شيخ الدعاة في حمص الشيخ عبد الفتاح الدروبي رحمه الله تعالى -2-

(إعرفوا علماءكم ودعاتكم )

 

 كان الشيخ عبد الفتاح مولعاً بالدعوة إلى الله في القرى فكثير من الحمصيين لا يعرفونه كما يعرفون بقية المشايخ بسبب أن إقامته قليلة في حمص علماً أنها بلده فغالب أيامه في القرى معلماً ومرشداً ومصلحاً .

وكان مولعاً ببناء المساجد فيها، واسألوا أهل قرى الضنية في لبنان والبخعون والطرماز وبعصفرين ووو ...كم مسجداً كان سبباً في بنائه؟ وكم مئذنة ارتفعت بجهوده في تلك الجبال والوديان ؟ واسألوا مئات القرى من تدمر إلى لبنان .

 

كرامة متواترة للشيخ !!!

ومرة وبعد أن تم بناء مسجد قرية الضبعة قرب قصير حمص، قدر الله أن حضر الشيخ إلى القرية، وكان نجار البيتون المسلح قد فك القالب بعد صَب السقف بأيام .

 

فرح أهل القرية بوجود الشيخ يومها عندهم فأزالوا أنقاض الورشة من أرض المسجد ، ورشوها بالماء ، وفرشوا الحصْر، وقالوا فرحين: اليوم ندشن الصلاة في المسجد وبوجود الشيخ ، وبعد أن دخل الشيخ المسجد ، وكاد أن يدخل في الصلاة قال لهم: إرفعوا الحصر ومُدُّوها شمال الحرم في الهواء وخرج !!!والمنطقة هواؤها شديد جداً جداً فهي مرتفعة وباردة فما كان منهم إلا سماع كلمة شيخهم رحمه الله، ففعلوا ما طلبه، ولكن على مضض واستغراب !!

 

وأقيمت الصلاة وبينما الشيخ في أحد ركعات الصلاة والناس وراءه سقط سقف المسجد كله، ولكن ليس فيه إنسان ولو أنهم كانوا يصلون داخله لكانت كارثة كبرى ذلك أنه بوجود الشيخ يحضر كل أهل القرية للصلاة خلفه فأنهى الشيخ صلاته ولم يَصْب أحد بأذى والحمد لله فزاد حبهم واعتقادهم بصلاحه 

لا تتوقف عن القراءة فالنتيجة تعجبك !!!!

فاجعة أخرى كادت أن تقع ؟؟

وسمع أهل المنطقة بالحادثة فزاد حبهم للشيخ واعتقادهم به 

وذات يوم واليوم يوم جمعة ، وكان من عادة أهل القصير أن يفَسِّحوا أولادهم وعوائلهم بركوب السفينة في نهر العاصي حيث سرير النهر هناك صالح للملاحة، وبينما هم في السفينة، وكأن العدد كثير وفوق طاقة السفينة ، انكفأت السفينة، وكادت أن تغرق ، ومن شدة الخوف نادى الناس: يا ألله يا ألله، يالطيف يالطيف، ومنهم من قال: يا سِرّ الشيخ عبد الفتاح الدروبي أو كلمة استغاثة به بمعناها فاستوت السفينة، وسلم الله هذا العدد الكبير !!

 

درس مهم جداً في العقيدة ؟؟؟

 

وعلم الشيخ بمقالة الناس، وأن بعضهم قد استغاث به في السفينة فما كان منه إلا أن ترك القرية احتجاجاً على الاستغاثة به ولم يعد إليها ولمدة طويلة وغير طبيعية ،فعرف أهل المنطقة -وهم المولعون به -أن الشيخ غير راضٍ عن استغاثتهم به ، وأنه يعتبر هذا خللاً في العقيدة، فهو لم يُرَبِّهم على الاستغاثة أو الاستعانة بغير الله !!

ويبحث وجهاء أهل القصير عن الشيخ في كل قرية فلا يجدونه حتى عثروا عليه في إحدى القرى، فطلبوا منه العودة إليهم ومصالحتهم فقال: لا أعود وبعد رجاء ورجاء قال : أعود ولكن بشرط أن تتوبوا إلى الله من الاستغاثة بي أو بأيِّ إنسان سواء كان شيخاً أو غيره.

 وفعلاً حصل ما ابتغاه الشيخ من هذا الدرس وعاد إليهم وقد حصل على مبتغاه.

فكان درساً في العقيدة لا ينسى في المنطقة كلها ، بل عند كل من سمع بهذه الحادثة .

هذه هي سورية -فرج الله عنها -وهؤلاء هم علماؤها - أهلك الله مجرميها -وهؤلاء هم دعاتها- فرج الله عن كل شبر من أرضها-

وليعلم الجميع أن شباب حمص المجاهد هو وآباؤه وأولاده ممن تربوا -وخلال خمسين عاماً - في مدرسة هذا الرباني وأمثاله كالشيخ وصفي المسدي ، والشيخ عبد الغفّار الدروبي، والشيخ محمود جنيد ووو... رحمهم الله جميعاً، وهم كثير في حمص، وهم أكثر وأكثر في سورية الجهاد، وسورية الآلام ، بل في سورية الآمال المرجوة من الله وحده وحده وحده بنصر منه وفتح قريب ، وبإذنه وكرمه سبحانه وتعالى

الحلقة الأولى هنا