ذكرى وفاة الوالد الشيخ محمد زين العابدين الجذبة رحمه الله

 

26 رمضان 1426

26 رمضان 1438

اثنتا عشرة سنة مرت على وفاة والدي ، يمضي العمر مسرعاً لكنه يترك آثاراً في ذاكرة الزمن ، يقرأ  الذاكرةَ العابرون لطريق الحياة ، كل قارئ يبحث عن رغبته ، و كل مجتهد يبحث عن ضالته ، نور الله يشع في قلب من سجدت حواسه عبوديةً لله .

توفي رحمه الله يوم السبت 26 رمضان بعد أذان المغرب ، انتشر خبر وفاته في كثير من المساجد خلال صلاة التراويح ، فوقف الأئمة يذكرون شيخهم و يترحمون عليه و يذكرون فضله و مسيرة حياته .

توفي رحمه الله في ليلة القدر ، أكرمه الله بالوفاة في ليلة مباركة مكافأة له على سعيه لنشر العلم الشرعي و حرصه على تطبيق سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و إخلاصه في عمله و محبته للناس و سعيه لخدمة دينه .

خمس و تسعون سنة توارت في التراب مع صاحبها ، عمر مديد ، و مسيرة عمل مزهرة بالخير ، مكللة بالنجاح ، أكرمه الله بالصحة و العافية لآخر أيام حياته ، لم يبتعد عن طلابه و محبيه .

وقف خطيباً في الجامع الكبير بحلب ، عمره ثمانية عشر عاماً أكثر من ستين سنة وقف خطيباً يوم الجمعة ، خمسون سنة و هو يدرس في معهد العلوم الشرعية ( الشعبانية ) أربع و عشرون سنة يدرس في الثانوية الشرعية ، سنون طويلة و هو يدرس في المساجد ، أغلب علماء حلب كانوا من طلابه ، كل طلابه يترحمون على شيخهم و يذكرونه بخير ، يقف مع كل سائل في الشارع يريد أن يسأله عن حكم شرعي ، يردعلى الاستفسارات الدينية التي تأتيه عبر الهاتف ، لا يبخل بالعلم الشرعي لكل زائر يأتيه ، ذاكرته جيدة ، فقيه على المذهب الحنفي و الشافعي ، محدّث شديد الصلة بكتب الحديث ، محب لأساتذته و شيوخه يذكرهم دائماً بالخير و يترحم عليهم .

كان من طلاب الدفعة السادسة من خريجي الخسروية أزهر سورية ، كان يدرِّس فيها أكابرَ العلماء و أفاضلهم ، رحمهم الله جميعاً فقد أناروا بعلمهم و تقواهم قلوب طلابهم ، و أرشدوهم ليكونوا دعاة خير و هدى و محبة و صلاح .

عندما أتكلم عن والدي – رحمه الله – في ذكرى وفاته ، أذكر عالماً في مدينة حلب ، وهب نفسه لخدمة دينه ، و شرح منهج الدين لعباد الله ، كان بعيداً عن الدنيا و زخرفها و عن الأضواء و تلونها ، كان يهمه أن يستيقظ قبل الفجر ليستغفر ربه و يتلو كتابه و يسأله أن يشرح صد ره .. و يقضي ساعات يومه قراءة و تدبراً و تدريساً و خدمةً لبيته و متابعة لأولاده .

رحم الله الوالد .. و رحم الله العلماء العاملين , و أكرم الله حلب مدينة العلم و الإيمان بعلماء أطهار يخلفون السلف الصالح من العلماء إنه على ما يشاء قدير .. و الحمد لله رب العالمين .