العلامة الدكتور التهامي الراجي الهاشمي شيخ القراءات القرآنية في المغرب (2)

 

 نتابع في هذه الحلقة ترجمة العلامة الدكتور التهامي الراجي – رحمه الله تعالى- بعد أن ذكرنا في الحلقة الأولى جوانب من حياته: ولادته وأسرته ونشأته ومراحل تكوينه العلمي، ومسلكه الوظيفي وعطاؤه العلمي في مؤلفاته وتحقيقاته. 

ونتابع اليوم استيفاء ترجمته بذكر بعض الرسائل التي أشرف عليها، وتكريمه، ووفاته، وبعض الكلمات التي قيلت في رثائه.

 الر سائل التي أشرف عليها الأستاذ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي:

أشرف العلامة التهامي على مجموعة من الباحثين ورعاهم وتابع أعمالهم العلمية، وقد بلغت تلك الرسائل التي أشرف عليها في مختلف الجامعات المغربية 159 رسالة علمية، منها140 رسالة في كلية الآداب بجامعة محمد الخامس في لرباط، وتسع رسائل في دار الحديث الحسنية،.وهذه قائمة بأسماء بعض الرسائل التي أشرف عليها، وتعهدها بنظره ورعايته:

1- منبهة الشيخ أبي عمرو الداني : الحسن بن أحمد وكاك . أول أطروحة دولة عن القراءات القرآنية بدار الحديث الحسنية، تقع في مجلدين، نوقشت 1408هـ/1988م.

2- قراءة الإمام نافع عند المغاربة من رواية أبي سعيد ورش: عبد الهادي حميتو. دكتوراه دولة. تقع في سبعة أجزاء، قامت وزارة الأوقاف المغربية بطبعها. 

3- القصد النافع لبغية الناشئ والبارع لأبي عبدالله الخراز: نعيمة شابلي.

4- القول النافع على الدرر اللوامع لابن بري: لابن الطالب العلوي محمد ابن سي محمد الموريطاني.

5- شرح الدرر اللوامع للإمام المنتوري: فؤاد ريشة. 

6- إيضاح الأسرار والبدائع على الدرر اللوامع لابن المجراد : وخيتي يوسف .

7- معين الصبيان على الدرر اللوامع للجزولي السملالي : خديجة آيت طالب .

8- تفصيل عقد الدرر للشيخ ابن الغازي : سعيد وديدي .

9- تحصيل المنافع ليحيى بن سعيد الكرامي : الحسن طالبون .

10- طرق رواة نافع : محمد اللويزي .

11- شرح طيبة النشر لابن الجزري للنويري: رشيدة ناصر- علو عزيزة.

12- رسائل وأجوبة ابن القاضي (دراسة وتحقيق) : محمد أبو الوافي .

13- فهرس محمد بن عبدالسلام الفاسي : محمد أمين زلو .

14- علم النصرة في قراءة إمام أهل البصرة لابن/ القاضي : عبدالعزيز كارتي .

15- كنز المعاني في شرح حرز الأماني للجعبري: أحمد اليزيدي . 

16- الدرة الصقيلة في شرح العقلية للبيب: عبد العلي آيت زعبول.

17- ري الظمآن في عدد آي القرءان للمنتوري: عبد المجيد بوشبكة .

18- تنبيه العطشان على مورد الظمآن للشوشاوي : ميلود الضعيف .

19- الأقراط والشنوف بمعرفة الابتداء والوقـوف لابن عبد السلام الفاسي: طاهر الشفوع . 

20- الفجر الساطع والضياء اللامع على الدرراللوامع لابن القاضي : أحمد البوشيخي .

21- المنهج المتدارك في شرح دالية ابن المبارك للمنجرة : العربي الخامر.

22- ابن جرير الطبري ومنهجه في توظيف القراءات القرءانية من خلال تفــسير جامع البيان : الشليخي رحمة .

23- القراءات والتقديم والتأخير في القرءان الكريم : باب ولد أبو مدين .

24- القـــراءات التي تضمنها المحتسب في ضوء فكرة الترخص : سعيد مصطفى عياش.

25- منهج الإمام الشاطبي في القراءات : غوردو محمد .

26- الوسيلة إلى كشف العقلية لعلم الدين السخاوي " دراسة وتحقيق " : الإدريسي الطاهري محمد .

