الشيخ عبد الحليم محمودي

 من اعلام اللاذقية واعيانها....
 وجه منير من اللاذقية
 مفتي اللاذقيه العلامه الفقيه الاديب الحسيب النسيب الشيخ عبد الحليم محمودي رحمه الله تعالى سليل اسرة علمية دينية عريقة عرفت بعلمائها وادبائها...
 والده :المفتي الأديب العلامة الفقيه الشيخ مصطفى محمودي 
جده :الفقيه الكبير والشاعر العظيم الشيخ عبد الفتاح محمودي ( أبو الحسن العطار )
 والدته : فريدة زين العابدين
 تاريخ الولادة : اللاذقية 1909 م
 تاريخ الوفاة : اللاذقية 2 تموز 1978 م
 تعليمه : درس الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدينة اللاذقية،
 ثم تابع دراسته في الجمعية الخيرية الإسلامية في طرابلس - لبنان،
 تلقى من والده الشيخ مصطفى بن عبد الفتاح محمودي اللغة العربية والعلوم الشرعية، إضافة للغته العربية كان يتقن الفرنسية والتركية إتقاناً تاماً، ولد وترعرع وسط لفيفٍ من أجداده ذوي العلم والفقه، فورث عنهم علوم الدين، وبرع في اللغة العربية عموماً، والعروض خصوصاً، وتميز بالحجة القارعة.
 نبذات ومقتطفات من حياته وسيرته
 : على الصعيد المهني
 التحق بسلك التعليم في مدرسة المأمون باللاذقية، ثم انتقل إلى مدرسة تجهيز البنين في اللاذقية ( جول جمال ) حالياً ليدرس اللغة العربية خاصة والرياضيات لطلاب المرحلة الإعدادية وللمرحلة الثانوية  استمر في مهنة التدريس حتى عام 1951 م.
 على الصعيد الديني :
 في عام 1951 تولى منصب الإفتاء لمحافظة اللاذقية عن طريق الانتخاب من قبل أرباب الشعائر الدينية للمسلمين بعد وفاة والده الشيخ مصطفى، واستمر في هذا المنصب حتى وفاته عام 1978م . بعد أن أصبح مفتياً تولى رسمياً الخطابة في جامع صوفان في اللاذقية,
 اتسم اسلوبه في الخطابة باتباع المنهج العلمي والتحليل المنطقي المدعم بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة الصحيحة السند وكذلك البراهين العلمية من مختلف مجالات العلوم الدنيوية.
إلى جانب الخطابة تولى التدريس في جامع صوفان  كان يحرص في دروسه على ربط واقع الأمة العربية والإسلامية في زمنه مع وقائع التاريخ القديم بإسلوب تحليلي دقيق ومبسط يفهمه العامة والخاصة فاستقطب جمهور الشباب والمثقفين معا.
 و كلف أيضاً برئاسة مجلس الأوقاف
 حّسن العائدات، وأصبح للأوقاف خطط مستقبلية لبناء مساجد جديدة
 و صيانة المساجد الموجودة وتحسين رواتب العاملين عليها،
 و أرسلت الأوقاف في عهده أول البعثات للدراسة في الأزهر الشريف،
 أدى مهامه بمهارة عالية متجاوزاً الضغوطات السياسية
 في مرحلة الانتداب ومرحلة ما بعد الاستقلال مباشرة
 على الصعيد الشخصي :
 كان يحب القراءة في كافة العلوم وفي كافة المواضيع.
 وأتقن الرياضيات المواكبة لعصره واستعملها في مؤلفاته الأدبية وغير الأدبية
 نظم الشعر النابع من القلب والمتفاعل مع الأحداث كلها وله عدة دواوين شعرية.
 كان يهوى الصيد في البر والبحر والسباحة والمصارعة الرومانية
 الى درجة الاحتراف في هذه الهوايات
 في حياته الشخصية تمسك بمزية التواضع
 ارتبط بصداقات عميقة مع الخاصة ومع العامة بكل الود والتآخي استمرت حتى وفاته
 اتصف بالحنان وصفاء السريرة والتسامح والصبر تجلى بحسن التواد مع زوجته وأبنائه
 كان بارا بوالديه كريما جوادا مضيافا منفقا محتضنا للجميع كافلا لأيتام عائلته وغيرهم
مؤلفاته وآثاره :
 ألف عدة كتب في التاريخ واللغة العربية وعلم العروض.
 معتمداً على القرآن الكريم والحديث الشريف والسيرة النبوية في كل مؤلفاته.
 ومدعماً بالعلم وبالرياضيات أيضاً معظم مؤلفاته.
