فُقَهاءُ التمكين ومنهج بناءِ الدَّولة دولةُ المرابطين أنموذجًا

إن تاريخ الدُّول الإسلامية مليء بالعبر والعظات والدروس النافعة التي تحتاجها الأمة اليوم لقيام دولتها الكبرى التي تسعى إلى لم شمل المسلمين ورد عادية الأعداء عنهم، وإن التفتيشَ في تجاربنا التاريخية مع فهم الحاضر والدراية به والاهتمام بما اشتغل به أسلافنا من العلم وتزكية النفس وتربية الأجيال أسسٌ متينةٌ لإعادة بناء الأمة الإسلامية والانطلاق بها في ركب الحضارة الإنسانية. ويتحدث الباحث الدكتور أيمن يزبك في هذا البحث عن الحركة العلمية الثقافية التي شهدتها بلاد المغرب في القرن الخامس الهجري -الحادي عشر الميلادي- التي كانت منتشرة في المساجد والرُّبُط والثغور والقلاع والحصون، فيها تعقد حلقات العلم وتدرس علوم الشريعة من توحيد وفقه وحديث وتفسير ولغة .

إن تاريخ الدُّول الإسلامية مليء بالعبر والعظات والدروس النافعة التي تحتاجها الأمة اليوم لقيام دولتها الكبرى التي تسعى إلى لم شمل المسلمين ورد عادية الأعداء عنهم، وإن التفتيشَ في تجاربنا التاريخية مع فهم الحاضر والدراية به والاهتمام بما اشتغل به أسلافنا من العلم وتزكية النفس وتربية الأجيال أسسٌ متينةٌ لإعادة بناء الأمة الإسلامية والانطلاق بها في ركب الحضارة الإنسانية. ويتحدث الباحث الدكتور أيمن يزبك في هذا البحث عن الحركة العلمية الثقافية التي شهدتها بلاد المغرب في القرن الخامس الهجري -الحادي عشر الميلادي- التي كانت منتشرة في المساجد والرُّبُط والثغور والقلاع والحصون، فيها تعقد حلقات العلم وتدرس علوم الشريعة من توحيد وفقه وحديث وتفسير ولغة .

وكان القائمون على هذه الأماكن من الفقهاء والعلماء مالكيَّة، يعتمدون في منهجهِم التعليميِّ التعليمَ العامَّ أو الشعبيَّ، والمقصود به الاتصال والتواصل مع عامة الناس، وتعليمهم أمور دينهم وأسس عقيدتهم وفقه المعاملات حتى يصبحوا على الجادة والسبيل القويم، وقد كان مالكية المغرب في الحرب قادةَ رباط وجهاد، وفي السلم شُعَلَ علم وإرشاد لا شُغل لهم إلا العلم والدعوة، غايتهم إنشاء جيل واعٍ بقضايا الأمة في الأندلسِ وبلادِ الشرق كلِّها وكلِّ بقعةٍ من الأرض أقام عليها المسلمون لا في بلاد المغرب فحسب؛ لكي تبقى علوم الشرع مستمرة في حياة الأمة ينقلها جيل عن جيل، هذا ما كرَّس له علماء الغرب الإسلامي حياتهم وقدموا لأجله التضحيات؛ فقد آمنوا بأهمية التعليم وعدِّه من مراتب العبادة السامية ودورِه في تحقيق أمن المسلمين وحماية عقيدتهم.

ومن هؤلاء الأساتذة والمربين :وجاج بن زلو بهذا الاسم الذي يعني باللغة البربرية العالم الكبير في قومه، وكانت نشأته في منطقة إداو سملال من نواحي مدينة سوس التي تقع جنوب مراكش، أخذ عن علمائها، ثم تنقل بين مدن المغرب وإفريقية يطلب العلم، فنزل القيروان وتتلمذ على أبي زيد القيرواني ثم على أبي عمران الفاسي، ثم ارتحل إلى الأندلس وأمضى فيها بضع سنين، ثم عاد إلى المغرب ليستقر في مدينة سوس ويتفرغ للدعوة والتدريس، ثم أقام في منطقة أكلو أو أجلو رباطًا علميًّا تجاوز إشعاعه العلمي حدود المغرب، فذاع صيته وقصده طلبة العلم من الآفاق.

تحميل الملف