الشيخ محمد صالح الفرفور - مؤسس معهد الفتح الاسلامي

العلامـة المربـي الكبيـر

الشيـخ محمـد صالـح الفرفـور

(1318-1407)
مؤسس جمعية الفتح الإسلامي ونهضتها العلمية

حررها واختصرها: مجد مكي

اسمه ونسبه:

العلامة المربي الكبير الشيخ محمد صالح بن عبد الله بن محمد صالح الفرفوري الدمشقي الحنفي، من ذرية بني فرفور - بضم الفاءين - الذين كثر فيهم العلماء والأدباء والقضاة والمفتون في القرن الثامن فما بعده.

ولادته ونشأته:

ولد بدمشق سنة ( 1318) هـ الموافق (1901)م ونشأ بين أبوين صالحين، دفعه والده في سِنَّ السادسة إلى المكتب ليتعلم فيه القرآن والقراءة والكتابة والحساب،وكان شيخه في المكتب هو الشيخ أنيس الطالوي (ت1327)، ثم أدخله المدرسة الكامليَّة،فدخلها وهو ابن ثمانية سنين بتاريخ 14شوال 1328، وتخرج في المدرسة سنة 1335 بدرجة علي أعلا.

عمله وكسبه الدنيوي:

توفي والد الشيخ صالح، السيد عبد الله(ت1336) وترك ذريَّةً تحتاج إلى مَنْ يعولها ويقوم عليها، فاضطر الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ إلى الاكتساب لئلا يمد يده إلى أحد، فعمل بصنعة النجارة في سوق القباقبية الملاصق لدار المسجد الأموي.

وقد تحدَّث صديقه الأستاذ الكبير علي الطنطاوي عن عمله هذا، فقال في" الذكريات" 2/182:" وكان نجاراً بارعاً، يأكل من كسب يده مالاً حلالاً، كما كان شأن كبار الصحابة، وكبار العلماء، وكان يغدو إلى درس الشيخ هاشم الخطيب في المسجد، ثم يؤمُّ دكانه في السوق، يُحْسن عمله، وينصح من يعامله، ويقنع بالقليل من الحلال، لم يكن غشاشاً ولا طماعاً ولا مدَّعياً في صناعته".

صفاته الخِلْقيَّة والخُلقيَّة:

1ـ صفاته الخِلْقيَّة:

كان الشيخ ربعة من القوم، إلى الطول أقرب، تغلب عليه السمرة، واسع العينين، وفي وجهه سيماء المهابة ونور الصالحين. اعتمَّ في شبابه بالعمة الصفراء، وارتدى الجبة والقنباز، ثم لبس العمة البيضاء على الطربوش الأحمر قبيل سن الأربعين والتزمها طوال عمره.

2ـ صفاته الخُلقية:

كانت أخلاق الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ أخلاق الكُمَّل من الرجال، فقد كان يحب معالي الأمور،ويكره سفسافها، حكيماً يضع الأمور في مواضعها، يتواضع من غير مذلة، عزيز النفس من غير كبرياء، يصدع بكلمة الحق ولا يخشى فيها أحداً، يغضب لله ولا يغضب لنفسه، كل ذلك مع الحكمة وحسن التصرُّف وبُعد النظر.

وكان ـ رحمه الله تعالى ـ لين الجانب، كثير الإحسان والتودد إلى الناس، لاسيما تلامذته، يحنو عليهم ويهش لهم، حتى يحسب كلُّ طالب منهم أنه أحب إليه من غيره، فإذا ما وجّه لأحدهم تأنيباً أو تأديباً فإنما يكون ذلك في سبيل تربيته، ومع ذلك فإنه سرعان ما يسترضيه، فيشعر الطالب بذلك أنه بين يدي أب رؤوف حنون.

ومن أخلاقه ـ رحمه الله تعالى ـ: أنه كان كريم النفس، سخي اليد، كثير الإنفاق في سبيل الله، في شتى أبواب الخير، لاسيما إطعام الطعام، فكرمه في هذا الباب من أشهر شيء، أما إنفاقه على تلاميذه فحدِّث عن البحر ولا حرج.

ومن أخلاقه ـ رحمه الله تعالى ـ: الوفاء لجيرانه ومعارفه، ولكل من مدَّ يد العون في سبيل نهضته، والوفاء لأبناء شيوخه، فكان يقدرهم قدرهم، وينزلهم منازلهم، ويكرمهم غاية الإكرام.

