الأستاذ الداعية الناشر محمد علي دولة

 

(1387- 1437ه )

(1939- 2016م )

راجعها ونقحها : مجد مكي

هو العالم الداعية الناشر الأستاذ محمد علي دولة الذي قضى عمره بين صفحات الكتب ينقب عن المفيد وينشره للناس، أسس دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع بدمشق بتاريخ 1387ه / 1967م ، كما أسس الدار الشامية في بيروت في وقت لاحق، ودار البشير بجدة ، وألف العديد من الكتب الماتعة ، فمن هو ؟ وما هي سيرته وأخلاقه ؟..هذه الصفحات تجيب عن بعض هذه التساؤلات  .

المولد والنشأة :

الأستاذ محمد علي دولة من مواليد مدينة الكسوة الجميلة الوادعة في غوطة  دمشق الغربية في سورية عام 1939م، نشأ وترعرع في ظل أسرة مسلمة محافظة فأخذ من والديه عطر الإيمان والخوف من الله ومحبة رسول الله، ونشأ في أسرة هانئة وادعة، والده الشيخ سليم دولة المؤمن الخاشع، والأم (( عائشة السكري)) الراكعة الساجدة، منح الوالدان طفلهما (( محمد علي)) عصارة نفسيهما من طيب وسماحة خلق وعفة لسان، ونوّرا قلبه بالقرآن ومحبة رسول الله، وأخذه والده منذ صغره إلى (الكُتّاب) ليتعلم تلاوة القرآن عند الشيخ توفيق المغربي فكان خير طالب، وأجود حافظ لكتاب الله، ثم سجله والده عام 1947م في المدرسة الابتدائية في الكسوة، لكنه استمر يتردد على المسجد للصلاة ، فسمع دروس شيخ البلدة الشيخ  حسين سمارة، وأثرت في نفسه كلمات (محمد علي شحادة) مدير المدرسة الابتدائية. 

وهكذا نرى الإيمان والعمل الصالح ينبت في قلب الإنسان منذ بدء الطفولة، وتنمو غراس الإيمان، ويقوي عودها مع الزمن..

فقد الشيخ محمد علي دولة نبع الرحمة والحنان ، وأصابه الوهن وهو غض الإهاب، لين البناء، حين توفي والده الشيخ سليم – رحمه الله – عام 1948م، وهو فتى ابن تسع سنوات، فأصبح يتيماً، لكنّ أمه (عائشة السكري ) ضمته إلى صدرها، وأيقظت فيه الهمة والعزيمة والصبر، فنهض فارساً يخطف العلم، ويسابق أقرانه، فالأم الواعية تبني أبناءها كما يبني الرجال أبناءهم، وتجعلهم عقولاً واعية وأحباراً نضرة، وآمالاً حافزة.

دراسته ومراحل تعليمه :

عندما انتهى فقيدنا من المرحلة الابتدائية، أرسلته أمه إلى دمشق، فانتسب إلى  الجمعية الغراء التي تشرف على  المعهد الشرعي  في عام 1953م .وكانت مدة الدراسة في المعهد (6) سنوات، ونهل العلم على شيوخ المعهد الشرعي ، وكان من أبرزهم:

- أحمد المقداد البصروي، أستاذ الفقه الشافعي.

- الشيخ عبد الكريم الرفاعي: أستاذ العقيدة والفقه الأصولي.

- الشيخ خالد الجباوي : أستاذ النحو والبلاغة.

- الشيخ عبد الرحمن الطيبي الزعبي : أستاذ التفسير والحديث.

- الشيخ عبد الغني الدقر : أستاذ الأدب والنحو واللغة.

- الشيخ نايف العباس : أستاذ الفرائض والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي، وكان أحبهم إلى قلبه، وأشدهم تأثراً به. واشترك معه في تحقيق كتاب "حياة الصحابة" .

تأثر فقيدنا بأساتذته من العلماء الربانيين، كما تأثر بالعالم لداعية الجليل أبي الحسن الندوي عندما زار المعهد الشرعي، وألقى في كل صف موعظة قصيرة، وبادر بالسلام على كل طالب من طلاب الصف، وازداد تأثره بالشيخ العالم  أبي الحسن الندوي حين حضر محاضراته على مدرج جامعة دمشق، وكانت محاضراته عن رجال الفكر والدعوة سنة  1956م، وقد أكرم الله فقيدنا بطبع هذه المحاضرات في (4) مجلدات.

