ليلة القدر: مفاهيم منسية، ورؤى عصرية

وما أدراك ما ليلة القدر؟

جملة مشحونة بالحب الإلهيّ، يعجِّب الله الودود المنان تبارك وتعالى بها حبيبه صلى الله عليه وسلم ببشائر وذخائر ومآثر ليلة القدر، وفضلها على الزمان كله، وكأنه سبحانه يستلفت أنظار عباده الصالحين أن يحتفلوا بها، ويحيوها سجدا ركعا، دعاة خشعا، تالين راجين، وألا يجعلوها كغيرها من الزمان ليلة منامٍ وأحلام، بل يفعلوا فعل الحازم الجاد، الذي يؤثر الآجلة على العاجلة؛ ففي مسلم عن أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله تعالى عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجدّ ، وشد المئزر!

هذا هو الاحتفال النبوي بالليلة، التي تعدل الزمان كله لا ألف شهر، كما قال بعض المفسرين وهذا هو قيامها، لا على طريقة الذين يحيونها بالأناشيد، والتصفيق، - والتمايل، والاستغاثات، أو اللهو، والسدور خلف الرغبات، أو حتى بالنوم والغفلة..

وقد فكرت أن أدقق في فقه وأحكام هذه الليلة المباركة، فوجدت للسلف مفاهيم وإشراقات غفلنا عنها، كما وجدت في عصرنا أحكاما ونوازل قدْرية، تحتاج من الفقهاء أن يتدبروها، أطرحها هنا لإثارة الأذهان حولها، ومناقشتها، والسعي للإجابة عنها، رجاء مزيد من التشقيق، والتوسعة، والإفادة من قارئي الكريم..

نشرت 2013 وأعيد تنسيقها ونشرها 24/4/2022

تحميل الملف