاوت وتتباين، وعليه يظهر الاختلاف بين المحدثين في إعلال بعض الروايات أو درء تلك العلل عنها.

تحميل الملف