عبد الكريم المحمودي


وجه منير بنور العلم والإيمان من اللاذقية


الشيخ الجليل العالم العامل عبد الكريم المحمودي - رحمه الله -

تاريخ الولادة ٢٥ كانون الأول ١٩٢٩

تاريخ الوفاة 17 محرم 1429 الموافق ٢٥ كانون الثاني ٢٠٠٨

الشيخ العالم العامل الاديب الزاهد الفقيه المقرئ النسيب عبد الكريم المحمودي رحمه الله سليل عائلة علمية عريقة اشتهرت بالعلم والادب فوالده العلامة الأديب الشيخ محمد وجيه المحمودي أحد أعيان اللاذقية، وجده العلامة الكبير الولي الصالح الأديب عبد الحميد المحمودي رحمهم الله سلسلة ذهبية علمية أدبية.

ولد رحمه الله بتاريخ ٢٥ كانون الأول ١٩٢٩ م، وترعرع في بيت علم عريق تلقى فيه علومه من علماء اسرته المحمودية وجلس في حلقات علماء اللاذقية وتلقى بها شتى العلوم الدينية وبرع بها وحصل على إجازات خطية وشفهية من العلماء في الفقه والحديث والقراءة وعلم التزكية.

حصل على الشهادة الثانوية من مدرسة التجهيز ودرس بعدها سنتين في كلية المعلمين ثم أكمل دراسته في حلب، وقد حاز على شهادة في الإدارة وعين بعدها مديرا بمدرستي حسان بن ثابت وأبي تمام، وأضيف أنه عندما عملوا اختبارا للمعلمين وهم على رأس عملهم على مستوى معلمين اللاذقية كان ترتيبه الأول على معلمي اللاذقية جميعا.

 كان إماما وخطيبا ومدرسا في جامع العوينة وربى أجيالا في حلقته العلمية وخصوصا حلقة التجويد الشهيرة بين المغرب والعشاء التي لم يبق طالبا للعلم في البلدة إلا وحضرها.

 كما كان مدرسا للغة العربية والتربية الإسلامية في مدارس كثيرة. برع الشيخ الجليل بالفقه الشافعي فلقد كان من فقهاء الشافعية البارزين كما كان أديبا وشاعرا وترك ديوان شعر غير مطبوع كما حقق كتبا بالفقه والأدب وكتب رسائل فقهية وكلها غير مطبوعة.

كان رحمه الله مقصدا للسائلين في الأمور الدينية الفقهية والأمور الدنيوية يجيب على أسئلتهم ويقدم لهم النصائح والإرشادات جعل الله ذلك في ميزان حسناته.

اهتم الشيخ الجليل بمكتبته التي ورثها من أجداده والتي تحوي أمهات الكتب وأضاف إليها الكثير طيب الله ثراه.

توفي رحمه الله بتاريخ 17 محرم 1429 الموافق ٢٥ كانون الثاني عام ٢٠٠٨ ميلادية رحمه الله رحمة واسعة، وأدخله فسيح جناته، وشيع جثمانه الطاهر في جنازة مهيبة ودفن في مقبرة الشيخ ضاهر.

نظم نجله الأستاذ أحمد رامي شعرا وضع على شاهدة قبره جاء فيه:

لا تجزعن فإلى العليم

مثواك في غرف النعيم

لا تجزعن فمن العلوم

أوتيت من علم عظيم

روى العباد على الدوام

وأفاض بالخير العميم

من علم فقه أو حديث

من آي ذي الذكر الحكيم

لا تجزعن فإلى الجنان

مثواك يا عبد الكريم.

وعند ذكر فضيلة الشيخ الكريم عبد الكريم محمودي رحمه الله لابد من ذكر قرينه ومعاونه ونائبه ورفيق دربه بحلقات العلم الشيخ عبد اللطيف الجسري - رحمه الله - فلقد كانت تربط الشيخين الجليلين رابطة محبة ومودة وصداقة وأخوة.

وقال الشيخ عبد الكريم محمودي - رحمه الله - في الشيخ عبد اللطيف بعد حلقة التدريس شعرا:

عبد اللطيف لأنت خير معلم ** ومهذب فينا وخير المرشد

فإذا دعيت الى الصلاة فكلنا ** نأتم فيك فأنت شيخ المسجد

وكذا الخطابة فاخطبن ولا تخف ** أحدا سوى رب العباد الأوحد

وإذا خشيت من الشتاء برودة ** سخن وضوءك فوق نار الموقد

واقرأ كتاب الله وافهم آيه ** واعمل بآي الله تنج وتسعد

رحم الله مربي الأجيال صاحب حلقة العلم والقرآن الشهيرة الفقيه الشافعي الشاعر العلامة الشيخ عبد الكريم المحمودي، إمام وخطيب ومدرس جامع العوينة رحمة واسعة وأسكنه جنات النعيم تحت لواء سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم.

 

قدَّم المعلومات عن الشيخ الفاضل نجله السيد أحمد رامي محمودي.

كتبها ونشرها الراجي عفو مولاه الذي بنعمته تتم الصالحات.