27- ابن عطية الأندلسي قارئا : تمام نعيمة .

28- قراءات الصحابة رضي الله عنهم : لحدودي بنيونس .

29- المدرسة القرآنية بالمغرب والأندلس في القرن الثامن : عزوزي حسن .

30- إتقـان الصنعة في تجويد السبعة لأبي العباس بن شعيب : صدقي الحسن .

31- الزمخشري ومنهجه في توظيف القـراءات القرآنية: مرزوق عبدالرحيم .

32- كفاية التحصيل في شرح التفصيل لمسعـود محمد جموع : السايب عبدالرحمن .

33- فتح المنان شرح مورد الظمآن لابن عاشر : الهبطي الإدريسي عبدالسلام .

34- الجامع في شرح الدرر اللوامع لمسعود محمد جموع : خربوشة الطيبي .

35- تقييد وقف القرآن الكريم للشيخ محمد بن أبي جمعة الهبطي " دراسة وتحقيق ": الحسن وكاك . 

36- اختلاف القراء وأثره في التفسير و استنباط الأحكام: عبد الهادي حميتو.

37- الإيضاح لما ينبهم عن الورى في قراءة عالم أم القرى تأليف أبي زيد عبد الرحمن ابن القاضي (ت 1082 هـ): محمد بن علي بالوالي.

38- قراء القرنين الرابع والخامس الهجري بالأندلس والمغرب الأقصى: العمريش الحسين. 

39-"تراجم قراء المغرب الأقصى وتحرير بعض الأسانيد القرآنية"، للباحث محمد ححود التمسماني 

40-"الشموس المشرقة بأسانيد المغاربة والمشارقة" للعلامة المقرئ المحدث المسند إبراهيم الدرعي السباعي المغربي، حققه أيضا الباحث محمد ححود التمسماني.

وقد أعد عدد من طلبة وحدة مذاهب القراء في الغرب الإسلامي التي يرأسها العلامة التهامي تحقيقا علميا لكتاب "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري. كما أنهم يقومون بإعداد رسائل علمية في مجال القراءات القرآنية في الغرب الإسلامي. 

وأغلب الطلبة الذين أشرف على رسائلهم وأطاريحهم هم الآن عمدة الدراسات القرآنية بالجامعة المغربية، وحجر الزاوية في كثير من المجالس العلمية المغربية، بل أصبحوا أعضاء متميزين في المجلس العلمي الأعلى، ولهم إسهاماتهم العلمية المشهود لها بالكفاءة والجدية، كما أن لهم حضورهم المتميز في كثير من الجامعات العربية والإسلامية.. 

وفضلا عما سبق فإن للشيخ – رحمه الله تعالى- مشاركة متميزة في الصحف والمجلات الوطنية والعربية.

كما أنه عضو بلجن تصحيح المصاحف الشريفة بعدد من الدول الإسلامية.

واشتغل بإعداد مجموعة من المصاحف، كل واحد برواية مفردة من الروايات الأربعة عشر.

وفرغ من إعداد مصحفين برواية البزي وقنبل عن عبد الله بن كثير بواسطة شبل بن عباد من طريقي أبي ربيعة بالنسبة للبزي، وابن مجاهد بالنسبة لقنبل. وقد تمت المراجعة والتصحيح من قبل لجنة المصاحف بالأزهر الشريف وتم اعتمادها، وقد طبعت هذه المصاحف بالعد المكي ـ وهي أول مرة يستعمل فيها هذا العــد الذي كاد ينسى ـ من طرف مؤسسة دار القراءات بألمـانيا، التي يديـرها: بناصر الأندلسي. 

ولا يفوتنا أن نشير إلى أن مصحفا آخر برواية السوسي عن البدر ابن العلاء البصري بواسطة اليزيدي من طريق ابن جرير قد فرغ الشيخ التهامي الراجي الهاشمي من إعداده ومراجعته.

 قال عنه عبد المجيد آيت أبا عمر:

"التجديد هو قتل القديم بحثا” شعار اعتنقه رجل نافح عن القرآن الكريم، ووقف بالمرصاد لأباطيل المستشرقين، وأعداء الدين، ليدمغها بالحق والبرهان، فإذا هي زاهقة. إنه شخصية متميزة حقا.. أحيا الله على يديه الدرس القرائي بالمغرب الأقصى في العصر الحديث … وهو يعتبر بحق رائد الدراسات القرآنية بالغرب الإسلامي، إنه العلامة الدكتور التهامي الراجي الهاشمي.