ومنها: أنه كان لا يستخدم أحداً من طلابه في شؤونه الخاصة، فيشتري حوائجه، ويخدم نفسه بيده، وكان كثيراً ما يقول: ليست هذه السنة لتروى على المنابر فحسب بل لنعمل بها، حتى إنه لمّا مرض ولزم الفراش كان يتحرَّج من خدمة أبنائه له.

ومنها: أنه كان أبيَّ النفس عفيفها لا يمدُّ يده إلى أحد، ولا يذلُّ إلا للهِ، أسَّس ( جمعية الفتح) وترأسها ثلاثين سنة وما دخل عليه قرشٌ واحد من أموالها، وكان في ذلك ورعاً نزيهاً غاية النزاهة.

ومن مناقبه ـ رحمه الله تعالى ـ: الرقة والبكاء من خشية الله، والقلب الحاضر، والمراقبة الدائمة لله عزَّ وجل، والإخلاص في أقواله وأفعاله، والإكثار من الذكر والعبادة، وتلاوة القرآن، مع فكرٍ دائمٍ واهتمام بشؤون المسلمين، تغمده الله بواسع رحمته.

مزاياه وخصائصه الذاتية:

جمع الشيخُ ـ رحمه الله تعالى ـ في شخصيته أصنافاً من المكارم، كالشجاعة والإقدام، والجرأة والصبر، والعزَّة والإباء، بل كان ذلك يجري منه مَجْرى الدم في العروق، يعرف ذلك منه كل مَنْ عاشَرَهُ ولازَمَهُ.

ومن شجاعته ـ رحمه الله تعالى ـ : مشاركته في الثورة السورية ضد الفرنسيين، فقد أبلى فيها بلاءً حسناً، ونجا فيها من الموت مراتٍ عديدة.

وشارك أيضاً في المقاومة الشعبية عام1956م ضد العدوان الثلاثي على مصر مع ثلة من طلابه، حيث تدربوا على السلاح الحديث آنئذٍ، وشارك في هذا التدريب كثير من علماء دمشق.

وجمع ـ رحمه الله تعالى ـ إلى ذلك اهتمامه بممارسة الفتوة بأنواعها، كالفروسية، والرماية، والسباحة، والمصارعة، والصيد، والأخذ بالسيف، وغير ذلك، بل كان يُشَجِّع أولاده وتلاميذه على ممارستها ليبني لهم بذلك شخصيةً متكاملة، تجمع بين العلم والدين والدنيا.

يقول الأستاذ علي الطنطاوي ـ رحمه الله تعالى ـ واصفاً فتوَّة صديقه المترجم:"كان من أرباب الفتوة لاعب سيف، وكانت لعبةُ السيف والترس مما يفخر به الرجال، وكان البطل فيها يمسك بيديه سيفين وينازل خصمين، وكذلك كان هذا الصديق، وكان يحطُّ على الأرض قاعداً القرفصاء، ثم يثب من قعدته في الهواء، كما يفعل أهل القوقاز".

شيوخـه وتحصيلـه العلمـي:

قرأ رحمه الله على أجلة علماء دمشق، في مقدمتهم العلامة المحدِّث الأكبر الشيخ محمد بدر الدين الحسني (1267ـ1354)، فقد لازمه ملازمة تامَّة سنوات، قرأ عليه خلالها علوم الحديث والتفسير والفقه والأصول، والعقيدة وعلوم العربية وعلوم الفلسفة، وعلوم الفلك والميقات والرياضيات، وغيرها من العلوم الشرعيَّة والعربيَّة والعصريَّة، وانتفع به كثيراً، وقيَّد عنه كثيراً من الفوائد والإملاءات.

وقرأ على العلامة الفقيه الزاهد الشيخ صالح بن أسعد الحمصي (1285ـ1362)، وتخرَّج عليه في علوم الفقه الحنفي وأصوله والتصوف، وانتفع به وبعلومه وزهده، وكان له أكبر الأثر في حياته.
وحضر أيضاً في الفقه الحنفي على مفتي الشام الشيخ محمد عطاء الله الكسم (1260ـ1357).

وقرأ علوم الفلك والميقات على مفتي الشراكسة في مرج السلطان – شرقي دمشق - الشيخ محمد الساعاتي، وبه تخرَّج في هذه العلوم.

