عبد القادر قويدر العربيلي - قارئ جامع
عبد القادر قويدر العربيلي

قارئ جامع، فقيه شافعي

1318ـ1369هـ=1900ـ1949م.

إعداد:مجد مكي

اسمه ونسبه:

عبد القادر بن أحمد سليم قويدر الشافعي، الشهير بالعربيلي، والمعروف بالشيخ عبده صمادية.

ولادته ونشأته:

ولد في قرية عربيل قرب دمشق سنة 1318هـ ، توفي أبوه ولما يبلغ السادسة من عمره، فكفلته والدته، وكانت هي وأخته الكبرى تعلمان بنات القرية، فحفظ عليهما القرآن الكريم على صغره، وكان يقول: " لا أعلم متى حفظت" . ثمَّ دخل المدرسة ، فتلقى مبادئ العلوم. كما أخذ عن خاله الشيخ محمد عبده الحربي.

تلقيه علم القراءات في دمشق:

رحل إلى دمشق، فبدأ حفظ الطيبة على الشيخ توفيق البابا في المدرسة الباذرائية سنة 1343هـ ، وقرأ عليه إلى غاية سورة البقرة. ثم أخذه الشيخ البابا بسبب سفره إلى بيروت وإقامته فيها الشيخ عبد الله المنجد(ت 1359) شيخ القراء بالستة لطيبة فأوصاه به، وكان ذلك غرة صفر سنة 1345هـ ، فبدأ عليه حفظ (الطيبة) في جامع السنجقدار، وأتمها في23جمادى الآخرة سنة1345هـ، في خمسة أشهر إلا قليلاً ، وبدأ عليه بالإفراد لقالون إعادة، بعد أن كان مفرداً على شيخه البابا من قالون لخلف عن حمزة، اعتناء من الشيخ للمترجم.

أجازه شيخه عبد الله المنجد(ت1359)، وأجازه الشيخ محمد علي الضبّاع شيخ القراء في مصر، عن طريق شيخه المنجد مكاتبة. وقد أحبه الشيخ عبد الله المنجد، ورعاه رعاية الآباء للأبناء. وقد أشار عليه الشيخ المنجد أن يقرئ الطلبة، فبدأ بالإقراء في بيته بعربيل، وكان مرجعاً لأهلها والقرى المجاورة لها في الغوطة، وبعد وفاة خاله تسلَّم الإمامة في جامع القرية مع الخطابة فيه.

الآخذون عنه علم القراءات:

ذاع صيته في المدن السورية، فقصده الطلاب من كل حدب ، ووفدوا إليه، وأخذ عنه القراءات عديدون، حصلوا على شهرة واسعة، منهم الشيخ ياسين جويجاتي(ت1384)، والشيخ محمد نجيب خياطة الحلبي، المشهور بالآلا (ت1387)، والشيخ محمد فوزي المنيِّر(ت1411)، وأجازهم. والشيخ محمد بشير الشلاح(ت1405)، والشيخ شعبان بن علي شوقي من الصالحَّة ، والشيخ حسن دمشقية البيروتي، مدرس القرآن الكريم في جمعية المقاصد الخيريَّة ببيروت، والشيخ عبد العزيز عيون السود من حمص(1399)، والشيخ حسين خطاب(ت1408)، والشيخ صافي حيدر، والشيخ سهيل بن صبيح البري، والشيخ محمد كريِّم راجح، وغيرهم كثيرون.

بلغ عدد حفظة القرآن الكريم في قرية عربيل زمنه أكثر من ثمانين، وقرأ عليه ناس، مات قبل أن يكملوا ، فتابع تلاميذه إقراءهم، منهم الشيخ إبراهيم خبيَّة، الذي قرأ على الشيخ ياسين جويجاتي ، ثم على الشيخ حسين خطاب.

أخلاقه وصفاته:

عالم عامل، دؤوب على قراءة القرآن وتحفيظه، وكان له في قرية عربيل وما حولها من القرى مكانة عظيمة واحترام فائق، يحلّ مشكلات أهلها، حتى في البيع والشراء، وكان بيته محط الأنظار، نشيطاً في الأمور الاجتماعية.

مرضه ووفاته:

مرض آخر عمره أشهراً، فأصيب بتسمم في الدم، ومع ذلك كان على نشاط، ولم يفقد وعيه أبداً، ذهب وهو مريض إلى المخبر، ليحلل دمه، وعندما رجع ليأخذ النتيجة سأله المحلل: لمن هذا التحليل؟ فلما أخبره أنه له لم يصدق، وقال له: صاحب هذا التحليل يجب أن يكون طريح الفراش ، لا يقدر على الحركة.

توفي سنة 1369هـ ، وله إحدى وخمسون سنة، ودفن في عربيل، ورثاه الشيخ حسين خطاب ، والشيخ صالح فرفور.

أولاده:حسن وطاهر ، وقرأا على والدهما .

تاريخ علماء دمشق294،289:3 بتصرف.