 تكريمه: 

“حظي بتكريم من لدن أكاديميين وأساتذة باحثين متخصصين – من طلبته - ينشطون ويؤطرون فرق البحث اللغوي والدراسات القرآنية بمختلف الجامعات المغربية، وخاصة فريق البحث في التعليم والترجمة بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة ابن زهر- أكادير، ومختبر الترجمة وتكامل المعارف، وبنية البحث: اللغة العربية أوصاف وإشكالات، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية – جامعة القاضي عياض. التأموا يومي 4 و 5 من الشهر الميلادي الثاني ( فبراير) 2015 في ندوة علمية بمدينة مراكش حول: “جهود اللغويين والقراء في خدمة النص القرآني” مسلطين الضوء على جهود العلامة المغربي، الدكتور المحقق التهامي الراجي الهاشمي، الذي اعتبرت أبحاثه إنجازا علميا مفيدا في خدمة التكامل بين لغة القرآن الكريم وقراءاته، منذ الستينيات من القرن الماضي، وهي جهود ركزت على منهج الاستقصاء لألفاظ لغة القرآن الكريم، وتحليل أوضاعها الصوتية، والتركيبية، والدلالية، كما ركزت على عطاء القراء واللغويين وإسهامهم التاريخي في خدمة النص القرآني عبر سلسلة من الدراسات منها:

“لم يكن القرآن بلغة قريش فحسب” ، ـ” القراءات القرآنية واللهجات العربية” ، ثم أعقبتها دراسات في التحقيق والمقارنة بين منهج الدرس القرائي واللغوي، وتناولت الأوضاع اللغوية لعدد من الحروف عند القراء المشهورين، وهي أبحاث كشفت عن عمق في مستواها النظري- حسب شهادة المتخصصين- وينبغي أن تستثمر في الدرس القرائي واللغوي على حد سواء، وأن تعتمد أنموذجا علميا تأسيسيا لطالب التخصص في هذه المادة. 

وإذا كان العلامة التهامي الراجي الهاشمي علما متميزا من علماء القراءات الذين استثمروا معطيات الدرس اللغوي في تخريج القراءات وتوجيهها، والاحتجاج لها، والتحقيق في ألفاظها واختلافاتها، فإن الدراسات اللغوية الحديثة بحاجة إلى الاستفادة من معطيات هذه التجربة الفكرية في وضع ضوابط التكامل المعرفي بين الدرس اللغوي والقرائي، خصوصا وأن القراءات القرآنية تعتبر مجالا خصبا لدراسة اللغة العربية في جميع مستوياتها، ورافدا مهما من روافد الدرس اللساني الحديث بجميع تخصصاته، وأنموذجا أصيلا شاهدا على وضعية اللغة العربية في فتراتها التاريخية. 

وشملت جلسة التكريم، شهادات كل من الأساتذة : إدريس الناقوري، إبراهيم الوافي، عبد الهادي حميتو، عبد الحميد زاهيد، امحرزي العلوي، أحمد بزوي، عبد الهادي دحاني، محمد اليوسفي، المصطفى أبوحازم…وقد أثنى جميعهم على المحتفى به، وسردوا مناقبه، ونبل سيرته، ووفرة عطائه، ودوره في ترسيم مادة القراءات القرآنية في شعب الدراسات الإسلامية بالكليات المغربية، ودوره في مراقبة معاهد القراءات المنتشرة في المغرب وتأطير شيوخها، وتأسيس وحدة مذاهب القراء في الغرب الإسلامي بجامعة محمد الخامس، وما قام به من دور كبير في إحياء علم القراءات ونشره في العالم، حيث أشرف على مئات الرسائل الجامعية المتعلقة بهذا الفن. وعين عضوا في اللجنة العليا لمراجعة المصحف الحسني (المغرب)، وعضوا في اللجنة العليا لمراجعة مصحف الشيخ مكتوم بن راشد المكتوم (دبي – الإمارات العربية المتحدة)، ومشرفا رئيسا على دار القراءات بألمانيا، التي طبعت المصحف الشريف بعدة روايات، وما زالت تواصل طباعة بقية الروايات، وعمل أستاذا زائرا في عدة جامعات، منها كلية الآداب ببوردو (فرنسا)، وكلية الآداب والعلوم الإنسانية بانجامينا (تــشــاد)، وشارك في الكثير من المؤتمرات والندوات العلمية الدولية.