وقرأ القرآن الكريم على العلامة المقرئ الشيخ محمد سليم الحلواني شيخ قراء دمشق(1285 ـ1363).

كما حضر دروساً مختلفة عند عدد من علماء الشام، كالشيخ محمد بن جعفر الكتاني(1274ـ1345) ، والشيخ محمد أمين سويد(1273ـ1355)، والشيخ عبد الكريم الحمزاوي (ت1346)، والشيخ محمد نجيب كيوان(1287ـ1352)، والشيخ محمد هاشم الخطيب(1304ـ1378)، والشيخ عبد الرزاق الأسطواني(1270ـ1363)، والشيخ محمود العطار(1284ـ1362)، والشيخ محمد شريف اليعقوبي (1282ـ1362)، وغيرهم.

واشتغل رحمه الله بنفسه فجدَّ واجتهد في تحصيل العلوم مطالعة وبحثاً وتحقيقاً، واعتزل الناس من أجل ذلك اقتداءً بعُزْلة شيخه البدر، فقرأ خلال عزلته الكثير من الكتب العلمية والأدبية، وحفظ من أشعار العرب الشيء الكثير.

نهضتـه العلميـة:

وبعد أن أتمَّ تحصيله على الشيوخ التفت إلى التعليم والإرشاد، فدرس أولاً في الكلية الشرعية في بيروت سنوات، ثم تركها وأسَّس في دمشق نهضة علمية، بدأت في المساجد لاسيما المسجد الأموي ومسجد فتحي في القيمرية، واستمرَّت هذه النهضة سنوات، نبغ خلالها عددٌ جـمٌّ من طلبة العلم، استطاع أن يعتمد عليهم في التأسيس لنهضة علمية كبيرة.

وفي سنة (1375) هـ=1956 م أسَّس < B>جمعية الفتح الإسلامي مع نُخبة من كبار تلاميذه، وثلة من صُلحاء التجار، ثم أسَّس معهد الفتح الإسلامي ليضمَّ طلبة العلم فيعلمهم فيه أصناف العلوم، ويفقههم في دينهم، ويربيهم على الصلاح والتقوى، وينفق عليهم من أموال الجمعية ليتفرغوا عن مشاغل الدنيا، ويصرفوا سائر أوقاتهم إلى تحصيل العلوم.

وفي سنة (1385) هـ = 1965 م أسَّس معهداً خاصاً بالإناث، ليعلمهنَّ العلوم الشرعية، وهي أول نهضة من نوعها تقام في دمشق آنئذ.

ولا زال هذا المعهد المبارك بفرعيه قائماً مستمراً بفضل الله، يخرج المئات من طلبة العلم والدعاة والداعيات.

نشاطه التعليمي:

وفي سنة(1391هـ) الموافق(1971م) افتتح الشيخ قسم التخصُّص في معهد الفتح الإسلامي، وكان هدفه منه تقوية الطلبة المتخرجين خلال ثلاث سنوات، يتخصَّص الطالب في علم من العلوم التي قرأها في المعهد، وجعله ثلاثة فروع: فرع الفقه والأصول،وفرع اللغةالعربية وعلومها، وفرع الحديث، والتفسير، وقد أثمر هذا القسم ثمراتٍ طيبةً مباركة.

وكانت للشيخ رحمه الله نشاطات أخرى في مجال التعليم والإرشاد، فعقد حلقات علمية في بيته تضم تلامذته ومعارفه ومحبيه، وعقد حلقات للتجار في حوانيتهم وبيوتهم، كما كان يتردَّد على السجون ويعقد فيها الدروس الوعظيَّة يذكر أهلها بالتوبة والإنابة، واهتم أيضاً باللاجئين الفلسطينيين، فأرسل عدداً من طلابه إلى مُخيماتهم لتعليمهم وتفقيههم، كما أرسل كثيراً من الطلاب إلى القرى والأرياف وأماكن البدو، لتعليمهم وتفقيههم وفتح المساجد المغلقة.

أهـم الكتب التي أقرأها:

أقرأ رحمه الله خلال نهضته الكثير من الكتب العلمية:


فمن كتب التفسير: أقرأ النسفي والبيضاوي والكشاف وغيرها.

ومن كتب الحديث وعلومه: الترغيب والترهيب للمنذري، ومقدمة ابن الصلاح، وتدريب الراوي للسيوطي.