بعد أن تخرج فقيدنا في معهد العلوم الشرعية،  التحق بكلية الشريعة بجامعة دمشق، في عام 1959م .وقد ضمت كلية الشريعة أنجماً من العلماء، يسطع نورهم في العالم العربي والإسلامي، منهم :

-الداعية المجدد الدكتور مصطفى السباعي : مؤسس الكلية وعميدها.

-الأستاذ محمد المبارك : أستاذ مادة نظام الإسلام.

-الدكتور المؤرخ يوسف العش : أستاذ التاريخ، وعميد كلية الشريعة .

-الدكتور معروف الدواليبي : الوزير الداعية ، والكاتب الحقوقي الكبير والسياسي اللامع.

-الأستاذ مصطفى الزرقا :  فقيه الأمة، صاحب المدخل الفقهي العام .

-الدكتور الداعية الشهيد صبحي إبراهيم  الصالح :أستاذ علوم القرآن والحديث.

-العالم الرباني المربي الشيخ عبد الرحمن الباني.

وغيرهم من العلماء الذين أناروا العقول، وأحبتهم النفوس.. من أمثال د. وهبة الزحيلي، ومصطفى الخن، ود. فتحي الدريني ...

تخرج فقيدنا في كلية الشريعة سنة 1963م وحصل على إجازة في الشريعة، وقد نضجت نفسه وتبلورت شخصيته، وتطلّع إلى تحقيق أمانيه، ورسم خطوط أهدافه في الحياة، فهو صاحب رسالة، ورسول دعوة، ينشد العزة للإسلام، ويسعى لدحر أعدائه.

أعماله والوظائف التي تولاها :

تم تعيينه في وزارة التربية مدرسا لمادة التربية الإسلامية سنة 1964م في السويداء، وبقي فيها مدرساً لمدة (4) سنوات، ثم انتقل للعمل في ثانوية جودت الهاشمي بدمشق، ثم انتقل إلى التدريس في مدرسة للبنات في باب الجابية، ثم انتقل إلى العمل في ثانوية الكسوة 1973م، وشعر أن التدريس يبعده عن متابعة عمله في إدارة مكتبة دار القلم التي أسسها سنة 1967م، فقدّم استقالته عام 1974م من التعليم ليتفرّغ لعمله في نشر العلم والثقافة فأسس الدار الشامية في بيروت ودار البشير في جدة .

وقد قطف فقيدنا في التدريس قلوباً صافية، غرس فيها حرارة الإسلام وشموليته، وارتسم في وجدانهم أن المستقبل للإسلام، مهما أظلمت الليالي، وزاغ عن العين وضوح الطريق، أحبه تلاميذه لإخلاصه في عمله وعمق ثقافته ووضوح رؤيته.

وكان له نشاط واسع في بلدته  (الكسوة)  فهو رجل دعوة وعمل، يسعى لتبليغ الرسالة التي ملأت قلبه في ( معهد العلوم الشرعية)،  وفي كلية الشريعة  فخطب في الجامع الكبير، وفي مسجد أبي بكر، وكانت له حلقات علم في مساجد بلدته، تناول فيها السيرة النبوية والفقه الشافعي، وكانت له أيضا دروس خاصة للعمال من كتاب (حياة الصحابة)،  وفي علوم العربية والتاريخ الإسلامي.

مؤلفاته :

تناول فقيدنا في كتبه محورين:

المحور الأول: السيرة النبوية وحياة الصحابة.

1-حياة الصحابة - للكاندهلوي : اشترك في تحقيقه مع أستاذه الشيخ نايف العباس.

2-قصص من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه :

نشرته دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع ، عام 1981م، وعدد الصفحات 127 صفحة .

اختار فيه فضيلة الشيخ طرائف القصص عن ذلك الجيل المثالي الفريد، وحكى يومياتهم مع الرسول ، فهذا يراقب نجم أحمد الذي بشرت به اليهود ، وذاك يركض كالفدائي ليقتل أعداء النبوة فيغتال كعب بن الأشرف ، ويحكي لنا قصة جرة أبي أيوب ، وكيف بنى رسول الله المسجد الشريف ، وكان أسلوب الشيخ شائقاً جذاباً يعتمد على الأسلوب الفني في سرد القصة ، ويمزح بين الوصف والحوار ويستخلص الدروس العبر .