 حفل تكريمه هـــنا 

وينظر تقرير عن أعمال الندوة الوطنية “جهود اللغويين والقراء في خدمة النص القرآني” تكريما للعلامة الدكتور التهامي الراجي الهاشمي بالتفصيل هـــنا

وفاته: 

توفي الأستاذ الأجلّ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي أستاذ كرسي علم القراءات بالمغرب؛ رحمه الله تعالى، وأسكنه فسيح جناته، فجر يوم الاثنين ٢٩ كانون الثاني ٢٠١٨. وصلي عليه في مسجد القدس بحي السلام بمدينة سلا بعد صلاة العصر، ودفن في مقبرة سيدي بلعباس، وحضر الصلاة والدفن جمع غفير منهم فضلاء وشخصيات عامة ومجموعة كبيرة من علماء المغرب من تلامذة الفقيد وغيرهم..

 كلمات في رثائه:

 قال الشيخ الفاضل عبد الله بن طاهر السوسي حفظه الله:

إنا لله وانا اليه راجعون. تلقينا اليوم نبأ وفاة شيخنا أستاذ الأجيال سيدي التهامي الراجي الهاشمي، وقد عرفته رحمه الله عن قرب، فقد اشتغلت معه في وزارة الأوقاف في مهمة لمدة أربع سنوات، وكان رئيسنا في لجنة العمل، فكان يقوم بأغلب العمل المطلوب في منزله، ويأتي به جاهزا وكله جد ونشاط، وسافرت معه في هذا الإطار لكثير من مدن المغرب في الشمال والجنوب، وكنت السائق وهو بجانبي ومعنا شيخنا سيدي عبد الهادي حمتو فاستفدت كثيرا من مناقشاتهما العلمية وخصوصا في فن القراءات وكنت تلميذهما البار.

رحمه الله رحمة واسعة.

 وعزى بفقده شيوخ مدرسة ابن القاضي للقراءات: 

إلى أسرة الفقيد الشيخ التهامي الراجي الهاشمي وطلبته وأهل العلم عامة، وأهل القرءان خاصة.

 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وبعد، فقد تلقينا بقلوب راضية بقضاء الله وقدره خبر وفاة الشيخ الدكتور التهامي الراجي الهاشمي، وقد تأثرنا بذلك غاية التأثر، وفجعنا كما فجعتم، فعند الله نحتسبه، وأحسن الله عزاءكم، وعظّم الله أجركم، ورزقكم الصبر والسلوان.

ونحن إذ نتقدم إليكم بتعازينا الصادقة، وبمشاعر المواساة والتعاطف المخلصة، نسأل الله تعالى أن يتغمّد الفقيد بواسع رحمته، وينعم عليه بعفوه ورضوانه، ويجعل ما قدمه من جهود وخدمات جليلة للقرءان وأهله في ميزان حسناته.

آمين.

 شيوخ وأطر مدرسة ابن القاضي للقراءات التابعة لجمعية الإمام أبي شعيب الدكالي، وفي مقدمتهم:

 شيخ المدرسة: الشيخ محمد السحابي.

مدير المدرسة: الشيخ يحيى المدغري.رئيس الحمعية: الشيخ عبد الرحمن شتور.

كافة أعضاء الجمعية، وأساتذة وطلبة المدرسة.

 وكتب لي تلميذه الأخ الدكتور عبد السلام البلاجي هذه الكلمات: 

أما علاقتي بالشيخ فتتمثل في دراستي عليه سنة 1991 حيث درسنا في سلك الدراسات العليا المعمقة بشعبة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط. وقد كانت المادة التي يدرسها لنا تتعلق بأحكام القرآن وعلاقتها بالقراءات وتأثير اختلاف القراءات في الأحكام. وكانت طريقته في التدريس أن يلقي درسه ثم يكلف الطلبة باختيار مواضيع من اقتراحه وتحضيرها والقائها أمام الطلبة. وهي مواضيع متنوعة في كل العلوم الشرعية ولا تقتصر على المادة التي يدرسها، وهو منهج يفيد الطلبة كثيرا. كما أنه لا يتقيد بدائرة المدرسة المالكية السائدة في المغرب، بل ينفتح على غيرها سواء في درسه أو في تكليفات الطلبة.

