في وداع العالم المجاهد نافع العلواني رحمه الله تعالى وكلمات في رثائه -١-

لما بلغني نبأ وفاة فضيلة الشيخ نافع العلواني رحمه الله تعالى كتبت على صفحتي هذه الكلمات:
رحم الله تعالى شيخنا العالم المجاهد المهاجر نافع بن خالد العلواني الحَمَوي الذي توفي في عمان هذا اليوم الخميس 3 من شعبان 1439عن 87 عامًا .
والشيخ ولد في مدينة حماة سنة 1931م، وتلقى تعليمه فيها حتى سنة 1951 حيث حصل على الشهادة الثانوية .
ثم نال الشهادة في أهلية التعليم من مدينة حمص ، ولازم فضيلة العلامة الشيخ محمد الحامد في مدينته إلى أن توفي 1969.
وقرأ النحو على الشيخ عبد القادر العلواني حين كان في المرحلة الإعدادية .
وقام بتدريس اللغة العربية والتربية الإسلامية بعد حصوله على الإجازة من كلية الشريعة في دمشق سنة 1961م .
درَّس التربية الإسلامية واللغة العربية في محافظات : حماة ، حلب ، دير الزور ، درعا.
كان من أهم الرجال المواجهين لجرائم النظام في أحداث جامع السلطان بحماة.
درّس التربية الإسلامية في ثانوية أبي الفداء بحماة، وابتدأ التضييق عليه ومحاولة اعتقاله عقب ملاحقة الشيخ محمود الحامد وعدد من مجاهدي حماة الأوائل، عام 1976، وأقام فترة في حلب متخفيا ، ثم غادر سوريا إلى الإمارات سنة 1978م، وعمل في وزارة الأوقاف واعظا وخطيبا وإماما، ونال محبة الناس له وحظي بمكانة واسعة لدى حكام الإمارات. وفي اليوم الذي قرر منحه الجنسية الإماراتية، طلب منه - بقرارات أمنية مخابراتية - مغادرة الإمارات، فغادرها إلى الأردن 1993م، واستقرّ فيها إلى وفاته.
زرته أكثر من مرة في منزله بحي ماركا بعمان، وسمعت منه بعض ذكرياته، وللشيخ خبرة عميقة بتفسير الرؤى، ولديه محاضرات ودروس مسجلة،
وكان الشيخ - رحمه الله تعالى- ضليعًا بالعربية فصيحًا خطيبًا، عالمًا بالتفسير مؤثِرًا في دروسه، وجمع بين الدعوة والعلم والتربية نشيطًا في الدروس والحلقات المسجديَّة وغيرها.
والشيخ نافع سِجلّ تاريخيٌّ حافل في العلم والدعوة والتربية والجهاد.
عاش أكثر من خمسين عاما من عمره مبعدًا عن وطنه صابرًا محتسبًا داعيًا معلمًا
رحمه الله تعالى رحمة واسعة، وتقبل محنته وهجرته وجهاده، وجمعنا به في مستقر رحمته ودار كرامته.وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.
وكتب الأخ زهير سالم :
في ذمَّة الله ..
الأخ الشيخ الداعية نافع العلواني الحمَوي ..
انتقل إلى رحمة الله هذا اليوم في عمان الأخ الداعية نافع علواني ..التقيته مع ثلة من إخواني مرة واحدة في حلب ، بعد أحداث حماة (1964)، التقينا هو مدرس ونحن طلاب في الثانوية. وخرجنا من مجلسه وكأننا فوق الجبال جبال همة وعزيمة ومضاء..
اللهم اغفر له وارحمه، وأعل نزله وتقبل منه صالح ما عمل . اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه ، وإن كان مسيئا فتجاوز عنه ، ولقه الأمن والبشرى والكرامة الزلفى ..اللهم لا تحرمنا أجره ، ولا تفتنا بعده ، واغفر لنا وله ..
والعزاء لأسرته وإخوانه ومحبيه ..
إنا لله وإنا إليه راجعون .
وكتب الأخ حمزة بن علي الكتاني:
توفي اليوم إلى رحمة الله تعالى شيخنا العلامة المربّي، الداعية إلى الله المجاهد؛ الشيخ نافع العلواني الحموي، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته...

هذا العالم الجليل من أهل مدينة حماة، ومن المجاهدين الذين نزحوا عنها بعد جرائم نظامها عام 1982، ( والصواب: أنه هاجر قبل ذلك عام 1978م)، واستوطن الإمارات العربية المتحدة، ثم الأردن، وقد كنت أزوره لما كان في الأردن مع أخي الشاعر المبدع، الأستاذ عبد الله سلمان النجار الطرن؛ سبْط الشيخ محمد الحامد، وأستفيد منه ومن مجالسه الربَّانية، وخبرته الدعوية الواسعة، وقد استجزته فأجازني رحمه الله تعالى..

