الشيخ الدكتور محمد مصطفى الأعظمي

 

هو شيخنا العلامة محمد مصطفى الأعظمي أستاذ الحديث النبوي الشريف والمتخصص فيه، والمدافع عن السنة.

ولد في مئو من أعظمكراه بالهند سنة خمسين وثلاث مائة وألف، ودرس في بلدته وتخرج من دار العلوم بديوبند سنة سبعين وثلاثمائة وألف، ثم التحق بقسم التخصص بكلية اللغة العربية في جامع الأزهر بمصر، وحصل على شهادة العالمية مع الإجازة بالتدريس، وعمل في قطر مدرسا للغة العربية لغير الناطقين بها، وحصل على الدكتوراة من جامعة كمبردج. ثم عين مدرسا في كلية الشريعة، جامعة الملك سعود بالرياض.

من أشهر مؤلفاته: دراسات في الحديث النبوي وتاريخ تدوينه، ومنهج النقد عند المحدثين، وحقق الموطأ للإمام مالك رواية يحيى بن يحيى الليثي، والسنن لابن ماجه، وشيئا من صحيح ابن خزيمة، وألف كتاب تاريخ تدوين القرآن الكريم، وكُتّاب النبي صلَّى الله عليه وسـلَّم، ودراسة نقدية لكتاب أصول الشريعة المحمّدية للمستشرق شاخت، وكتاب التمييـز لمسلم، ومغازي رسول الله لعروة بن الزبير، وله أشياء غير ذلك، وتتميز كتاباته بالبحث والتحقيق، ونال جائزة الملك فيصل العالمية للدراسات الإسلامية سنة أربعمائة وألف.

صحبته في الرياض سنة ست وأربع مائة وألف، ثم لقيته في أوكسفورد وجالسته مرارا، منها حين زيارته لأوكسفورد في العاشر من صفر سنة اثنتين وعشرين وأربع مائة وألف، فسألته هل له إجازة من الشيخ مصطفى الزرقاء فتوقف قليلاً، ثم أقر بذلك، وذكر أنه لم تكن له عناية بهذا الشأن، ولو عني به لوقع معجم شيوخه في مجلد.

وسألته عن أشياء في الحديث والرجال فأفاد، ذكر أنه قولهم "ثقة" ليس له معنى واحد، بل له درجات، فقد يريدون بالثقة العدل الضابط، وقد يراد به معنى العدالة دون الضبط.

وسألته أن قول ابن معين: "ليس بشيء" يفسره بعضهم بأنه يشير به إلى قلة الحديث عند الرجل، ولكني أرى أن ابن معين يريد به غير معنى واحد، فقال: نعم، إن هذا القول له عدة معان، وقد يشير به ابن معين إلى الضعف.

وذكر لي أن التصحيح والتضعيف كان من شأن الأئمة الحذاق، وأولئك يعدون بالأصابع في المتقدمين، أما الآن فقد أصبح كل من هب ودب.

أجازني اجازة عامة.

وفاته:

توفي في الثاني من ربيع الآخر سنة تسع وثلاثين وأربعمائة وألف، رحمه الله رحمة واسعة، وقد كان له التأثير البالغ في الأوساط العلمية الغربية في تصحيح كثير من المفاهيم عن حفظ القرآن الكريم وتدوين السنة.