سنة الله التي لا تتبدل ولا تتحول

التقديم للبحث:

كثر في هذا العصر الحديث عن السنن الإلهية، وسنن الكون والحياة، وقوانين الطبيعة وأنها كلها في مرتبة واحدة، من حيث حتميتها وثباتها، وكثيرا ما يستشهدون على ذلك بقوله تعالى: {فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّـهِ تَحْوِيلًا ﴿٤٣﴾} [فاطر]، ولما كانت تلك الاستدلالات لا تستند إلى منهج علمي واضح، ولا تعتمد على دراسة علمية لمفهوم سنة الله في القرآن، كان من الطبيعي أن تختلط الأمور وتتغبش الرؤية، وكان من الواجب كتابة هذا البحث الذي يناقش السنة التي لا تتبدل ولا تتحول بإجماع العلماء والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم، وعن سنن الكون وطبائع الخلق، وعن سنن الإنسان، وسنن الإيمان، وعن تدافع السنن وتنازع الأقدار.