3- الصحابي ربيعة بن كعب شاب كان همّه الآخرة : حكى فيه بأسلوب قصصي مشوق قصة ذلك الصحابي الشاب الذي كان يلازم النبي عليه السلام ويقدم له ماء الوضوء ، ويعيش مع أهل الصفة بلا زوجة أو أهل ، فقال له رسول الرحمة : اطلب ما تشاء يا ربيعة ، فتحير الشاب وتردد هل أطلب المال أم الزوجة ولكن غلب عليه همّ الآخرة وجانب التقوى فقال اسألك مرافقتك في الجنة فأجابه رسول الله وقال : ولكن أعني على نفسك بكثرة السجود .

4- أبو هريرة تلميذ النبوة النجيب والفاتح المجاهد : حكى في رسالته هذه قصة أبي هريرة الذي كان فقيراً من أهل الصفة، وكيف كان يصرع من شدة الجوع ، وقد دعا له رسول الله بالحفظ وعدم النسيان ، وكان له دور كبير في الفتح والجهاد حتى صار أميراً في عهد عمر رضي الله عنهم أجمعين .

5-أبو موسى الأشعري الرباني العابد : تحدث فيه عن ذلك الصحابي الجليل والقاضي الشرعي العظيم ، الذي تولى الإمارة أكثر من مرة وكان ناجحاً فيها ومحبوباً من الناس .

المحور الثاني: تاريخ اليهود ومصيرهم منذ النشأة وحتى الآن، وقضية فلسطين.

6-لتفسدنّ في الأرض مرتين :

بلغت صفحات الكتاب 344 صفحة، أدار حديثَه فيه على الآية التي اتخذها عنواناً لكتابه، وهي شطرٌ من مضمون نبوءة سيدنا موسى صلى الله عليه وسلم، التي ذُكرت في التوراة، والتي قرأها جميعُ الأسباط، وهم متوجِّهون إلى الأرض المقدسة، بقيادته عليه السلام، فكان تحذير الله تعالى للقوم من الإفساد في الأرض التي ستُفتح عليهم، فأخبر ذلك الجيلَ والأجيالَ اللاحقة منهم أنه سيقعُ منهم عند وراثتهم للأرض المقدَّسة إفسادان عريضان، وعُلوَّان كبيران، في مرتين من الزمان، وسيبوؤن بغضبٍ من الله يوجب عليهم عقابَه وانتقامه.

ففي المرَّة الأولى يسلِّط الله عليهم من يهزمُهم، ويقهرُهم، ويذلُّهم، دون أن يزيلَهم من بلادهم، ويستأصل شأفتهم.

وفي المرة الثانية يُسلِّط الله عليهم من يدمِّر مملكتهم، ثم يطردُهم من فلسطين كلِّها، ويشرِّدُهم في الأرض، ويمزِّقهم فيها.

وتحدثت تلك النبوءة أيضاً عن مستقبل بني إسرائيل ومصيرهم، بعد أن يُطردوا من فلسطين، فأخبرت أنهم إن حاولوا الرجوعَ في الزمان القابل إلى هذه الأرض التي طُردوا منها فسوف يسلِّط الله عليهم من يُذلهم من جديد، ويُخزيهم، ويطردهم مرَّة أخرى من هذه الأرض المباركة: {وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا} [الإسراء: 8].

وفي سرده لما بيَّنته تلك النبوءة - في شطرها الأول - والتي ذكرها القرآنُ الكريم أيضاً، تكلَّم المصنف على طبائع اليهود، وما انطوَت عليه أخلاقُهم من فسق، وإفسادٍ في الأرض، وسفكٍ للدم الطاهر، وارتداد عن الدين، واستكبارٍ في الأرض بغير الحق، وما سوَّلت لهم أنفسهم الخبيثةُ بأنهم شعب الله المختار، وما نالهم من عقاب الله الأليم، في تينك المرتين، وما توعَّدهم به الله تعالى حال عودتهم.

وأرجأ الأستاذ محمد علي دولة كلامه على شطر النبوءة الثاني، والمتمثِّل في وعيد الجبار جلَّ جلالُه: {وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا} إلى كتاب آخر، سيصدرُ قريباً بعون الله.

7-كلام في اليهود.

8-محاربة اللاسامية خطاب مفتوح إلى الرئيس الأمريكي جورج بوش.

9-وإن عدتم عدنا.

