محمد أبوالفرج الخطيب - الخطيب المؤرخ النسابة

هذه ترجمة لعالم من علماء دمشق الأخيار، المؤرخ النسَّابة ، المدرس الخطيب ، مدرس دمشق بالإفتاء، وشيخ دار الحديث النورية، خطيب جامع بني أمية، الأستاذ محمد أبو الفرج الخطيب، وقد أكرمني الله بلقائه في غرفته بدار الحديث النورية، بالعصرونية، التي أسسها وأوقفها السلطان نور الدين الشهيد، عندما كنت أدرس في كلية الشريعة بدمشق ، وأتردَّد على تلك المدرسة العريقة ، ورأيتُ فيه سَمْت العلماء الصالحين الغيورين على العلم والدين وقضايا الأمة، ولا أزال أذكر أفياء تلك المدرسة العظيمة، وآثارها الخالدة، وقد قام فضيلة الشيخ محمد أبو الفرج بكتابة درسة عن دار الحديث النورية بدمشق، وتاريخها وتراجم شيوخها، واعتنى ابنه النجيب الأخ الكريم العالم المحدث المحقق الأستاذ محمد مجير بكتاب والده وأتمه، وأعاد صياغته، وكتب في آخره ترجمة لوالده الكريم فضيلة الشيخ محمد أبو الفرج بن عبد القادر بن محمد أبو الفرج الخطيب الحسني الشافعي الدمشقي ـ رحمه الله تعالى ـ . وقد أحببنا أن نتحف قراء الموقع بهذه الترجمة بعد اختصارٍ يسير لها .

المشرف العلمي على الموقع

محمد أبو الفرج الخطيب الحَسَني


1337ـ1407

 

ولادته ونشأته ودراسته:

ولد في حي القيمريَّة بدمشق ليلة الثلاثاء 8رجب 1337، الموافق 8نيسان1919.

والدته السيدة مسرَّة بنت الشيخ صالح المنيِّر الحسني سبط الكزبري الحسني.

نشأ في بيت والده، وكان أزيز الرصاص ودوي القنابل ولهب الحرائق سنة 1925، في أثناء الثورة الكبرى من أوَّل ما تفتَّحت عليه مداركه.

ولما طعن في الرابعة عشرة من عمره سنة 1351، انتقل والده خطيب الأموي ومدير الأوقاف الإسلامية إلى رحمة مولاه.

ونشأ ـ رحمه الله تعالى ـ في رعاية أمه وأخيه الأكبر نذير.

فأتمَّ مراحل الدراسة النظاميَّة في عدة مدارس أهلية وحكوميَّة، وهو إلى جانب هذا يلازم دروس بعض علماء الأسرة، وعلى رأسهم الشيخ محمد هاشم رشيد الخطيب في دروسه الصباحية في الجامع الأموي، وابن عمه الشيخ توفيق بن حسن بن أبي الفرج في مدرسة الخياطين ودار الحديث النوريَّة، والشيخ محمد سهيل بن عبد الفتاح، كما أنه شارك في كثير من الأنشطة الكشفية والرياضية والثقافية والاجتماعية التي كان يقوم بها آل الخطيب، لما كان المجال مفتوحاً لذلك.

حضوره الحلقات العلمية في جامع بني أميه:

وفي جامع بني أمية العامر وقتها بالحلقات العلمية، جلس إلى كثير من مدرسيه، كالشيخ أحمد النويلاتي، والشيخ عبد القادر الإسكندراني الكيلاني، والشيخ عبد الوهاب الحافظ، والشيخ محمد أحمد دهمان،ـ الذي استمرَّت صلته العلمية به إلى آخر حياته ـ، وغيرهم.

كما استفاد من الشيخ عبد الحميد القابوني في التجويد والقراءة، والشيخ صالح الحمصي في اللغة والنحو الصرف.

مجالسته طبقة عالية من العلماء:

وجالس على صغر سنه طبقة عالية من العلماء الذين كانوا يزورون والده أو يزورهم، وفي مقدمتهم الشيخ المحدث الأكبر محمد بدر الدين الحسني، والقاضي الشيخ عبد المحسن الأسطواني، ومفتي الديار الشامية الشيخ عطا الله الكسم، والشيخ محمد سعيد الباني، والشيخ عبد الجليل الدرَّا، والشيخ عزيز الخاني.

إضافة إلى هذا كله كانت مطالعاته الخاصة في مكتبة والده العامرة رافداً مهماً في مسيرته العلمية.

خطيب جامع بني أميه:

ولما كان قانون توجيه الجهات معمولاً به وقتها، وُجِّهت خطابه جامع بني أمية إليه بعد وفاة والده، على أن يثبت أهليَّته عند بلوغه سنَّ الرشد وإمكان قيامه بها، وقد ناب عنه في الخطابة نائب أبيه من قبل الشيخ عبد الرحمن رشيد الخطيب.

