الشيخ عبد الله الناخبي - العالم المعمر المؤرخ الشاعر
الشيخ عبد الله الناخبي

العالم المعمر المؤرخ الشاعر

1317ـ1428 هـ

بقلم : محمد بن أبي بكر باذيب

اسمه ونسبه:

هو: عبد الله بن أحمد بن محسن اليافعي الناخبي، أما اليافعي فنسبة إلى قبيلة يافع الحميرية السبئية، والتي تنسب إلى يافع بن مالك، و(الناخبي) نسبة إلى وادي (ذي ناخب) الواقع بأعلى مرتفعات بلاد يافع السفلى، والذي تشرف عليه بلدة (حُمحُمَة) مسقط رأسه.

مولده ونشأته:

كان مولده في العقد الثاني من القرن الرابع عشر الهجري، وبالتحديد في مشارف عام 1317هـ، بعد وقعة تسمى(حوتة)، ونشأ في بلدته حتى ناهز البلوغ والاحتلام، ثم أخذه والده معه إلى بلدة (تَبَالة) بساحل حضرموت، الواقعة في جهة الشمال الشرقي من الشِّحر، حيث كان ـ أي والده ـ مجنَّداً في الجيش القَعِيطي اللانظامي، وكان قدوم مترجمنا إليها حدود سنة 1329هـ، في بداية عهد السلطان غالب بن عوض القعيطي، ومكثَ المترجم بتبالة نحواً من سبع أو تسع سنوات، غادر بعدها إلى المكلا وبدأ حياته العملية هناك.

ومن الجدير بالذكر أن بداية التغيير في حياة الناخبي، وميله إلى طلب العلم، وتمرسه في الأدب كان بتبالة، إذ كان والده قد دفع به إلى الشيخ العالم الصالح سالم بن مبارك الكلالي الحميري تلميذ الشيخ العارف عمر بادُبَّاه، وكان الشيخ سالم هذا من أعيان علماء الساحل، وتخرج من تحت يديه عدد من الأعلام، فكان الناخبي يلازم دروسه ولا يفارقها، بل كان يلازم الشيخ ملازمة الظل للشاخص، وبه كان تخرجه واستفادته.

استقرَّ الشيخ عبد الله في المكلا منذ عام 1340هـ تقريباً وكان يقوم بنشر العلم والتدريس في مساجد وزوايا المكلا، وانتفع به الكثيرون، ولم يزل على ذلك حتى ترقَّى بعد مدة إلى مراقب في وزارة المعارف، وكان له مع التعليم شأن كبير، يُعْلَم من ترجمته المطولة في مقدمة "ديوانه" وقد قلده السلطان صالح بن غالب القعيطي وساماً رفيعاً، ومنحه لقب (شاعر الدولة)، كما منحته بريطانيا (إبّان استعمارها للجنوب)، وسام الاستحقاق لجهوده المبذولة في خدمة التعليم.

شيوخه:

يروي الشيخ عبد الله الناخبي عن الشيخ عمر بن حمدان المحرسي، والشيخ علوي بن عبد الرحمن المشهور (وهو أعلى شيوخه سنداً)، والشيخ محمد بن عوض بافضل، والشيخ عمر بادباه، والشيخ سالم بن مبارك الكلالي، والشيخ مصطفى بن أحمد المحضار، والشيخ عبد الله بن عمر الشاطري وغيرهم.

وتدبج مع فضيلة الشيخ عبد الفتاح أبو غدة سنة 1415هـ وغيره.

مؤلفاته:

وقد صدر له عدد من المؤلفات، كُتِبَ لها القبول، وهي:

1. "رحلة إلى يافع" أو:" يافع في أدوار التاريخ"، نشر عام1410هـ 1990م، بجدة، يقع في (228) صفحة.

2. "حضرموت، فصول في التاريخ والتراجم والقبائل"، ويسمى: "شذور من مناجم الأحقاف" نشرته دار الأندلس الخضراء، وصدرت طبعته الأولى سنة 1420هـ، ثم صدرت طبعات أخرى.

3. " الكوكب اللامع فيما أُهْمِل من تاريخ يافع" صدر عن دار الأندلس الخضراء سنة 1419هـ.

4. "ديوان شاعر الدولة" نشره صاحب الترجمة على نفقته الخاصة سنة 1423هـ.

وأقام بجدة منذ عام 1392هـ، باذلاً نفسه للتعليم والإفادة، وقصده الطلاب من كل حدب وصوب لينهلوا من معين علومه ومعارفه، فقد كان ـ رحمه الله تعالى ـ متفرداً بإسنادٍ عال، وله خبرة ومفاهيم اكتسبها من خبرته الطويلة في التعليم، ومن مسيرة حياته الحافلة بالأحداث، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.

وقد زاد عدد الذين استجازوه فأجازهم على الألف، ما بين طالب علم حديث السن، وعالم شيخ بلغ السبعين من عمره. منهم القضاة والمحدثون، والأساتذة، وعددٌ من الأعيان وكبار الشخصيات من المملكة العربية السعودية، ودول الخليج واليمن وبلاد الشام: سوريا والأردن ولبنان، ومصر والمغرب والهند وباكستان... وغيرها من بلاد المسلمين.

وفاته:

توفي في جده عصر يوم الأحد في 24 جمادى الأولى 1428هـ، عن عمر جاوز فيه المائة وعشر سنوات ،ودفن بعد صلاة الفجر يوم الاثنين في 25جمادى الأولى 1428هـ، في مقبرة الفيصلية بمحضر من طلابه وأحبابه، رحمه الله تعالى وغفر له.