محمد علي الدولة، ونصف قرن من نشر الكتب والدعوة إلى الله

كتب الأستاذ أحمد العلاونة مقالة نشرها في رابطة أدباء الشام :

(( دخل عالم النشر من باب العلم ونشر الدعوة، وكان كتاب (حياة الصحابة) لمحمد بن يوسف الكاندهلوي باكورة مطبوعات داره (دار القلم) التي أنشأها عام 1387هـ/1967، نشره أجزاء صغاراً، ثم جمعها في ثلاثة مجلدات، فبارك الله له في داره.

عرفت اسمه عندما قرأت الجزء الأول من  "ذكريات علي الطنطاوي" رحمه الله عام 1405هـ/1985م، حين كتبه عنه في ص 6:" والشكر موصول للأستاذ محمد علي دولة، الذي آثر العمل في نشر الكتب على التعليم الذي كان من أهله، وكان موفقاً فيه، لما يجد في النشر من نفع الناس ورجاء ثواب الله. فهو الذي وقف على طبع الكتاب، ووضع فيه ذوقه وفنّه وخبرته وتجربته".

اشتريت طائفة من منشورات داره قبل أن أعرفه، وكان يعجبني فيها رصانة موضوعاتها،  وحسن اختيار العناوين، وجمال إخراجها، ورخص ثمنها.

 من هذه التوطئة المقتضبة، تظهر منزلة أستاذنا محمد علي دولة (أبو سليم) فهو من بقية المدرسة الجادة في خدمة الكتاب من أجل العلم ونشره، وطلب ثواب الأجر من الله سبحانه وتعالى، في حين نشطت دور نشر كثيرة جداً هدفت إلى تحقيق الكسب وحده.

منَّ الله علي بمعرفة أبي سليم من سبعة عشر عاماً، ولقيته مراراً في عمان وجدة ودمشق والكسوة (مسقط رأسه) وأكرمني بنشر خمسة كتب لي. وجدت فيه العالم التقي الورع، والمؤلف الجاد، والداعية إلى الله على بصيرة، لم أسمع منه كلمة مسيئة أو نابية في حقِّ مَن يخالفهم بالفكرة والنهج أو السلوك، بل كان يدعو له ويقول: الله يصلحه، الله يهديه، حتى الذين تخرجوا من مدرسة دار القلم، وتنكّروا له.

سمعته مرة يذكر أحد الناشرين البيروتيين الذي تخرج في دار القلم وفتح دار نشر معروفة، وقال: علّمناه المهنة، ثم سبّنا وشتمنا، الله يصلحه.

كان لما يأتي إلى عمان وأرافقه في زيارته للعلماء ، ولبعض مؤلفي دار القلم، نأنس بالجلوس مع العلماء، ويعطي المؤلفين حقوقهم من غير أن يطلبوها، حفاظاً على كرامتهم وكرامة العلم الذي يحملونه.

كنت معه مرة في زيارة للشيخ محمد الأشقر رحمه الله، الذي نشر له كتاباً في الفقه الحنبلي، وأعطاه حقوقه، وقال له: ما أعطيك إياه هو على طبع 2000 نسخة، وربما وقع لبس مع المطبعة فطبعت 3000 نسخة، وسأنظر في كمية الورق التي اشتريناها التي ستحدد العدد الصحيح، فإذا طبعنا 3000 حاسبتك على الزيادة. فأين تجد هذه الأمانة هذه بين الناشرين؟ إلا مَن رحم ربك، وقليلٌ ما هم.

وهو يحافظ أن لا يكون في مطبوعاته إساءة لأحد - ولو بحق- كتب الأستاذ صبحي البصَّام رحمه الله مقدمة لكتابي (إبراهيم السامرائي) عرَّض فيها لأحدهم سرق الجزء الأول من كتابي( ذيل الأعلام) فاعتذر عن نشر تعريضه، وقال لي: لا ننشر مثل هذا الكلام في مطبوعاتنا، واحترمت رأيه، فنشر التقديم دون التعريض.

وأبو سليم رجل مروءة أيضاً، مات في عمان أحد العلماء الذين طبع لهم، وترك وراءه أولاداً صغاراً، فكان يتعهدهم مرة كل سنة بمبلغ ذي قيمة بالسر ويُخفي، لم يعرف ذلك أحد إلا أنا وابنه عماد الذي كان يسلّم المبلغ لزوجة العالِم.