ومن كتب الفقه الحنفي: مراقي الفلاح للشرنبلالي، والاختيار للموصلي، والهداية للمرغيناني، وحاشية ابن عابدين وبعض رسائله.

ومن كتب الأصول: المنار للنسفي وشروحه، والتوضيح لصدر لشريعة، والمستصفى وشفاء الغليل للغزالي، والفروق للقرافي.

ومن كتب العقيدة: شروح الجوهرة لا سيما الباجوري، وشرح بدء الأمالي لملا علي القاري، والاقتصاد في الاعتقاد للغزالي.

ومن كتب التصوف: الرسالة القشيرية، وإحياء علوم الدين للغزالي، وشروح الحكم العطائية ولا سيما شرح ابن عباد.

وأقرأ من كتب العربية: شروح الألفية لا سيما ابن عقيل والأشموني، ومغني اللبيب، وشرح قطر الندى وشذور الذهب لابن هشام.

ومن كتب البلاغـة: دلائل الإعجاز وأسرار البلاغة للجرجاني.
ومن كتب الأدب : الكامل للمبرد، والأمالي لأبي علي القالي، والمثل السائر لابن الأثير.

أشهـر تلاميـذه:

من أشهر تلاميذه الذين لازموه السادة الأعلام:

الشيخ عبد الرزاق الحلبي، والشيخ رمزي البزم ـ ت (1411)هـ، والشيخ محمد أديب الكلاس، والشيخ إبراهيم اليعقوبي ت (1406)هـ، والشيخ صبحي القيسي البغجاتي ت (1413)هـ، والشيخ شعيب الأرناؤوط، والشيخ عبد القادر الأرناؤوط ت (1426)هـ، والشيخ سهيل الزبيبي، والشيخ سعيد طناطرة، والشيخ أحمد رمضان، والشيخ نور الدين خزنه كاتبي، والشيخ موفق النشوقاتي ت(1421)هـ، والشيخ أحمد نوناني القتابي، والشيخ صبحي النمر، والشيخ عبد الفتاح البزم مفتي دمشق،وغيرهم.

ومن تلامذته: أبناؤه الأكارم، لا سيما الدكتور محمد عبد اللطيف، والدكتور حسام الدين، والدكتور ولي الدين، والسيدة فاطمة، والسيدة لطفية، وسائر أبنائه وبناته.

وظائفـه الدينيـة ونشاطاته العلمية:

تولى رحمه الله عدداً من الوظائف الدينية، أبرزها:

1 - وظيفة التدريس الديني في مساجد دمشق.

2 - وظيفة الإمامة في مسجد سنان آغا في المناخلية.

3 - وظيفة الخطابة في المسجد المذكور عام 1944، ثم انتقل منه سنة 1959 إلى مسجد السادات أقصاب.

4ـ رئاسة جمعية الفتح الإسلامي منذ تأسيسه لها سنة 1956م.

5ـ عضويته في جمعية العلماء بدمشق، ثم في رابطة العلماء، وهو من أعضائها المؤسِّسين، وقام بالتدريس في كليتها الشرعية( الثانوية الشرعية فيما بعد).

أبـرز مؤلفاتـه:

لم يلتفت الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ إلى التأليف إلا متأخِّراً، لانشغاله بتربية الطلاب، وتأسيس معهد الفتح الاسلامي. فمن أبرز تصانيفه:

1- النسائيات من الأحاديث النبوية الشريفة. طبع بدمشق عدة مرات، آخرها في دار الفرفور سنة 1418.

2 - من مشكاة النبوة شرح الأربعين النووية. طبع بدمشق سنة 1389ـ1968، ثم في دار الفرفور سنة 1418.

3 - الرسالة النافعة والحجة القاطعة في التوحيد.طبعت بدمشق في دار الفرفور سنة 1417.

4 - المحدث الأكبر وإمام العصر العلامة الزاهد الشيخ محمد بدر الدين الحسني كما عرفته. طبع بدمشق سنة 1406، ثم أعيدت طباعته 1418، في دار الفرفور.

5 - الدر المنثور على الضياء الموفور في أعيان بني فرفور. الدر المنثور للشيخ محمد جميل الشطي(ت1378).

6 - سلسلة الخلود : مجموعة مقالات أدبية وقصص تاريخية، في ثلاثة أجزاء: ( من نفحات الخلود، من نسمات الخلود، من رشحات الخلود(. طبع الكتاب بدمشق مراراً آخرها سنة 1418في دار الفرفور.