وقد حضرت عليه موضوعا من اقتراحه رفقة اثنين من الطلبة، ويتعلق الأمر بدراسة عن الفقيه الحنفي أحمد القدوري ومختصره في الفقه المعروف "بالكتاب". وبعد تحضيرنا للموضوع وكان لي فيه النصيب الأوفر، أهداني مجموعة نفيسة من كتبه، وكانت هذه إحدى طرقه في تمتين الارتباط بطلبته، الذين كان يظهر لهم من الود والبشاشة الشيء الكثير.

كما أنه كان لطيفا بطلبته رغم ما قد يرتكبه بعضهم من أخطاء، فقد ألقى علينا أحد الطلبة موضوعا عن القواعد الفقهية، وكان كثيرا ما يستشهد بآيات قرآنية وأحاديث نبوية خلال عرضه، فاستوقفه الشيخ عند قراءته لآية قرآنية وسأله: يا بني لم تقل لنا ماذا قرأت علينا، هل هو قرآن أو حديث؟ فارتبك الطالب وبعد تردده للحظات أجاب بأن الأمر يتعلق بحديث نبوي!! فلم يؤنبه الشيخ، ولكنه أسهب في شرح وبيان الفروق بين أسلوب القرآن وأسلوب الحديث.

وقد تعاملت مع الشيخ في مناسبات مختلفة منها أنني كنت مسئولا عن البعثة العلمية في رمضان بوزارة الجالية المغربية بالخارج، حيث كان من بين المبتعثين وكنت أتلقى تقارير عن أداء العلماء والأصداء التي خلفتها وهو من بينهم. كما كلفني رئيس المجلس العلمي بالرباط الأستاذ عبد الله اكديرة حفظه الله بالنيابة عن الشيخ في إلقاء الدروس بمسجد الحي العسكري بالرباط إذا لم يتمكن الشيخ من إلقاء دروسه لأسباب مختلفة.

وقد كان الشيخ رحمه الله موسوعيا في معرفته، يتقن اللغات العربية والإسبانية والفرنسية، وهذا ما مكنه من التدريس في معاهد متعددة وبلغات متعددة كذلك. كما كان أنيقا في ملبسه سواء المغربي أو الأوروبي. دائم الابتسامة شديد اللباقة. رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته.

 وكتب الأخ الكريم الحسن بن علي بن المنتصر الكتاني: 

توفي فجر هذا اليوم العالم الكبير الشيخ التهامي الراجي خبير الدراسات القرآنية بالمغرب. 

نسأل الله أن يتغمده بواسع رحمته، آمين.

وكان ممن امتحنني في امتحان شهادة المجلس العلمي وحضر جنازة ابي رحمه الله وألقى كلمة في تأبينه. رحمهما الله وغفر لهما.

 وكتب الأستاذ عمر علي كامل في صفحته: 

إنا لله وإنا إليه راجعون!

مات فجر اليوم جبل من جبال العلم والاجتهاد والبذل والعطاء، مات جبل من جبال الخمول والخفاء، مات جبل من جبال الدراسات القرآنية والعربية!

مات الشيخ العلامة أبو محمد التهامي الراجي الحسني الهاشمي المغربي مولدا وإقامة ووفاة (١٣٥٥- ١٤٣٩ هـ)!

جبل علم إمام، ملأ المكتبة الإسلامية عامة والقرآنية خاصة بالمؤلفات والتحقيقات والإشراف على التحقيقات والدراسات العلمية الرصينة، ورحل كما يرحل كثير من أئمة أهل المغرب دون أن يعرفهم المشارقة المغبونون ويفيدون منهم!

يعلم الله أني هممت بالكتابة عنه منذ أيام ثم انشغلت عن ذلك بعارض، ثم فجعت اليوم بخبر وفاته على صفحة الشيخ أبي محمد الحسن الكتاني الحسني!