وهو كريم مع مؤلفي دار القلم، ويهتم بهم، ويُولِم لهم إذا زاروه في جدة أو دمشق أو الكسوة، ويهدي مطبوعاته لمن يزوره أو يزورونه. وقد ورث عنه أولاده كل الصفات الحميدة التي ذكرناها ..)) رابطة أدباء الشام - وسوم: العدد 647.

هموم عالم النشر

قال الأستاذ محمد علي دولة في إحدى مشاركاته في إثثنينية الشيخ عبد المقصود خوجة : 

1- هذه الصنعة (صنعة النشر) هي في الأساس صنعة العلماء وطلاب العلم ولقد دخلها في هذا الزمان أميون لا يجيدون قراءةً ولا كتابة، وكل ما يعرفون تصنيع الكتاب وبيعه بصرف النظر عما يحصل في داخله من أخطاء وعيوب ومخازٍ. لقد سألت أحدهم عما يطبع فقال لي: إنه يطبع رواية أدبية كبيرةً للشيخ ابن كثير اسمها البداية والنهاية، وما درى الجاهل أن هذا الكتاب هو سرٌ عظيم في قصص الأنبياء، والسيرة النبوية والتاريخ الإسلامي لبضعة قرون.

2- تتعرض هذه الصنعة للقرصنة والسرقات الظاهرة والخفية، ولطالما طبع المزوّرون كتب غيرهم وباعوها وربحوا بها، وليس لهم فيها أي جهد، وطالما صفَّ المزوّر كتباً محققة مخدومة صنعاً جديداً ونسبوها لهم بعد اقتناص جهود الآخرين.

 أعرف محققاً فاضلاً أمضى أكثر من عشرين سنة في تحقيق كتاب كبير في علوم القرآن، وجاء المزور فصنَّعه كما هو، وترك أخطاء المحقق كما هي، ونسبه له ولداره.

3- هذه الصنعة يتيمة تعاني ما يعاني اليتامى من الأوصياء الظَلمَة، فلا تجد سنداً لهم من كبير، ولا يرعاها ذو منصب خطير، ولا يتواصى أصحاب القرار بحمايتها بَلْه مساعدتها وتقديم العون لها!! أيها السادة: لقد بثثتكم بعض هموم صنعة النشر لنلقى المواساة والعون من أهل الثقافة والعلم، وليعرفوا مقدار ما نعاني نحن الناشرين. 

وفاته :

وافاه الأجل المحتوم في منزله بالكسوة  19 ربيع الآخر عام 1437ه / الموافق 29 يناير 2016م رحمه الله تعالى.

 

-2 –

أصداء الرحيل :

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينعي الشيخ الدمشقي الجليل "محمد علي دولة" :

(( ينعي الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إلى أهالي الشام والأمة الإسلامية الشيخ والمربي الجليل الداعية الأستاذ "محمد علي دولة" صاحب دار القلم بدمشق، الذي وافته المنية في مدينة "الكسوة" قبل فجر الجمعة الموافق 29 يناير 2016م .

أسس الشيخ محمد علي دولة -رحمه الله- دار القلم في أوائل التسعينيات من القرن الرابع عشر الهجري، وأصبحت منارة علمية مشعة، وعنوانا مضيئا في عالم النشر الملتزم، والطباعة الأنيقة، والكتب المختارة النافعة، والمؤلفين المشاهير الفضلاء.

وندعو له بالرحمة والمغفرة، ولأهله ومحبيه وتلامذته بالصبر والسلوان، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

الأمين العام                                 رئيس الاتحاد

أ. د. علي القره داغي                 أ. د. يوسف القرضاوي

تعزية رابطة العلماء السوريين، كتبها المشرف على الموقع : مجد مكي :

(( وفاة أخ كبير وناشر متقن وداعية واعٍ الأستاذ محمد علي دولة صاحب دار القلم بدمشق.

تتقدَّم رابطة العلماء السوريين بعزائها بوفاة العالم المربي الداعية الحكيم والناشر الأصيل  محمد علي دولة  الذي وافته المنية بمدينة الكسوة قبل فجر هذا اليوم الجمعة 29/01/2016م – 19/04/1437هـ، توفي رحمه الله عن عمر يناهز 77 عاماً، أمضاها في التعليم والدعوة إلى الله تعالى، ونشر الكتاب الإسلامي، رحمه الله، وغفر له، وجمعنا به في مستقر رحمته ودار كرامته، أسس دار القلم في أوائل التسعينيات من القرن الرابع الهجري، وأصبحت منارة علمية مشعة وعنواناً مضيئاً في عالم النشر الملتزم والطباعة الأنيقة والكتب المختارة النافعة، والمؤلفين المشاهير الفضلاء، رحمه الله تعالى وتقبله في عباده الصالحين)).

