الموضوعات والإسرائيليات في كتب المحدثين

تعريف بالبحث: 

إن أقلام المنكرين والمشككين بالسنة النبوية ما فتئت تطعن فيها محاولة النيل من مكانتها تارة، والتشكيك في حجيتها تارة أخرى، ومقللة من شأن علمائها وجهودهم تارة ثالثة، سالكة في سبيل ذلك كل ما يمكن أن يحقق لها هذه الغاية.

وقد كانت من بين المسائل التي لاكتها ألسنة الطاعنين أن السنة النبوية لم تصلنا صافية نقية كما كانت على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه الكرام، بل شابها الكثير من الزغل والتحريف، بل إن نقلة السنة حادوا عن الطريق، فجعلوا يتخذون من السنة وسيلة للوصول إلى غاياتهم، فملؤوا الصِّحاف بالكذب والزور ترويجًا لباطلهم وتحقيقًا لغاياتهم الشخصية، حتى غدت السنة مرتعًا لكل صاحب غاية باطلة، يمتطيها ليضفي على غايته الدنيئة مشروعية نبوية.

وأمام هذه الدعاوى العريضة كان لا بد من وِقفة علمية متأنية، نستعرض فيها هذه الدعاوى، ونعرضها على ميزان النقد العلمي القويم لنرى مدى صدقها أو بطلانها.

وقد جاء هذا البحث لبيان هذه الغاية في مبحثين:

الأول: الوضع في الحديث، وقد تم من خلال الحديث عنه في ثلاثة محاور، وهي:

1- قضية وضع الحديث بدوافع سياسية.

2- عدد الأحاديث الصحيحة بالنسبة للموضوعات.

3- شبهة تساهل المحدثين في رواية الحديث الموضوع والعمل به في فضائل الأعمال.

الثاني: الإسرائيليات والمسيحيات في الحديث، وقد تناولنا فيه مسألتين:

1- هل تسربت الإسرائيليات إلى السنة؟

2- موقف علماء الإسلام من الإسرائيليات. 

كل ذلك وفق منهج استقرائي تحليلي يقارن بين منهج أهل الحديث وكلام دعاة العقلانية المعاصرة.