اللهم ارحمه واغفر له وارض عنه، واحشره في زمرة أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، وأنزل على قبره شآبيب الرحمة والمغفرة، واجزه عنا خير الجزاء، اللهم آمين.

وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.

 وقال عنه تلميذه محمد ححود التمساني: 

إنا لله وإنا إليه راجعون. توفي أستاذنا الشهير الدكتور التهامي الراجي الهاشمي أستاذ كرسي علم القراءات بالمغرب؛ فرحمه الله تعالى، وأسكنه فسيح جنانه، وسيصلى عليه عصر هذا اليوم ٢٩ يناير ٢٠١٨. وكان قد أشرف علي في بحث الماستر المعنون بـ "تراجم قراء المغرب الأقصى ... وتحرير بعض الأسانيد القرآنية"، كما أشرف علي في أطروحة الدكتوراه بعنوان: "الشموس المشرقة بأسانيد المغاربة والمشارقة" دراسة وتحقيق. 

وأستاذنا الدكتور أستاذ كبيري الأساتذة بالمغرب الأقصى المتخصصين في القرآن وعلومه، وأشرف على بحوثهم ورسائلهم وأطاريحهم..

وكتب الأستاذ عاطف أبو عوض على صفحة الأستاذ محمد ححود التمساني:

رحم الله تعتلي عالما جليلا متواضعا صادقا تشرفت باشرافه على أطروحة دكتوراة الدولة من دار الحديث الحسنية سنة 1988مع لجنة علمية مشرفة اختارهم الله تعالى من أشرف الناس علما وتواضعا ومعرفة وأصلا : سيدي الدكتور عباس الجيراري، وسيدي الدكتور محمد الكتاني حفظهما الله تعالى ومدَّ في عمرهما بالعمل الصالح والصحة والعافية، وسيدي الدكتور محمد ابن معجوز المزغراني رحمه الله، شهادة نلتها على أيديهم بكل فخر واعتزاز، جزى الله تعالى الدكتور التهامي الهاشمي كل خير وجعل مأواه الجنة ، وبارك في اسرته الصغيرة والكبيرة وكل طلابه داعين له بالمغفرة والثواب العظيم، وإنا لله وإنا اليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

وكتب الأخ الدكتور العربي الدائزالفرياطي:

رحم الله الأستاذ التهامي الراجي فقد كان من روَّاد الدراسات القرآنية في المغرب.

وقال الأستاذ النهيري حمزة: 

حضرت اليوم جنازة أستاذنا الدكتور الكبير التهامي الراجي أستاذ علم القراءات في جامعة محمد الخامس..

واستغربت من العدد القليل الذي شيع الجنازة..، وهم في غالبهم أساتذة جامعيون وسياسيون بما فيهم رئيس الحكومة السابق (((بن كيران))) وبعض الشخصيات الأخرى.

رحم الله الفقيد وإنا لله وإنا إليه راجعون.

وقالت الدكتورة رشيدة ناصر إحدى تلامذته وأستاذة بكلية الشريعة بفاس:

“عالم جليل جمع بين العلم الغزير والأدب الجمّ، والاجتهاد الرصين وحسن البديهة، فاقت شهرته العلمية الآفاق، إذْ كان فارسا في ميدان علم القراءات، دون مبالغة أو مزايدة. رحم الله شيخنا الفقيد الذي ترك فراغا مهولا في هذا الحقل العلمي، فقد كان حقا عالما مجتهدا، لا يضاهيه أحد في العالم الإسلامي”.

وكتبت الدكتورة منية تيراز mounia terraz على صفحتها: 

لم تكتب لي التلمذة على يد العلامة المتقن في فنه الدكتور التهامي الراجي رحمه الله ولكَم تمنيت لو كان لي ذلك، فقد كان بحقّ رجلا فريدا في نباهته وحيويته وقدرته على استثمار القراءات القرآنية في توليد المعاني والدلالات. عرفت ذلك فيه وأنا طالبة من خلال بعض الندوات التي شارك فيها ومن خلال إطلالاته في التلفزة، ولكني حظيت بشرف المشاركة إلى جانبه في أنشطة علمية بعد ذلك، فلمست عن قرب عمق فكر الرجل وقدرته على تطويع المدارك واستثمار التقنيات الجديدة في تقديم المادة العلمية، كان رحمه الله شيخا شابا ذا روح مرحة تثير انتباه الحاضرين إلى تخصص دقيق يصعب على غيره شدَّ الانتباه إليه.