رابطة أدباء  الشام:

(( عظّم الله أجركم، وجعل الحبيب أبا سليم في مستقر رحمة الرحمن الرحيم.. ثواب ما قدَّم لدينه وأمته وللغة والقرآن العظيم من خدمات تفتح له أبواب الجنان بفضل الله ورضوانه، أرجو أن يكون مثواه الفردوس الأعلى.

عمك المفجوع بهذا المصاب عبد الله الطنطاوي)). 

تعزية دار الفكر بالزميل الأستاذ محمد علي دولة رحمه الله

كتب الأستاذ محمد عدنان سالم المشرف على دار الفكر يقول معزياً :

(( دار الفكر.. وقد آلمها افتقاد الزميل الأستاذ محمد علي دولة، أحد كبار الناشرين في الوطن العربي؛ لتسأل الله تعالى له المغفرة والرضوان، وحسن الجزاء لأعماله الخيّرة ومبادراته المتميزة في مجال الثقافة الإسلامية والعلم النافع. وأن يكتبه عنده من المقبولين.

كما تُقدم مخلص تعازيَها لأهله وأصدقائه ومحبيه وقرّاء دار القلم، وتتبهل إلى المولى عز وجل أن يعوضهم عنه من يسدّ مسدّه في الإخلاص والنفع إنه سميع مجيب.

إنا لله وإنا إليه راجعون

ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم )) .

وكتب الدكتور عبد الكريم بكار على صفحته يقول : 

(توفي فجر اليوم في غوطة دمشق الصديق العزيز والناشر العريق الأستاذ محمد علي دولة مؤسس دار القلم. اللهم تقبله في الصالحين وعزائي لأسرته الكريمة ومحبيه. دعواتكم له فقد قدم لهذه الأمة الكثير).

وكتب ولده البار سيد محمد علي دولة يقول بمناسبة :

(( ذكرى مرور عام كامل على وفاة والدي العزيز الأستاذ ..." محمد علي دولة 

رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته .

" يميناً لو أني ملكتُ الخَيارْ .. فديتُكَ روحي بما أفتدي "

الشاعر العراقي الدكتور ..زاهد محمد زهدي .. رحمه الله تعالى ..)) .

 

-3- 

كلمات في رثائه

كتب فضيلة الشيخ الداعية حسن قاطرجي مقالاً رثى فيه الأستاذ الداعية  الناشر والمؤلف محمد علي دولة رحمه الله ، بعنوان: محمد علي دولة وجاذبية الداعية، ونشرها في موقع جمعية الاتحاد الإسلامي ، وهذا رابطها: 

http://www.itihad.org/?q=node/4520

والمقالة نشرت قبل في العدد 212 من مجلة إشراقات التي تصدرها جمعية الاتحاد الإسلامي.

وكتب الشيخ المحقق مجد مكي يقول :  

(( وفاة أخ كبير وناشر متقن وداعية واع الأستاذ محمد علي دولة صاحب دار القلم بدمشق 

أعزي نفسي وأبناء الفقيد الغالي، وأعزي بلاد الشام وأهالي مدينة الكسوة بوفاة العالم المربي الداعية الحكيم، والناشر اﻷصيل ( الأستاذ محمد علي دولة)

الذي وافته المنية بمدينة الكسوة قبل فجر هذا اليوم الجمعة:19/4/1437

توفي رحمه الله عن عمر يناهز(77)عاما؛ أمضاها في التعليم والدعوة إلى الله تعالى ونشر الكتاب اﻹسلامي.

رحمه الله تعالى، وغفر له، وجمعنا به في مستقر رحمته، ودار كرامته.

أسَّس دار القلم في أوائل التسعينيات من القرن الرابع عشر الهجري، وأصبحت منارة علمية مشعَّة، وعنوانا مضيئا في عالم النشر الملتزم، والطباعة الأنيقة، والكتب المختارة النافعة، والمؤلفين المشاهير الفضلاء .