ومن أبرز تآليفه المخطوطة:

7 - الإفصاح في شرح الاقتراح للسيوطي في أصول النحو.

8 - تهذيب نور الإيضاح مع شرحه في الفقه الحنفي.

9 - شرح جوهرة التوحيد في علم العقائد.

10 - تاريخ مسجد الأقصاب ومن دفن فيه من الأصحاب.

11 - ترجمة العلامة الزاهد الشيخ عبد الحكيم الأفعاني.

12 - ديوانه الشعري واسمه " آلام وآمال ".

وغيرها من المؤلفات، وقد كتب رحمه الله مقالات في عدد من المجلات من أبرزها: مجلة التمدن الإسلامي بدمشق.

شعـره:

عُني الشيخ رحمه الله بقرض الشعر مبكراً منذ الخامسة عشر من عمره، لكنه كان آنذاك مبتدئاً في هذا الباب، فلما نمت مواهبه وصقل شعره أتلف الكثير من نظمه القديم.

اعتنى رحمه الله في شعره بأغراض عدة، من أبرزها: المديح والرثاء والحماس والإصلاح وغير ذلك، وقد جمع له ولده الدكتور عبد اللطيف أشعاره في ديوان خاص، اسمه:" آلام وآمـال " لم يطبع حتى الآن.

مـن أشهـر قصائده:

1 - قصيدة في مدح سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مطلعها :

أحيانا حبُّك يا مختار أحيانا.... وأصبح القلبُ من ذكراك نشوانا

في نيف وأربعين بيتاً، ألقاها في حفل المولد النبوي الذي أقامته جمعيته التمدن الإسلامي سنة 1354، ونشرت في مجلتها.

2- قصيدة في وصف حادثة الفيل، مطلعها:

يا راعي السود قد خابت أمانيه.... وراكب الفيل يطوي البيد في تيه
في نحو أربعين بيتاً. ألقاها في حفلة المولد النبوي، في جامع التوبة سنة 1373هـ.

3- قصيدة في وصف حال العرب والمسلمين، وما حلَّ بهم من ضعف وهوان، يدعوهم فيها إلى الجد والعمل والإخلاص، وهي بعنوان: " همات وأفعال "، مطلعها:

إنَّ الحيـاة لآلام وآمــالُ.... وناشـدُ العـزِّ لا يعـروه إهمـالُ

4- ومن شعره القصيدة التي سمَّاها (معلقة أو ملحمة)، مطلعها:

بني العرب لا تبقوا على الهون باقيا.... ولا تذروا الآمال صرعى الأمانيا

وهي تشبه سابقتها في موضوعها.

وله في الرثاء قصائد كثيرة، من أبرزها: مراثي الشيخ بدر الدين الحسني(ت1354)، والشيخ عبد القادر الخطيب(ت1351)، والشيخ نجيب كيوان(ت1352)، والشيخ محمد هاشم الخطيب(ت1378)، والشيخ عبد الرحمن الخطيب، والشيخ محمود العطار(ت1362)، والشيخ حسن حبنكة الميداني (ت1398) ، وغيرهم.

وفاتــه:

عاش الشيخ رحمه الله حياة مليئة بالجهاد في سبيل نشر العلم والفضيلة، إلى أن وافاه الأجل صبيحة يوم الثلاثاء في الخامس من المحرم سنة (1407)هـ، الموافق للتاسع من أيلول سنة ( 1986)م، وصُلِّيَ عليه في المسجد الأموي، ودفن في مدفن مسجد الشيخ أرسلان الدمشقي، في قبر قاضي القضاة ولي الدين ابن الفرفور أحد أجداد الأسرة، وأبَّنه عددٌ من علماء الشام، كالشيخ عبد الرزاق الحلبي، والشيخ محمد كريِّم راجح، غيرهما.

ورثاه شعراً كلٌّ من الشيخ صادق حبنكة، والشيخ محمد كريِّم راجح، والأستاذ أنور الكاوردي.

تغمده الله بواسع رحمته ورضوانه.

* * *

هذه الترجمة مقتبسة باختصار شديد من كتاب:

"العلامة المربي الكبير الشيخ محمد صالح الفرفوري: حياته العلمية ونهضته وآثاره"

بقلم الشيخ عمر بن موفق النشوقاتي.

الطبعة الأولى 1421ـ2000، دار الفرفور