ورحل محمود فطين يونسو

 

وكان من السابقين اللاحقين ! 

بعد المجزرة التي أقامها حافظ أسد للشعب السوري عام الثمانين ، كان لجسر الشغور في العاشر من آذار نصيب منها، أكبر من حجمها !؟ 

فاستشهد مٓن استشهد ، وفي مقدمتهم شيخ الشهداء سليم الحامض  ! وأُسر مٓن أُسر  وعلى رأسهم الأخ المصابر عبد الكريم النايف ! 

والتحق بالجبال مٓن كُتبت له الحياة ، فأعلن الأخوان الشهيدان محمد ديرك وصالح الحسناوي عن جولة أخرى في مواجهة البغي الباطني وسلطة الإجرام ، يستنفران أهل النخوة من الشباب المجاهد فكانوا كما وصف القرآن الكريم إخوانهم : فمنهم مٓن قضى نحبه ، ومنهم مٓن ينتظر ! 

حتى إذا ظن المجرمون أن المقاومة انتهت ، وأنه تفرد بالساحة فإذا كوكبة جديدة من الشباب المؤمن يتجمعون ، ويعدون العدة ، وفيهم أحد عشر شاباً صمموا على الثأر للمدينة وشهدائها !! 

وفيهم الأخ محمود فطين يونسو ! ولكن وشاية مجرمة حولت قسماً منهم إلى الاعتقال ، وقسم مضى يبحث عمن بقي من الكوكبة الأولى ! ليضع نفسه وإمكاناته في خدمة الجهاد والمجاهدين ! 

ومضى الأخ فطين مصمماًعلى استدراك ما فاته ، فنال الشهادة الثانوية ، وتمكن بجدارة من نيل الإجازة الجامعية ، وهيأ نفسه للدراسات العليا ، دون أن يفارق الجماعة شبراً واحداً ، واضعاً جهده في خدمة الثورة التي تفجر بركانها ، ليعمل في المجال الحقوقي والفصل في الخصومات ، تاركاً أهله ومكان إقامته في اليمن ، ولم يطل به المقام إذ انفجرت أحقاد الحوثيين ، والمخلوع ، 

فرحل كما رحل عن أرضها كثير ممن كتبت عليهم الهجرة مرات .. ودخل المملكة العربية السعودية ضيفاًمكرماً .. ثم فاجأه المرض ، فلقي في مستشفيات جيزان العناية الأخوية إلى أن لقي ربه في يوم الجمعة ١٧ من رجب ١٤٣٨

رحمك الله أبا نضال ! فقد كنت من اللاحقين السابقين ! وقد سبقك الحاج عبد الوهاب عبد الباقي - رحمه الله - وهو ممّن تحب ! قبل خمسة عشر يوماً، وماتزال رسائله ندية يسأل عنك ويوصي بك ! 

أسأل الله الذي جمعكم على أخوة الإسلام ، أن يجمع بينكما في جنات النعيم : إخوة متقابلين !