أكتب هذه الكلمات في طريقي للعمرة، وأنا قريب من بيته بجدة الذي لي فيه ذكرياتٌ لا تمَّحي، وأدعو للفقيد الغالي بالمغفرة والرحمة والرضوان .

وكتب  الأستاذ الشيخ مجد مكي كلمات أخرى على صفحته في ذكرى مرور عام على وفاته . وهذه روابط كلماته: https://www.facebook.com/majd.makki/posts/1225345094208844?pnref=story

ورابط آخر:

https://www.facebook.com/majd.makki/posts/1226434774099876?pnref=story

 

وكتب الأخ الدكتور الشيخ محمد بشير حداد مقالة وافية نشرها على صفحته الفيسبوكية . هذا رابطها:

https://www.facebook.com/dr.m.b.haddad/posts/1027584230638606

 وكتب الأستاذ الفاضل محمد عطاء الجذبة ( أبو العلاء الحلبي ) مقالة رائعة ضافية، تحدث فيها عن حياة الراحل ورسالته العلمية والدعوية ، نشرها في موقع رابطة العلماء السوريين،  بعنوان: محمد علي دولة رحمه الله :نجم طوى الموت شراعه... لكنّ مراكبه ستبقى منارات في بحار المعرفة – 

 وهذا رابطها في موقع رابطة العلماء السوريين : 

http://www.islamsyria.com/portal/cvs/show/665

وكتب تلميذه الوفي الأستاذ المحقق عبد الستار الشيخ مقالة وافية في موقع رابطة أدباء الشام ورابطة العلماء السوريين بعنوان: نجم تألق ثم رحل، محمد علي دولة في ذمة الله.

وهذا رابط هذه المقالة في موقع الرابطة : 

http://www.islamsyria.com/portal/cvs/show/661

 

وفي الختام أقول :

- وماذا عساي أن أقول في ذكرى رحيلك أيها الأخ الغالي!! 

لقد كنت مثاﻻً للتواضع نبيل الأخلاق طيب القلب لطيف المعشر قضيت سحابة عمرك في الدعوة إلى الله تعالى ونشر العلم والثقافة والعلوم الإنسانية والاجتماعية والإسلامية، ولقد تواصلت مع شيخنا الراحل عام 2006م وقلت له: إنني أعطيت الأخ عماد وعبد الجبار نسخة من أعلام الحركة الإسلامية، وسوف أحضر نسخة لتطلع عليها في جدة فرفض وحذرني – رحمه الله – وقال: أخشى أن يوقفك الأمن ومعك هذه الكتب، وهكذا كان، وكأنَّ الله ألهم الشيخ بالحق فما كان من الأمن في الأردن إلا أن يسأل، ويحقق ويحجز لمدة وجيزة، ثم انطلقت القافلة وبعد العمرة عاد الأمن مرة أخرى يسأل ويستجوب، ولكن الله لطف، وسلم، ولله الحمد والمنة.  

ونرجو من أولاد الشيخ أن يهتموا بعلمه ومقالاته ويجمعوها، ويطبعوا الأعمال الكاملة للداعية، وألا يفرطوا في تلك السمعة الطيبة التي تركها الوالد الكريم، وأن يكثروا من الصدقة عن روحه، وأرجو من أحبابه وإخوانه أن يسلطوا الأضواء على تلك الشخصية الفذة، وأن يعطوها حقها من الترجمة والكتابة والتعريف    .

اللهم لا تحرمنا أجره، ولا تفتنا بعده، واغفر لنا وله يا أرحم الراحمين .

 

مراجع  الترجمة :

1- معجم المؤلفين السوريين : 198 .

2- مجلة الفيصل : 257/ 9 .

3-صفحة الشيخ مجد مكي على الفيسبوك .

4-صفحة الأستاذ سيد محمد علي دولة على الفيسبوك .

5-موقع رابطة أدباء الشام .

6-موقع رابطة العلماء السوريين الذي يشرف عليه الشيخ مجد مكي.

7- مقالة الشيخ حسن قاطرجي نشرت في العدد 212 من مجلة" إشراقات" التي تصدرها جمعية الاتحاد الإسلامي، وهي موجودة على صفحة الشيخ حسن قاطرجي على الفيسبوك .

8- موقع دار الفكر بدمشق .

9-موقع الإثنينية .

10- مقالة د. محمد بشير حداد – على صفحته الفيسبوكية .