ترجمة شيخنا المقرئ الشيخ عمر صيرفي

 

1343 ـ 1430 هـ

1925 ـ 2010 م

 

شيخنا الشيخ عمر بن محمد بن عمر صيرفي.

قارئ مقرئ، مجاز ومجيز، متعبد صالح.

ولد الشيخ المترجم في حي من أحياء حلب القديمة، وهو حي (الجلوم)، سنة: ست وأربعين وثلاثمئة وألف للهجرة، الموافقة لعام: خمسة وعشرين وتسعمئة وألف للميلاد، ونشأ على حب القرآن الكريم، فانتسب منذ نعومة أظفاره إلى مدرسة الحفاظ، وانتظم في حلقة شيخه الشيخ محمد نجيب خياطة، شيخ قراء حلب، وحفظ عليه (الشاطبية والدرة)(1)، وحصل على الإجازة بهما منه، ثمً تلقى عنه القراءات أفرادا، ثمً لازم القراءة مع زملائه: الشيخ عبد الكريم جزماتي، والشيخ محمد كلال طحان، والشيخ بكور ياقتي لمدة ثمانية عشر عاماً، ثلاثة أيام في الأسبوع، وتابع القراءة مع الشيخ عبد الكريم جزماتي إحدى وثلاثين سنة، مدارسة بينهما.

وقد قرأ عليه كثير من القراء وطلاب العلم، أما تلاميذه الذين أجازهم فهم: الشيخ عبد الكريم جزماتي، والشيخ علي عساني، وقد أجازهم بـ (الشاطبية والدرة)، والشيخ فهد دعدوش من معرتمصرين، والأستاذ زكريا طحان، والسيدة إيمان شيخ العشرة وأجازهم بـ (الشاطبية)، (وكان من فضل الله علي أني قرأت عليه القرآن الكريم، وحفظت عليه حتى سورة المائدة، برواية حفص عن عاصم في بيته، في حي الكلاسة، وذلك صيف عام: 1966 م(2) لكنني ـ مع الأسف ـ لم أحصل على الإجازة منه).

كان شيخنا - رحمه الله - يعمل عاملا في إحدى المطاحن في حلب، وإماماً في جامع (الشيخ شريف) في حي (الجلوم). 

أقيم للشيخ المترجم ولإخوانه القراء، حفل تكريمي في جامع أبي حنيفة النعمان، مساء يوم: 9/3/2010 م، وذلك برعاية مفتي حلب، الشيخ إبراهيم سلقيني - رحمه الله - الذي قام بتقديم الدروع والجوائز التكريمية للقراء، ووعد بأن يكون هذا التكريم، بداية لتكريم دائم للقراء والحفاظ، وقد حضر الحفل عدد كبير من العلماء، وطلبة العلم، وجمهور غفير من المصلين(3).

طيب القلب، حلو المعشر ودود، لا تفرق البسمة وجهه الجيل، عطوف على طلابه، محب لهم، دائم القراءة لكتاب الله، (ما رأيته مرة منقطعاً عن التلاوة وترديد القرآن بينه وبين نفسه، بل كان يقرأ وهو يستمع لقراءتنا)(4).

ظل الشيخ على دابه في تلاوة القرآن، ومدارسته مع زملائه، إلى أن أدركته المنية في حلب، صباح يوم الأحد، في الثاني من جمادى الآخرة، سنة: ثلاثين وأربعمئة وألف، الموافق: للسادس عشر من شهر أيار، عام: عشرة وألفين للميلاد، وصلي عليه في الجامع الأموي الكبير، ثم ووري الثرى بين دموع أهله وطلابه وزملائه، وحزن حلب وأهلها عليه. - رحمه الله وجزاه عنا كل خير -

 الهوامش:

(1) انظر تعريفنا بهذه المتون وغيرها من مصطلحات القراء في ترجمة شيخنا الشيخ محمد نجيب خياطة في الجزء الأول من الكتاب.

(2) كان من رفاقنا في القراءة والحفظ على شيخنا المترجم، الشيخ صبحي سرحيل (قشقش)، والدكتور محمد الطيب، والأستاذ محمد طيب ميري، والأخ محمد عبد الكريم قطان. (المؤلف)

(3) كنت بفضل الله أحد المدعوين إلى هذا الحفل المبارك، وقد قدم لي شيخنا المفتي الشيخ إبراهيم سلقيني أحد كتب شيخنا الشيخ عبد الله سراج الدين هدية بهذه المناسبة، رحمه الله.

(4) المؤلف

المصادر والمراجع

1- لقاءات ومقابلات متعددة مع المترجم.

2- ترجمة مختصرة وردت في التعريف بالمترجم في حفل تكريمه.

3- مقابلة شفهية مع ابن المترجم السيد محمد زاهد.

4- مشافهات مع عدد من تلاميذ المترجم وإخوانه.

5- معرفة المؤلف بالمترجم ومذكراته وذكرياته.