رحم الله الشيخ فتح الله القاضي

 

رحم الله الأخ الكريم الشيخ الأستاذ فتح الله القاضي رحمة واسعة، فقد عرفته منذ أن جاء إلى حمص مدرسا في خمسينيات القرن الماضي، حيث درس في متوسطة أسماء للبنات في عام 1954 م.

وقد كانت عائلتي التي هاجرت من فلسطين عام 1948، قد سبقته إلى حمص، لذلك عندما جاء مدرسا تعارفنا وقامت بيننا علاقة وطيدة، وكنا نتعاون معا في مواجهة حزب البعث في مخيم اللاجئين حيث كان هناك سعي من قبل اليسار البعثي الشيوعي لاختراق الفلسطينيين، وكنا نتعاون في إقامة احتفالات بالمناسبات الوطنية كوعد بلفور وتقسيم فلسطين في مسجد المخيم الذي سمي ب (مخيم العودة)، ونتعاون في إصدار البيانات بهذه المناسبات. 

ولما قامت الوحدة عام 1958 وأقام جمال عبد الناصر اتحادا قوميا خاصا بالفلسطينيين، وأجرى انتخابات لهم، رشح الشيخ القاضي -رحمه الله- نفسه لعضوية مجلس الاتحاد في حمص، ونحن كشباب إسلامي دعمناه، لكنه لم ينجح في النهاية. 

ومن أطرف الذكريات -التي احفظها عنه رحمه الله - أننا كنا نلتقي سويا معه ومع كثير من الشباب الإسلامي المثقف الفلسطيني والسوري في دكان أبو محمود علوان -رحمه الله - الذي كان يبيع الكتب و المواد التموينية.

وكنا نلتقي بشكل خاص بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع، وذلك بعد ان نصلي في المسجد الكبير حيث نستمع لخطبة الشيخ نصوح السباعي شقيق الدكتور مصطفى السباعي رحمهما الله. 

وكنا نلتقي في تلك الدكان نتحاور في مختلف الشؤون الإسلامية ونشتري الكتب. 

ثم استمرت علاقة التعاون بيني وبينه في التصدي لمواجهة الأفكار المنحرفة في المخيمات الفلسطينية حيث كانت الشيوعية متغلغلة في المنظمات الفلسطينية إلى أن غادرت سورية في سبعينيات القرن الماضي. 

رحمك الله يا شيخ فتح الله، وجزاك خيرا على ما قدمت، وجمعنا بك في الفردوس الأعلى.