نجم الدين الأبرش الرجل الصالح العصامي

لن تجد مصنعاً يصنع الرجال كدين  الإسلام 

يصنعهم بعيداً عن التكفير  والتفجير  والتطرف 

وإذا دخل  الإسلام أسرة كان كالمُوَلِّد الذي يولد الطاقة الهائلة. 

واليوم قد تستغربون مني كيف سأحدثكم عن عدة  رموز  محسوبين على  رجل واحد  وأجلس معكم أمام عدة جداول  علمية  منبعها  (رجل عصامي )

فمَن ذلكم الرجل الصالح والمحسوب على العلماء ؟ 

إنه الشيخ نجم الدين الأبرش رحمه الله أبو عبد الكافي. 

ولد في حمص ونشأ في حي متواضع وتعلم  في الكتاتيب.

   لم تكن له تلمذة رتيبة على يد شيوخ  معينين إنما استفاد من شيوخ حيه. 

 وكان شيخه في القرآن الكريم الشيخ عبدالمجيد الدروبي رحمه الله الذي هو شيخ والدي كذلك،  ونشأ هذا الشاب محافظاً ملتزما ورعاً أهَّله خلقه الكريم وما معه من القرآن الكريم وماحصل عليه من العلم المتواضع أهَّلَّه هذا ليؤمّ الناس ويخطب فيهم وإذا حضر مجالسهم نصحهم وذكرهم 

وأنت عندما ترى شيخاً شاباً يخرج من المدينة ( حمص) يخرج منها لينتقل من قرية إلى أخرى سكناً وإقامة ومعاناة لشظف العيش يؤم الناس ويخطب فيهم الجمعة ويدرسهم القرآن الكريم ويعلمهم ما يحتاجونه من أمور الدين ولعدة سنوات عندما ترى هذا عرفت أن الذي أخرجه من المدينة إلى القرى  ليس المال  لأن المال ليس موجوداً هناك وليس الجاه --فالمناصب في المدينة --وإنما أخرجه حب الدعوة إلى الله عز وجل في بيئة ريفية لم تجد من يعلمها دينها وأخلاقها.

 ولقد رزق الشيخ نجم الدين بعدة أولاد  أكثرهم ولدوا له في القرى  آبل شنشار جرجيسه  وغيرها 

هذ الرجل العصامي 

بعد تلك السنوات الكثيرة التي أمضاها داعياً إلى الله عز وجل في الأرياف  نزل المدينة وسكنها وصار إماماً لبعض مساجدها (صليبة العصياتي ) ثم جامع (الشيخ بادار ) وخطيباً في بعضها الآخر ( جامع الحافظ )  

أحبه كل من عرفه وخالطه

وفِي حمص كان مع المشايخ في المعهد العلمي الشرعي في مسجد خالد بن الوليد 

كمراقب على الطلاب  لا يفتر من نصحهم إذا رأى منهم ما يخالف 

وكان له بين الطلاب محبة طيبة 

انتسب إلى جمعية علماء حمص وصار جابياً لها جزاه الله كل خير 

قلت في أول منشوري سأحدثكم عن عدة   دعاة محسوبين على واحد 

فالشيخ نجم الدين الأبرش هو والد للشيخ عبد الكافي والشيخ عدنان  رحمهما الله اللذان كانت لهما بصمة طيبة على حمص وشبابها من خلال نشاطهما في مسجد  النور أول طريق دير بعلبه. 

حيث كان هذا المسجد بهمة الشيخ عدنان أبو حسان وإخوته كان كخلية النحل مسجد ممتلؤ بالشباب  وعامر بالدروس بعد الفجر وبعد المغرب  ولما أخرج الشيخ عدنان من البلد أتم مشواره الدعوي في حالة عمار على الحدود  السعودية الأردنية  مدرساً وإماماً وخطيباً  فكان وخلال عشرات السنوات  له تأثير عظيم  على المنطقة بأسرها وكانت وفاته في تبوك  رحمه الله.

 وأما أخوه الشيخ عبد الكافي  أبو نجم فقد أخرج من سورية إلى السعودية حيث درَّس في مدينة أبها عشرات السنوات،  ثم انتقل إلى مكة المكرمة حيث توفي فيها رحمه الله . وعودة إلى الشيخ نجم الدين فهو والد للشيخ المنشد منير أبو فؤاد رحمه الله، ووالد للشيخ زهير وعبد المجيد اللذان قضيا في سجن تدمر رحمهما الله وهو والد للأستاذ المهندس والشيخ عبد المنعم أبوجهاد حفظه الله.

 هؤلاء الشباب أينما وجدوا  وجد التوجيه والإرشاد والإنشاد والأدب والفكاهة  والكرم 

وأعتقد أن الكثير الكثير من الشباب في حمص وغيرها قد استفادوا  من هذه الأسرة توجيهاً أو تعليم.ا 

ولم يكن امتداد فضل الشيخ نجم الدين عن طريق أولاده الذكور فقط  وإنما كان عن طريق بناته 

فقد تزوج الأخ عبد الحكيم الأبرش أبو عمار تزوج بنت  الشيخ  نجم الدين ورزق منها  عددا مباركاً من الأبناء منهم خمسة أو ستة من حفظة كتاب الله  صاروا وبسن مبكّر أئمة وخطباء ومدرسين للقراءات. 

وأعتقد أنه ليس في حمص أسرة تعدلهم في هذا النشاط  وهذا الشرف وكلنا يعرف  مصانع تعليم القرآن الكريم في مساجد حمص  والوعر وغيرها وفِي تركيا الآن والتي يقوم عليها المشايخ عبد الله وبلال وصهيب وسعد ومحمد وعمران  وعمار  وسلمان 

وابنا خالهم الشيخ أحمد والشيخ محمد علي في قطر حفظهم الله جميعاً وكلهم شببة في مقتبل العمر صاروا مشايخ وسار خيرهم وعلمهم وتعليمهم  ولم يشب شعرهم بعد .

رحمك الله أيها الأب  والجد ونور ضريحك وبارك في ذرياتك وجعل كل خير حصل منهم جعل هذا كله في صحيفة أعمالك  يوم القيامة وأدام هذا النور القرآني  في أسرتكم  الحسيبة النسيبة 

اللهم وفرج عن هذه الأمة واجمع  الشمل يارب العالمين