رجال أحبهم والدي

 

رجال أحبهم والدي محمد زين العابدين جذبة – رحمه الله –: الشيخ أحمد الحارون

 

من الرجال الذين أحبهم والدي العالم الرباني الشيخ أحمد حارون – رحمه الله –

المتوفى  1382 ه – 1961 م.

 

 

العلماء الربانيون يبقى ذكرهم عطراً مهما تتوالى السنوات ، يتناقل الناس أخبارهم ، سَرْدُ أخبارهم سعادة للنفس ، رجال تركوا المناصب وزخرفها ، و الدنيا ومفاتنها ، واعتصموا بحبال مولاهم ، وزرعوا أرض دنياهم بالعبادة والأخلاق ، ونظرت عيونهم إلى خالقهم أن يتقبل عملهم و يحصدوا زراعة دنياهم سنابل البركة ، ترشدهم إلى جنان الرحمن .

من هؤلاء العلماء: الشيخ أحمد حارون – رحمه الله – اسمه انتشر في الآفاق .

العلماء الربانيون هم أنوار بلاد الشام .. هم النجوم اللامعة التي تبتعد السنوات عن حجب أنوارهم .

كيف تم لقاء والدي الشيخ محمد زين العابدين جذبة – رحمه الله – مع الشيخ أحمد حارون – رحمه الله –؟

في يوم الثلاثاء 24/ربيع الأول/1378- 7/10/1958 اتصل مع والدي أحد علماء حلب يعلمه بمقدم الشيخ الكبير أحمد حارون إلى حلب ونزوله ضيفاً عد أحد التجار.

 

 كان والدي يود رؤية الشيخ حارون والتعرف على محياه الكريم, بيد أنه شعر بحرج من هذه الزيارة لعدم معرفته الجيدة بذلك التاجر، ولطبعه الذي فطر عليه وهو البعد عن أرباب الأموال ورجال السلطة، فاعتذر بشكل لطيف مناسب سائلاً المولى الخير فيما يختاره.

 

 مضى ذلك اليوم ليسفر عن يوم جديد،  اتصل معه الوجيه عبد الرحمن المصري المتوفى سنة 1963 م (المعروف بالحاج عبدو المصري و هو من زعماء الكتلة الوطنية التي وقفت ضد الحكم الاستعماري ، وهو من أشهر وجوه حي القصيلة بحلب ) يدعوه إلى منزله لدعوة ستقام يوم الخميس 26/ربيع الأول/1378 - 9/10/1958 على شرف زيارة الشيخ أحمد حارون لحلب ودعا لها بعض علماء حلب.

 

فاستجاب للدعوة وعندما تم اللقاء بينهما عانقه الشيخ حارون قائلاً:  "اللهم صلِّ على سيدنا محمد" وتم في المجلس طرح أبحاث في علم التوحيد والعقيدة الإسلامية،  سُرَّ الشيخ حارون من تقريرات ومداخلات  والدي وازدادت المحبة بينهما وفي ختام اللقاء دعاه إلى زيارته في دمشق.

 

في يوم السبت 13/محرم/1379 - 19/7/1959 كانت زيارة والدي الشيخ زين العابدين لدمشق فذكر الشيخ حارون واستدل على بيته بحي المهاجرين بوساطة رجل صالح أعلمه أن الشيخ مريض فإن أذن لك بالدخول يكون ذلك خيراً وإلن لم يؤذن لك : فاقرأ الفاتحة أمام منزله.

 

عندما طرق الباب وأعلمهم باسمه أذن له بالدخول فرأى الشيخ قد ترك فراشه، وجلس على كرسي مسنده وقاعدته من القش فأكبر به سمو أخلاقه وعلو قدره، وازداد تواضعاً من هذا المشهد الذي يعلم الناس معاني سامية خالدة.

 

 وكان حول الشيخ رجال كان منهم السيد صالح المسالخي، والسيد محمود غراب ، والسيد محمد خير حمصي.

 

 جلس والدي بضع دقائق ثم ودع الشيخ حارون الذي أوصاه بزيارة جاره الشيخ محمد الهاشمي التلمساني الحسني، وكان هذا هو اللقاء الأخير بينهما.

رحم الله علماء المسلمين العاملين و علماء بلاد الشام ،

اللهم أمدَّ بلاد الشام بعلماء ربانيين، يناصرون الحق، ويلتزمون بشرعك ، ويتقيدون بمنهج رسولك .

إنك على ما تشاء قدير .