 لم يُنشر أي من مؤلفاته حتى الآن.
 و لكنها محفوظة ويتم الآن تحقيقها من أجل الطباعة والنشر .
 له العديد من القصائد والخطب والأقوال التي تهتم بقضايا الأمة
 عندما كانت سورية تحت الانتداب الفرنسي
 كان القدوة في الجرأة والوطنية لأجيال أنتجت رجالا وصلوا لأعلى المراكز والقيادات.
 و ظهر ذلك جلياً في خطب وطنية نيرانية أطلقت المظاهرات المطالبة بالجلاء.
 و كانت خطاباته الوطنية موجهة لكامل أبناء البلاد,
 و وجهاً لوجه أمام مدير المدرسة الفرنسي (لانو) آنذاك.
 و أمام مخابرات المستعمرين مباشرة.
 وفاته ومدفنه :
 وافته المنية في منزله في مدينة اللاذقية 2 تموز 1978 م  و شيعته اللاذقية بجنازة مهيبة  حيث صلي على جثمانه الطاهر في جامع صوفان  و دفن في مقبرة الشيخ ضاهر بالقرب من والده وجده
 رحمهم الله تعالى أجمعين
 نشكر الاستاذ السيد عمر حسن صاري على المعلومات الوافية عن جده لامه
 رحمه الله رحمة واسعة كان من العلماء الذين جمعوا بين الفقه والادب والاخلاق الحميدة فلقد كان فقيها شافعيا متمكنا واديبا نحويا بارعا وكان متواضعا اديبا مع الصغير والكبير وكنا نراه يتسوق في سوق الخضار واذا عرض احدنا عليه حمل الاغراض لا يقبل من تواضعه رحمه الله
 وعند وفاته رحمه الله اكتظت الناس في جامع صوفان حيث كان خطيبا ومدرسا في هذا الجامع بعد ان اعلموا له بالمأذن واجتمعت الناس لصلاة الجنازة بجامع صوفان وأم الناس الشيخ صديق ريس رحمه الله ثم دفن في مقبرة الشيخ ضاهر ولقنه عند الدفن الشيخ يحي بستنجي رحمه الله وحضر الجنازة خلق كثير وفي مقدمتهم علماء البلدة
 ونَجدُ من شعرهِ ما قرَّظَ بهِ (مولد الدر النفيس لِحضرة الرسول الأعظم) للشيخ يَحيَى البستنجِي، حيثُ نَجدُ آخرَ النسخةَ الْمطبوعةِ قولهُ:


 بِسِرِّ نَـبيِّنـا الْهَادِي مُحمَّـدْ * تَجلَّى نَظْـمُ مَـولِدِه الـمُحمَّـدْ
 فَـبُسْتَـنْجِيْنا يَحْيَـى حَـبَانا * بِسَبْـقٍ فِـيْـهِ باركـهُ مُحمَّـدْ


 ونذكر ايضا دروسه الرمضانيه التي كان يلقيها بعد صلاة العصر من كل يوم وما بها من ارشادات فقهيه ومواعظ وحكم وفوائد كانت العوام بحاجة ماسة لها 
والجميل بهذه الدروس ما كنا نشاهده من احترام ومحبة واخوة واخلاص بين الشيخين الجليلين الشيخ عبد الحليم والشيخ يحي بستنجي الذي كان يجلس كعادته جلوس المتواضع عند المحراب مستمعا للدرس ايضا وكيف كان يتوجه اليه الشيخ عبد الحليم كلما ذكر معلومة او اية او حديث كدليل لقوله يتجه للشيخ يحي سائلا بكل احترام اليس كذلك يا شيخ يحي ويرد الشيخ يحي نعم يا سيد عبد الحليم هذا صحيح وكان الشيخ يحي يحرص على ندائه بالسيد عبد الحليم والسبب السيد او الشريف كلمة تطلق على من كان منسوبا لرسول الله صلى الله عليه وسلم فالاسرة المحموديه اسرة تنتمي بنسبها الى الرسول الاعظم صلى الله عليه وسلم
 واذكر ايضا ان الشيخ كان دوما يقول ان اجمل تقريظ للمولد كتبه الشيخ عبد الحليم جزاه الله خيرا كيف لا يكون هذا والمحبة بينهما كانت قائمة على محبة الله ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم وكلاهما منحدريين من اسرتيين عريقتين بالعلم والادب والمعرفه رحمهما الله رحمة واسعة وجعل مسواهما الجنة
