حجة النبي صلى الله عليه وسلم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد:

فرحلة حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم المعروفة بحجة الوداع، هي من أواخر أيام حياته المباركة؛ في المئة يوم الأخيرة من بعثته الكريمة.

رحلة صحبه فيها صلى الله عليه وسلم كل نسائه، وعشرات الآلاف من الصحابة الكرام.

رحلة تكحلت عينه الشريفة برؤيتهم، وسمعت أذنه الشريفة أصواتهم وهم يرددون نداء التوحيد عالياً في كل أرجاء الجزيرة: لبيك اللهم لبيك، لبيك لاشريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لاشريك لك.

رحلة تُكْتَب بعد أكثر من 1440 سنة من بعثته صلى الله عليه وسلم فيها وصف لمساره، وبيان لأهم الأحداث التي حصلت في كل موطن من المواطن، وعرض لمقاصد حجته صلى الله عليه وسلم، فكل التفاصيل واضحة بينة، جلية لالبس فيها، يتجلى في ذلك حفظ المولى سبحانه وتعالى للرسول والرسالة، كيف لا، والمولى يقول: 

(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ)

رحلة بدأت في اليوم الرابع والعشرين من ذي القعدة، وانتهت في الثاني والعشرين من ذي الحجة.

دخل صلى الله عليه وسلم مكة ليلة الأحد لأربع خلون من ذي الحجة.

ومكث في مكة حوالي عشرة أيام.

ودخل المدينة في اليوم الثاني والعشرين من ذي الحجة.

لذا تجد أيام السفر في الطريق أخذت أكثر من بقائه ومكثة بمكة، وفيها من المسائل والفوائد والأحداث ما يفتقده القارئ في كثير من الكتب التي كتبت عن حجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم

رحلة تصحب فيها خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم في رحلة سفر من أجمل رحلات الدنيا مع قائد جمع صفات القيادة، وكان معلماً وهادياً ورحمة.

وصدق المولى سبحانه وتعالى: لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ

اللهم علمنا ماينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وفقهاً في الدين يارب العالمين

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .