حمص يا مدينة العلماء والصالحين الشيخ عبد الفتاح المسدي

 

لقد وجدت أن جولتي في حمص يوم أمس لم تُغَط ِّ كل الأمكنة   التي يوجد فيها العلماء  الأعلام 

لذلك سأخرج اليوم من المسجد  النوري الكبير  لأمُرَّ بدكان الشيخ حسني السباعي والد الشيخ  مصطفى  والشيخ نصوح السباعي  رحمهم الله  ثم أدخل سوق العطارين لأرى رجلاً صالحاً  لا يشك في صلاحه أحد  ذلك الرجل الذي يعتبر توأماً في الصلاح والورع للشيخ عبد الجليل مراد رحمه الله وهو بائع  ماء الزهر وماء الورد الزاهد الورع   الشيخ اسماعيل السباعي رحمه الله   وما ادراك ما الشيخ اسماعيل؟!! 

وهناك  تقابلك مكتبة االشيخ عبد القادر الشيخة والد الشيخ عبد المؤمن الشيخه رحمهم الله .

ولا أنسى ذلك الرجل الصالح الشيخ محمد حسون  النجار  رحمه الله  في دكانه 

وقريباً منها   كنت أرى رجلاً مهيباً جدا وهو القارئ الحافظ الشيخ عبد السلام مصطفى  عباس يجلس في مكتبة ولده مصطفى 

والذي أريد أن أذكركم به  أيضاً دكان الشيخ مؤيد شمسي باشا  وأخيه الشيخ  الفقيه والشاعر الحافظ نصوح   شمسي باشا رحمهما الله ثم أعرج على غرب السوق  تشدني رائحة القهوة المرة لأشربها في دكان  الحاج طه المسدي   ذلك الرجل الذي كان لايمل من تقديم القهوة للكثيرين  من فضلاء حمص ووجهائها والذين يمرون به وفي هذه الدكان وفِي أوقات معينة رتيبة  لا بد أن ترى ذلك الرمز العلمي وهو أخو الحاج طه ذلك الفقيه  الكبير واللغوي  والمؤرخ  لحمص  وأسرها وهو  شيخي وشيخ المشايخ الشيخ عبد الفتاح المسدي  رحمه الله  أبو عبد الكافي 

واسمحوالي اليوم أن أكتب منشوري في نفس الدكان لأنني أحبها وأحب القهوة ورائحتها أكتب عن الشيخ عبد الفتاح المسدي 

رجل أقول لكم بداية بأني عاجز عن الإحاطة بكل حياته والمهم أنه درس العلم مبكراً على شيوخ زمانه وبرع في الفقه ولكثرة تواضعه لا يذكر عن فقه وعلمه شيئاً وحياته تاريخ 

واستقامته ورتابة أوقاته منقطعة النظير 

أستطيع أن أخبرك أين يوجد الشيخ يومياً من الفجر وحتى العشاء  وذلك لعشرات السنوات فالفجر في المسجد الكبير ثم إلى البيت ثم في الساعة السابعة في المعهد العلمي الشرعي  في مسجد خالد بن الولد ذلك المعهد الذي استلمه مديراً ناجحاً وحازماً ومدرساً وقبل الظهر يخرج  ومعه مجموعة المشايخ المدرسين وبنفس الطريق إلى المسجد الكبير لصلاة الظهر وبعدها يمر بغرفة الشيخ طاهر ثم بعمي الشيخ محمود ومن ثم إلى دكان شقيقه الحاج طه   ثم إلى البيت  وإذا غاب  الشيخ يوماً ما عن هذه المواقع فمعناه أنه مريض أو مسافر .

وفي كل هذه المحطات يجلس هو والعلماء  الذين هم في السوق يبحث معهم أعقد المسائل الفقهية وتحقيقه العلمي عجيب ولا يتكلم إلا بدليل    يحضر  درس حاشية ابن عابدين صباحاً ومساء في الفقه الحنفي في المِحْراب الشرقي في الجامع الكبير وهو رحمه الله عمدة في درس  الثلاثاء في بيت الشيخ محمد المحمود الأتاسي رحمه الله ذلك الدرس المشهور الذي يحضره  أسبوعياً كثير من المشايخ واستقامته ومثابرته عجيبة   حريص على عدم الانقطاع عن دروس العلم. 

درَّس في المدراس الإبتدائية  كثيراً وهو إداري حازم وناجح. 

خطبته  في مسجده البازارباشي   مشهورة 

نصحه معه شيء من الصراحة وأحيانا حدة  يعترض على كل بدعة في الحفلات  والأفراح والمآتم  إحياء لسنة النبي صلى الله عليه وسلم كم  وكم درس طلاب الجامعات وأنا واحد منهم في الجامع الكبير  درسهم لغة وفقهاً وأصول فقه . 

كان تاريخاً للعلماء وحياتهم  وعلومهم. 

رحمك الله أبا  عبد الكافي  لقد أتعبت من جاء بعدك. 

ولقد عملت معه في المعهد الشرعي إدارة وتدريساً فاكتشفت فيه صفات  قلّ أن توجد في غيره. 

صدقوني إني أعتبر أني قد ظلمت شيخي المذكور في هذا المنشور  

ماذا أعمل فهل أحول منشوري إلى كتاب  فالمقام لا يسمح لي  بارك الله في نجله عبد الكافي  ورحم الله  ابنه الشيخ محمد ياسر الذي ورث الكثير من  مناقب  والده رحمه الله 

وبارك الله في كل ذرياته. 

رحم الله الشيخ  ونور  ضريحه. وجزاه الله خيراً عن الإسلام والمسلمين اللهم فرج عن حمص  وأهلها وعن سورية كلها 

وارزق أجيالنا العلماء الذين  يقتدى  ويهتدى بهم  يا رب العالمين