وقد أخذ رحمه الله تعالى عن كبار علماء بلده؛ وعلى رأسهم العلامة المربي شيخ الكل؛ الشيخ محمد الحامد رحمه الله تعالى، كما أخذ عن جدنا الإمام محمد المنتصر بالله الكتاني، رحمه الله تعالى أيضا...

كان غايةً في الدين والاستقامة، خطيبا مفوها، مرجعًا لأهل حماة خاصة، يرجعون إليه في دينهم، ومشاكلهم، ويعتبرونه رأسهم في الأردن، وقد ربى أجيالا، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته..

عزائي له ولإخوانه وأحبابه، وإنا لله وإنا إليه راجعون...

وكتب الأخ محمد نور سويد:
رحل العالم العامل المجاهد الذي لا يعرف قلبه الخوف من السلطة، حيث لوحق ست سنوات، وبقي داخل سورية يجوبها طولا وعرضا دعوة وجهادًا في حين لم يبق فيها ساعة غيره لما لوحق.
تعرفت عليه في رأس الخيمة رحمه الله عام 1981 وأصرَّ على إعطائي ألفي درهم لمساعدتي حتى أرتب أموري فاعتذرت منه جدا ، فقال رحمه الله : اقبلها (بالعامية: دينة طويلة الأجل) فقلبتها دينا وعندما غادرتها بعد ثلاثة أشهر رددتها إليه رحمه الله.

ومما قاله لي أحد تلامذته حيث كان مدرساً له للتربية الإسلامية عام 1964 :
-أنه حصل في مدرستهم احتجاج الطلبة على بعض قرارات المدرسة الثانوية فخرج لتهدئتهم المدير (الناظر) وأغلب المدرسين فرفضوهم فطلب المدير من الأستاذ نافع علواني أن يخرج للطلاب ليتكلم معهم فخرج إليهم وبكلمتين دخل الطلاب كلهم من شدة حبهم له .
-وذات مرة وهو يشرح للطلاب على السبورة وقع منه مسدسه فمال الى الأرض لأخذه وقال: روي أنه (لا يخلونَّ أحدكم من شبر من حديد أو ذراع من خشب).وأدخل مسدسه إلى جيبه.
- رحمه الله تعالى رحمة واسعة كان حركياً دعوياً ناشطاً مؤثرا في بيانه وعطائه.
- له بعض التسجيلات في الشابكة وبكتابة اسمه تصلون إليه.

وكتب الأستاذ محمد العبدة:

رحم الله الشيخ المجاهد الصابر نافع العلواني عرفته في مدينة ( خورفكان ) في الإمارات خطيباً مفوَّهاً أحبه كل أهل خورفكان من المواطنين والوافدين، وعرفنه في عمان من الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. غفر الله له وأسكنه فسيح جنانه.

وكتب الأخ عمير التيمي أبو عبدالملك:
فضيلة الشَّيخ نافع بن خالد العلواني الحمَوي، تغمَّده الله بالرَّحمة والرِّضوان، وأسكنه فسيح الجنان. عالمٌ عامل، من أعلام علماء مدينة حماة، أعجوبة في الفضل والنُّبل والعلم والتَّواضع والدَّعوة والاحتساب، جبلًا في علمه، وشُعلةً في فهمه، جعل من سلوكه وعمله وصدعه بكلمة الحق وما ناله من الأذى صورةً حيَّة، ومثالاً يُحتذى، لما يكون عليه العلماء العاملون الصَّادقون، الأمناء على دين الأمَّة وعقيدتها، الأوفياء لشريعتها ورسالتها، رحمه الله تعالى وأجزل مثوبته..

وكتب الأخ بكري البكري:
رحم الله شيخنا وأستاذنا الشيخ نافع علواني لقد كان لمَّاحًا سريع البديهة، لمسات ذكائه واضحة، كان يحضُرُ دروسَ الدين المدرسية عنده بعض المسيحيين، ذو بصيره نافذة ورؤية واسعة، أحبَّه كل من تعرَّف عليه، كريما معطاءً وفيا ودوداً ذو شخصية وتركيبة مميزه جدا . رحمه الله رحمة واسعة، وغفر له وأدخله الجنة مع النبيين والصالحين ...آمين ...آمين ...آمين .
وكتب الأخ يوسف برازي:
رحم الله أستاذنا ومعلمنا الشيخ نافع، وله مواقف لن تنسى بالرجولة والشهامة ...
اللهم ارفعه في عليين وأكرم وفادته يا كريم، وعوَّض الله الأمة برجالها.
يتبع بعون الله .