 احب ان اقص شيئا شهدته بنفسي عند وفاة المفتي الشبخ عبد الحليم رحمه الله وبعد ان اعلموا له بالمآذن احتشدت الناس امام بيته وامام جامع صوفان حيث كان مدرسا وخطيبا وكان بمقدمتهم علماء البلدة واذكر منهم الشيخ سليمان حكيم رحمه الله الذي كان يبكي بكاءا شديدا.. اقترح الشيخ يحي بستنجي رحمه الله ان تقام صلاة الجنازة بحرم جامع صوفان لان فسحة الجامع صغيرة ولا تسع للناس الكثيرة المحتشدة وقال هذا ما فعلناه ايضا عند وفاة والده الشيخ مصطفى محمودي رحمه الله حيث انهم افرغوا الحرم من السجاد ودخلت الناس وصلت صلاة الجنازة في داخل الحرم انذاك ولكن وللأسف ودون اذن من الشيخ يحي بستنجي ودون استشارته الذي كان اماما لجامع صوفان قدم احدهم الشيخ صديق ريس رحمه الله وأم الناس بسرعة بصلاة الجنازة في فسحة الجامع الخارجية ولم تتح الفرصة للجميع بالمشاركة...ولقد كنت بالجنازة مرافقا الشيخ يحي رحمه الله الذي لقنه عند الدفن وكنت الطفل الذي امسك بيد الشيخ يحي وهو يلقنه رحمهم الله اجمعين وجمعهم في عليين مع الذين امنوا وعملوا الصالحات في جنات معين......
 قصة حصلت امامي تدل على تواضع الشيخ الجم وعلى الامر بالمعروف والموعظه اينما حل واينما جلس رحمه الله
 كان يمر من ازقة حارتنا رحمه الله للذهاب الى سوق الخضار ليتبضع في كل يوم وفي احد الايام وانا جالس في احد المحلات القديمه امام الدكان قريبا من بيتنا واذا بالشيخ رحمه الله يقف امامي حاملا الشنته التي يتبضع بها وقد خزقت اطرافها واراد تصليحها في هذا المحل الذي يعمل به الكندرجي فنظرت اليه مندهشا وقمت احييه وكنت طفلا صغير السن فابتسم وقال بتواضع اين صاحب المحل قلت بالداخل يا سيدي الشيخ واتيت بكرسي القش بسرعة ليجلس عليه رحمه الله فجلس وجلست مقابله استمع لقصصه الشيقه التي رواها ولم تزل محفورة بذهني وكاءنه حدثنا بها اللبارحه كلمنا عن اهمية الصدق وقول الصدق وتجنب الكذب وقص علينا مثالا عن والده الشيخ مصطفى وهو في طريقه على الحصان الى طرابلس حيث اراد زيارة اخوه وصديقه مفتي طرابلس وكان معه تنباك لاذقاني كهدية حيث اشتهرت اللاذقيه بانواع التبغ انذاك وفي طريقه اوقفه الجمرك او الدرك وسئلوه ماذا معه فقال لهم على الفور ان معه تنباك لاذقاني مع العلم انه كان ممنوعا حمل او نقل التبغ انذاك ولكنه فضل قول الصدق من البداية للدرك قبل ان يفتشوا فشكروه على قوله الصدق وتمنوا له طريقا سالما الى طرابلس ثم كلمنا عن حسن الجوار ومعاملة الجار معاملة حسنة ولو كان كافرا واعطانا مثالا ايضا عن احد جيرانه في سكنه القديم حيث كان هذا الجار عنده دكان سمانة وكان يتعامل معه بصدق واحترام ومعاملة حسنه وبالتالي هذا الجار كان يخدم الشيخ واهل الشيخ ويمدهم بالاغراض اليوميه للثقه التي كانت بينهما على اساس احترام المجاورة وبعدها انتقل هذا السمان قريبا من سوق الخضار وظل وفيا للشيخ ولم ينسي حسن الجوار مع العلم ان هذا السمان لم يكن مسلما وانتقل فضيلته الى بيته في شارع المالكي وبقيت علاقتهما المبنيه على الثقه وحسن الجوار
 فتصوروا رحمكم الله هذا الشيخ العالم الكبير يجلس على كرسي من قش صغير ويحدث طفلا عن الصدق وحسن الجوار ويقص قصصا من الواقع ويدعمها بما امرنا الله وامرنا به الرسول صلى الله عليه وسلم من حسن الخلق 
وصدقا لم ازل اذكر نبرات صوته رحمه الله وطريقته الشيقه 
رحمه الله رحمة واسعة


نشرت 2015 وأعيد تنسيقها ونشرها 15/10/2020