الصورة تجمعني به في دورة تكوينية لفائدة طلبة الماستر والدكتوراه حول موضوع "التجديد في التفسير" سنة 2012، وكان لي آنذاك شرف المشاركة إلى جانب هذا العلم الفذ في تأطير الدورة، وقد أحسست حينها بثقل مسؤولية الإقناع وتقديم الجديد النافع وبالضآلة أيضا إلى جانبه، خصوصا وقد كنت في بداية عهدي بالمشاركات العلمية، وكنت أرى كيف يسخِّر الرجل ملكاته المختلفة في شدِّ انتباه حضور مختار. مثل هؤلاء الكبار لا نستفيد منهم فقط في المادة العلمية ولكن إفاداتهم تكون في بعض الأحيان خفية ومتنوعة تستمد قيمتها من تراكم المعارف ومن زخم التجارب.

أحزنني فعلا خبر وفاته، ولكن أمر الله كان قدرا مفعولا، فرحمه الله تعالى رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وألحقنا به مسلمين.

وقال عنه الأستاذ المحقق إياد الطباع: 

عرفته في زيارته لنا في دبي أيّام عملي في مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث في تسعينيّات القرن الماضي، فرأيتُ فيه عالماً فذّاً في علوم القرآن والتفسير والقراءات، جمع بين علوم الشريعة وفقه اللغة المعاصر، وتحقيقُه لكتاب المهذّب في المعرّب في القرآن الكريم للجلال السيوطي، ومقارنته للغات فيه أكبر شاهد على ذلك..

قال لي إنّه وقف مرّة خطيباً في أحد المناسبات في إحدى الدول الإسلاميّة، فأراد أن يُظهر هوّية المغرب فقال رحمه الله: (مذهبُنا مذهبُ مالك، وقراءتُنا قراءةُ ورش، ووقفُنا وقفُ هبط).

 ورثاه العلامة الدكتور محمد الروكي: 

بلغني وفاة الدكتور التهامي الراجي الهاشمي وأنا بجوار المسجد النبوي، فأخبرت بذلك ثلة من خيار العلماء فرفعوا أكفهم داعين الله تعالى له ومؤمِّنين متخشعين. 

فرحمه الله تعالى وعظم أجرنا فيه وأسكنه فسيح جناته وجعله في أعلى عليين مع النبييئن والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا وإنا لله وإنا إليه راجعون. 

وإلى روحه أهدي هذه القصيدة في رثائه.

***من رحاب المسجد النبوي إلى روح عالم***

 خفق القريض لخطبه فتجهمـا* وطغى المصـاب بوقعـه وتسنّمـا

وعلـى الربـاط كآبــةٌ بنيـــــــــةٌ* وعلى ســلا حزنٌ يَفُـتُّ الصلدما

وأتــى النعــي مقاومـا انفاســـه* يلقـي الكـلام مبعثرا متلعثمــــــا

ويقول فـــي أسـف وحزن لاذع:*مات الشريـف الهاشميُّ مُعَلِّمـــــا

مـــات الشريف مجاهدا بدروسه*مستقبلا متهلـلا متبسمــــــــــــــا

ومجـالس القـــــرآن في تجويده*وعلومه تبكي عليـه تَرَحُّمــــــــــا

ومرابع الحلقات في أرجائهــــــــا*كرسيُّـه يبكــــــي عليـــه تألُّمـــــا

وعلى المدارس والمعــاهد حسرة*مشبوبة بالحزن يَفْري الأعظُمــــا

لهفـى عليـه مواريــــــــا جثمانـَـهُ*أهلُ المودة في الثـرى مستسلمـا

لهفي عليـه وقــــد تعـالت روحـه*نحو السمـاء لتستقـل الأنجمــــــا

لهفـي عليه مفارقـــــا أحبابـــــــه*لبــى النـــــداء معـززا ومكرمـــــا

لهفــــــي عليــه مبارحــــا طلابـه*وصِحابَــه مُتَسَرْبِــلاً وَمُعَمَّمـــــــا