ومنذ أن بلغ العشرين بدأ بالخطابة في مساجد متفرِّقة، وكان أكثر ذلك بالمدرسة النوريَّة الكبرى في الخياطين، فلما آنس من نفسه القدرة على الخطابة تقدَّم إلى مجلس الأوقاف العلمي يطلب فيه تحديد موعد الفحص والمقابلة، فاجتاز امتحاناً عاماً لإثبات كفاءته أمام أعضاء المجلس، وفي مقدمتهم رئيس المجلس قاضي القضاة الشيخ عبد المحسن الأسطواني، وقاضي دمشق الممتاز الشيخ عزيز الخاني، والقاضي الشرعي الفرضي الشيخ سليم الطيبي، ونقيب السادة الأشراف الشيخ محمد سعيد الحمزاوي.

وصدر قرار المجلس بإثبات أهليته وكفاءته لهذا المنصب الخطير بتاريخ 25/1/1363.

وفي يوم الجمعة 24/2/1363ألقى ـ رحمه الله تعالى ـ أول خطبة له في الجامع الأموي، وقد صادفت عودة الحجاج من موسم الحج المنصرف، فتحدَّث طويلاً عن الخط الحديدي الحجازي وأهميته.

ولما كانت خطبته الثالثة في 7 ربيع الثاني1363،كان من بين مستمعيها رئيس الجمهورية شكري القوتلي ورئيس وزرائه، وكان من جملة الأماني التي ذكرها الشيخ في خطبته إقامة جيش يتوطَّد به استقلال البلاد على أُسِّ الأخلاق القويمة والدين الصحيح.

دراسته في الجامع الأزهر:

وفي أواخر 1363توجَّه نظره ـ رحمه الله تعالى ـ إلى الجامع الأزهر محط أنظار أهل العلم في ذلك الوقت، فسافر إلى مصر واجتاز امتحان معادلة الشهادة الثانوية الأزهرية، ومن ثم التحق بكليَّة أصول الدين التي أنهى دراسته فيها، وكان في أثناء دراسته قد انتسب أيضاً إلى كلية الشريعة بالأزهر، وإلى كلية الحقوق الفرنسيَّة بالقاهرة إلا أنه لم يُكتب له إتمام دراسته في هاتين الكليتين إذ غادر مصر مُضْطراً إلى دمشق سنة 1368.

أساتذته في الأزهر:

وفي مصر عاصمة الثقافة وقتها التقى ـ رحمه الله تعالى ـ بشخصيات كثيرة، وفي مقدمتهم أساتذته في الأزهر: الشيخ عيسى منون، والشيخ أبو زيد شلبي، والشيخ صالح موسى شرف، وله منه إجازة علمية بالمعقولات، والشيخ سليمان دنيا، وغيرهم.

ومن الذين جالسهم: الإمام الأكبر شيخ الجامع الأزهر مصطفى عبد الرازق باشا، والشيخ محيي الدين عبد الحميد، والشيخ رشيد الحواصلي، والشيخ محمد الخضر حسين التونسي وغيرهم من أعلام مصر ووارديها.

وكان له لقاءات دوريَّة مع ابن عم والده صاحب الفتح والزهراء السيد محب الدين الخطيب الكاتب الإسلامي الشهير.

كما أنه اهتمَّ بتأسيس اتِّحاد للطلاب السوريين بمصر سنة1367ـ1948 مع مجموعة من زملائه وكان الأمين العام له.

أعماله العلمية والدعوية:

بعد عودته إلى دمشق لزم الخطابة في الجامع الأموي لا يبرحه، وخطب آخر خطبة له قبل وفاته بثلاثة أيام ـ رحمه الله تعالى ـ، ودرس مدة طويلة في الصفوف الإعدادية والثانوية في بعض مدارس دمشق الخاصَّة والخيرية، ومنها مدرسة التهذيب والتعليم في المدرسة المجاهدية الجوانية بسوق القلبقجية التي كان يدرس فيها ثلة من علماء آل الخطيب وعلى رأسهم العلامة الشيخ محمد هاشم رشيد الخطيب، ودرس في غيرها من الثانويات إلى جانب حلقات علميَّة شرعيَّة خاصَّة كان يعقدها ـ رحمه الله تعالى ـ في دار الحديث النورية، وفي بيته، وفي مسجد البادرائية، وفي بعض الجمعيات الأدبية والخيرية التي كانت مفتوحة للأنشطة الثقافية.

