الشيخ المقرئ محمد نبهان مصري رحمه الله تعالى .

 

اسمه ونسبه :

هو الشيخ محمد نبهان بن حسين بن محمد بن أحمد بن عمر مصري قجو.

 

ومصري، نسبة إلى جده السادس الذي قدم من مصر (الفيوم)، واستوطن في مدينة حماة.

 

وكان والده مزارعاً كبيراً يزرع القطن في مساحات شاسعة شمالي شرق سورية، وهو الذي حرص على تعليم الشيخ العلم الشرعي ولاسيما القرآن الكريم والقراءات.

 

مولده ونشأته :

ولد الشيخ في حماة في سوريا في(25 / 02 / 1363هـ)، الخامس والعشرين من شهر صفر، عام ثلاثة وستين وثلاثمائة وألف من الهجرة.

 

الموافق (20 / 03 / 1944م )، عشرين من شهر مارس آذار عام أربعة وأربعين وتسعمائة وألف من الميلاد.

 

وللشيخ رحمه الله قصة طريفة تتعلق بنشأته في صغره، فعندما أراد والده أن يعلمه القرآن، كان نفوره من ذلك نفوراً شديداً، لأنه كان يعتقد أن القرآن إنما يقرأ في المآتم وعلى القبور في أيام الأعياد فقط، وأن من يتعلم القرآن فإن تلك هي وظيفته، حتى وصل به الأمر أنه فكر في الانتحار للتخلص من ضغط والده عليه، ولكن منّ الله عليه بالفهم الصحيح لحقيقة القرآن وفضل تعلمه وتعليمه.

 

يقول الشيخ رحمه الله وهو يحكي عن نفسه هذه القصة: (كان والدي يجبرني على حفظ القرآن، وكنت أرفض بسبب اعتقادي أن من يحفظ القرآن يجب أن تكون مهنته اتباع الجنائز، لأني عشت في محيط جميع حفاظه يتبعون الجنائز حتى يعيشوا هم وأولادهم على ذلك، ومـن هذا الباب كنت أرفض حفظ القرآن حتى لا تكون هذه المهنة مهنتي، ولكن والدي وعدني بأن لا يجعلني أمتهن هذه المهنة، ولما أصررت على رفضي قاطعني والدي وأرسل إلي مع والدتي بأنه لن يكلمني إلا إذا أردت حفظ القرآن، فرضخت لطلبه وأتاني بشيخ إلى البيت يقرأني القرآن، ثم شيخ آخر، ثم الشيخ محمد الزول ومن بعده الشيخ محمد القواص، ورأيت في الشيخ محمد القواص ما يشجعني باعتباره كان أبياً عفيفاً عزيزاً، وكانوا إذا أرادوه للقراءة أخذوه وأعادوه بسيارتهم، فأحسست بعزة حملة القرآن).

 

حياته العلمية :

التحق الشيخ منذ صغره بالمدارس النظامية، فاجتاز المرحلة الابتدائية والإعدادية، ثم شاء الله وكف بصره وهو في السابعة عشرة من عمره، ثم حفظ القرآن الكريم وهو كفيف البصر، ثم التحق بمعهد دار الحفاظ والدراسات القرآنية في حماة، فحفظ المقدمة الجزرية، والشاطبية، والدرة، ثم تلقى القراءات العشر من طريقي الشاطبية والدرة، ثم تخرج من المعهد المذكور.

 

وبعدما تخرج من المعهد عين مدرساً ونائباً للمدير في المعهد المذكور.

ودرس كذلك الفقه الحنفي، والشافعي، والنحو والعربية والفرائض وغيرها من العلوم.

 

ثم ارتحل إلى الديار المقدسة واستقر في مكة المكرمة، وكان ذلك في عام 1401هـ إحدى وأربعمائة وألف من الهجرة، الموافق 1981م إحدى وثمانين وتسعمائة وألف من الميلاد، وما أن استقر بمكة المكرمة حتى عين مدرساً للقرآن والقراءات في جامعة أم القرى.

 

والشيخ يقوم بتدريس القرآن الكريم والقراءات والعلوم الشرعية والعربية في الجامعة وخارجها.

 

برنامجه اليومي :

أولاً/ بالنسبة لأيام الإجازة:

يستقبل القراء من بعد صلاة الفجر إلى أذان الظهر - ومن بعد صلاة العصر إلى ما بعد صلاة العشاء.

ثانياً/ في غير أيام الإجازة:

من بعد صلاة الفجر حتى قبيل الثامنة من السبت وحتى الأربعاء، يستقبل القراء.

 

ثم يذهب إلى الجامعة.

في أوقات فراغه في أيام العمل حيث كان يتحينها، يذهب إلى جمعية تحفيظ القرآن الكريم، والثانوية الأولى للبنات.

 

التدريس في (حلقة الشاطبي للقراءآت العشر) في جامع الأميرة فهيدة بالعزيزية الجنوبية وذلك في أيام السبت و الإثنين والأربعاء.

يوم الخميس: من الثامنة حتى ما بعد العشاء تكون الحلقات منعقدة في بيته حتى بعد رجوعه من مسجد الدكتور عبد الودود يجد من ينتظرنه في البيت.

يوم الجمعة: يتخلله دروس للبعض حيث يخصصه لبعض القراء ممن لم يتمكنوا من الحضور خلال الأسبوع.

 

تلاميذه:

لقد تتلمذ على الشيخ خلق كثير نذكر من أبرزهم ممن قرؤوا عليه القراءات العشر:

محمد محمود حوى.

حسن عبد الحميد عبد الكريم بخاري.

زكريا بلال أحمد منيار.

عادل الكلباني، الإمام المعروف بمدينة الرياض، قرأ عليه القرآن الكريم بقراءة الإمام عاصم بروايته شعبه وحفص.

سعيد باحبيل، قرأ عليه ختمة برواية حفص عن عاصم، وختمه أخرى برواية شعبة عن عاصم، وقرأ عليه منظومة الشاطبية في القراءات السبع، مع شرح وتوضيح

المترجم، ثم قرأ القراءات السبع بمضمونها.

بلال غلام بخش، قرأ عليه القرآن بقراءة الإمام عاصم بروايتيه.

أمامة بنت محمد أورفلي، قرأت عليه القراءات السبع من الشاطبية.

مها بنت سلامة سيد علي، أجيزت في المذكرة وقرأت بقراءة عاصم، وأجيزت في القراءات السبع من الشاطبية.

إلهام بنت محمد سعيد دلال، أجيزت في المذكرة وقرأت بقراءة عاصم، وأجيزت في القراءات السبع من الشاطبية.

ليلى بنت عبدالرحمن بامشعب العمودي ، أجيزت في المذكرة وقرأت بقراءة عاصم، وأجيزت في القراءات السبع من الشاطبية.

 

عبير بنت أبو بكر الخطيب، أجيزت في المذكرة وقرأت بقراءة عاصم.

 

سلامة بنت أحمد جبران، قرأت عليه ختمة برواية حفص عن عاصم، وختمة أخرى بقراءة الإمام بن كثير بروايتيه، وختمة ثالثة بالقراءات السبع من الشاطبية.

 

وفاته  :

توفي رحمه الله تعالى عصر يوم الجمعة الموافق 9/9/1436 وصلي عليه بالمسجد الحرام عقب صلاة العشاء ودفن بمقابر العدل بمكة المكرمة ، رحمه الله تعالى رحمة الأبرار .