لهفي عليه وقد بكت من فقــــده*كليــةُ الآداب دمعـا أو دمـــــــــــا

في المسجد النبويِّ معتكفا بـــــه*جـــــاء النعـي مهاتفـا ومسَلِّمـــــا

فحزنت من نبا الرحيل مفاجئــــا*وذُهِلت من أن المصــــاب تحتمـا

والموت ليـس بمخلِف ميعـــــادَهُ*أبدا وليس بناقـض مــــــا أبرمـــا

ولقد ذكـرت وفــاته في مجمــــع*فيه المشايـخُ يعقـــدون الأقومــا

فتــــأثـروا وتألموا وإذا بهـــــــــم*رفعوا الأكف من الدعاء إلى السما

بالمسجد النبـوي في جنباتـــــــــه*يدعون يرجون الأعـز الأكرمـــــــا

فالله يرحمـه ويسقــي قبـــــــــره*بالعفو والرضـــوان أغدق أنسمــــا

  #محمد_الروكي

المدينة المنورة 13 جمادى الاولى 1439 الموافق: 30/01/2018

وقد رثاه الشاعر المبدع الأستاذ أمين أوتموسات البوجرفاوي في هذه الأبيات:

رثاء الشيخ التهامي الراجي

 تطاول ليلي حتى هالني الأمر=وخِلت بأن الفجر قد ضمه القبر

وما لي أنيس كي يقصر طوله=ولا لفؤادي عن ضياء المها صبر

أقول لنجم البلدة ابعد فإنني=خبير وأدري أن ديدنك الغدر

فكم ليلة بتنا نسامر بعضنا=ونبكي ونشكوا ما رمانا به الهجر

أبثك أشواقاً (لجمل) ولوعة=وهمّاً يفتُّ الصخر لو ضمَّه الصخر

فما هو إلا أن يُفرِّق بيننا=فيصبح سري ذائعاً مل له ستر

فدعني أيا نجم الشتاء ووحدتي=فبين ضلوعي لما بان الرشا جمر

وقل لي: لماذا ذي النجوم كئيبة=ومالي أرى الشعرى وقد مسه الذعر

فقال - ولم يسطع كلاما - مخافتاً=ألم تدر أن اليوم قد خسف البدر

تخطّفه كف المنية غيلة=فأدرت عليه دمعها الأنجم الزهر

وأمست سماء العلم بعد أفوله=تقاسي هموما ضاق عن وسعها الصدر

وقد ثلمت في حائط العلم ثلمة=بموت (التهامي) ليس يجبرها الدهر

وكم كنت مفتوناً وما زلت بالذي=يخطه من كتب كأنهم تبر

ثمانون عاماً كم حوت من فضيلة=وكم خُدمت فيها به السبع والعشر

تراه مهاباً أين ما حل والورى=عطاش لعلم الشيخ ليس بهم صبر

يفيض عليهم من زلال علومه=بسحر بيان فذّ أو دونه السحر

ويسقي أراضي الجهل من حوض فكره=فتغدوا وما شبر وإلا به زهر

فمن للقضايا المعضلات يحلها=وقد أُلحد (الراجي) إمام التقى الحبر

سيبكي عليك العلم يا شمس موطني=ويسعده في ذلك الشعر والنشر

وتبقى على رغم المنية حاضراً= (فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر)

سندعو لك اللهَ الكريم ونرتجي=ولا يُرتجى زيد سواه ولا عمرو

(عليك سلام الله مني تحية) = ومن مسَّه مثلي بفقدكم الضر

29/1/2018

 

لقاء حديث الذكريات مع الشيخ الجليل رحمه الله تعالى حاوره فيه الأستاذ جاسم المطوع 

 مراجع الترجمة: 

من موقع الراجي التهامي 

[email protected] 

ومما كتبه الأستاذ أحمد بزوي الضاوي أستاذ التعليم العالي مساعد في شعبة الدراسات الإسلامية - كلية الآداب والعلوم الإنسانية 

جامعة شعيب الدكالي (الجديدة – المغرب). في شبكة مشكاة الإسلامية.

ومما جمعته من صفحات التواصل.

والشكر لتلميذه النجيب الوفي الأخ الكريم المحقق الدكتور محمد ححود التمسماني الذي أرسل لي عددا من الكلمات والأشعار في رثائه.

 الحلقة السابقة هـــنا