مشاركته في الجمعيات العلمية:

وفي العقد الثامن من القرن الرابع عشر الهجري، كانت دمشق تزخر بالهيئات الإسلامية والجمعيات العلمية التي كان لها أثر في توجيه المجتمع وإعلان لأحكام الإسلام في الأمور المستجدَّة والأحداث العامَّة، وكان له ـ رحمه الله تعالى ـ إسهام كبير في تلك الجمعيَّات.

فكان عضواً إدارياً في جمعية التمدن الإسلامي، ثم عضواً مؤسساً في مرحلتها الثانية.

وعضواً مؤسَّساً في جماعة أرباب الشعائر الدينية، وهو الذي وضع قانونها الأساسي ونظامها الداخلي سنة 1369، وكان أول أمين سر لها، ورأسها الشيخ حسن الشطي ـ رحمه الله تعالى ـ.

وأمين سر لجمعية العلماء ـ وكان أصغرهم سناً ـ فكان محل ثقة رئيسها الشيخ محمد كامل القصاب ـ رحمه الله تعالى ـ.

وعضواً إدارياً ثم أميناً للسر في جمعية الهداية الإسلامية.

وعضواً مؤسساً وأميناً للسرِّ في هيئة العلماء 1372.

وغيرها من الجمعيات التي لم يعمَّر بعضها أكثر من جلستين أو ثلاث.

مشاركاته في المؤتمرات الإسلامية:

وشارك في مؤتمر الهيئات الإسلامية بالقدس، والمؤتمر الإسلامي المنعقد بدمشق الذين حضرهما كبار الشخصيات الإسلامية آنذاك إلى أن ظهرت نظم ومقررات حالت دون متابعة تلك النشاطات والمساعي.

ولما افتتحت كلية الشريعة في جامعة دمشق، كان ـ رحمه الله تعالى ـ من أوائل المنتسبين إليها، ثم آثر بعد سنتين الانسحاب منها، وقد شارك في رحلتها إلى الحجاز ونجد، وأدى فريضة الحج بعد ذلك في موسم1377.

ترشُّحه للمجلس النيابي:

وفي سنة 1381ـ1961، رشَّح نفسه في الانتخابات لعضوية الجمعية التأسيسية والمجلس النيابي عن دمشق، وحاز أصواتاً كثيرة، لكن جرى ما ذكره خالد بك العظم في مذكراته، وكان قبل ذلك قد نال وسام الإخلاص من الدرجة الأولى منحه إيَّاه رئيس وزراء الجمهورية السورية 29/2/1958 قبيل قيام الوحدة.

ثم عين عام 1962 مدرساً دينياً في دائرة الفتوى العامة.

عميد الجامع الأموي:

فلما كان عام 1385=1965 تألفت هيئة استشارية عليا لجامع بني أمية، كان أحد أعضائها، ثم سمي عميداً لجامع بني أمية، وشغل هذا المنصب طيلة عام 1386، من 10/1/ 1966 وحتى 15/1/1967، ولا يعرف هذا اللقب لغيره ـ رحمه الله تعالى ـ منذ أن كان جامع بني أمية إلى اليوم، وقد أُلغي هذا المنصب بإقالته ـ رحمه الله تعالى ـ منه إثر بعض مواقفه الصَّارمة، فقد وضع مخططاً إصلاحياً شاملاً لإعادة المكانة الإسلامية المعهودة للمسجد الجامع الأموي بدمشق، ووقف في وجه حَمَلات التنقيب المُغْرضة في صحن المسجد، كما وقف بقوة في وجه من يحاولون تحويل المسجد إلى متحف أو مقصف،وله مواقف كثيرة.

وقد أقيل من منصبه في العمادة بتاريخ 15/1/1967، ثم أوقف عن الخطابة أيضاً إثر ظروف مرت آنذاك.فلما كان عام1391ـ 1971عاد إلى الخطابة.

ولما كانت الانتخابات لعضويَّة مجلس الشعب سنة 1973، رشَّح نفسه عن مدينة دمشق إذ رأى ذلك من الواجبات آنذاك، وفي عام 1396دُعي إلى المشاركة في مؤتمر الندوة العالمية للشباب الإسلامي بالرياض.

عكوفه على كتب التاريخ والتراجم:

وبعد أن انبلج فجر القرن الخامس عشر الهجري، عكف ـ رحمه الله تعالى ـ على كتب التواريخ والتراجم، فَسَرَد كتباً كاملة لا يُغادر منها حرفاً، وشرع في أخرى، واعتنى بأنساب الأِشراف وغيرهم من أسر دمشق العريقة.

مدير جمعية التمدن الإسلامية وجمعية التهذيب والتعليم:

وفي الوقت نفسه أسندت إليه أمور التمدن الإسلامي جمعيتها ومجلتها بعد مرض الأستاذ الكبير أحمد مظهر العظمة، وسفر ابن عمه الأستاذ محمد بن كمال الخطيب، فمكث ـ رحمه الله تعالى ـ مديراً للتمدن الإسلامي إلى أن تُوفي ـ رحمه الله تعالى ـ.

كذلك ترأس جمعية التهذيب والتعليم إلى وفاته ـ رحمه الله تعالى ـ.

زيارته للحرمين الشريفين:

وفي عام 1406تحرَّك فيه داعي الشوق إلى الحرمين الشريفين، فشدَّ إليهما الرحال.

ومرَّ في عودته على مصر، مصر التي سكنها في عنفوان شبابه في الأربعينيات فرآها كيف أمست في الثمانينيات!.

وعاد إلى دمشق فلم تمض أشهر حتى دخلت أشهر الحج، فعاوده الشوق والحنين إلى البلد الأمين، فحجَّ موسم 1406وزار النبيَّ صلى الله عليه وسلم.

وفاته:

لم يلبث بعد عودته من الحج إلا قليلاً حتى وافاه الأجل فُجْأة مساء الاثنين 2صفر1407الموافق 6تشرين الأول1986، ثم صَلَّىَ عليه بعد عصر الثلاثاء بالجامع الأموي ولده الأكبر الشيخ أحمد معاذ، ثم أتى فضيلة شيخ القرَّاء الشيخ حسين خطاب ـ رحمه الله تعالى ـ بعد انقضاء الصلاة فصلَّى عليه ثانية في الجامع الأموي، ثم انطلقت جنازته مُسْرعة إلى الباب الصغير، حيث دفن بجوار طائفة من كبار علماء دمشق في تربة الشيخ القدوة العارف بالله الشيخ إبراهيم الغلاييني ـ رحمه الله تعالى ـ.

أخلاقه وسجاياه:

كان متواضعاً لكنه أبيٌّ عزيز النفس رافع الرأس، وكان حُلوَ المنطق، حَسَنَ اللقاء، حَسَنَ الهدي والسَّمْت، فَطِناً ليس بالخب ولا الخب يخدعه، فما استطاع أحد على تقلُّب الأيام والمفاهيم أن يُكدِّر بياض عمَّته، شهده الناس على منبر الأموي وسمعوه في عصور شتى وعهود مختلفة، فكان قوله واحداً، ولقد فاقه كثير من أقرانه بالعلم والتعليم والتدريس، لكنه فاق كثيراً منهم بالثبات ووضوح الرؤية.

لم يكن منغلقاً على الكتب والطلاب، بل كان عارفاً بعصره وما يجري فيه، وما يُحاك للمسلمين هنا وهناك، وله مع الحكام مواقف مشهودة.

وكان أمَّاراً بالمعروف نهَّاءً عن المنكر يباشر ذلك بنفسه، ولا يخاف في الله أحداً، فقد كان مرَّةً يتجول بمفرده في بستانه بجمرايا فرأى عند العين جماعة من الأشرار، وقد وضعوا في جدول الماء زجاجات الخمر، فأهوى عليها بعصاه يكسرها، والقوم في دهشة وذهول لم يَنْبس واحد منهم ببنت شفة!.

وكثيراً ما كان ينكر على بعض الناس في مسجد بني أمية ممَّن لا يُراعون حرمة المسجد بنوم غير لائق أو دخان أو تبرُّج أو غير ذلك، وكان إذا دخل المسجد يوم الجمعة من الباب الذي كان يدخل منه السيَّاح الأجانب إلى مشهد عثمان يطلب من الموظف إغلاق الباب.

ولما سمع أن بيت الخطابة تهبُّ عليه رياح تريد هدمه مع جملة ما هُدم من ملاصقات الجامع الأموي، كتب إلى وزير الأوقاف كتاباً بتاريخ 7/4/1404 قال في آخره:" وإني إذ أتقدَّم إليه بهذا الرجاء أضع المسؤولية الفقهية والتاريخية والأثرية والقومية في عنقه وإني لمطالبه بها يوم أسأل عنها..." فلم يهدم بيت الخطابة ـ بحمد الله ـ وهو باق ما شاء الله.

ولم يكن في حياته العلمية منذ نشأته خاضعاً لأحد من الشيوخ ينظر بنظره، ويسمع بأذنه، ويفكِّر بعقله، ولم يُربِّ أحداً ممن لازمه أو واظب على دروسه على هذا المنهج.

وقد كان ـ رحمه الله تعالى ـ الله صوفياً في أخلاقه وسلوكه، وإن لم يمش في طرق المتصوفة، على أنه قرأ وطالع كثيراً من كتب التصوف حتى نسخ بخطه بعض النوادر منها.

وكان في الفقه مرناً في الفتوى والعمل ـ والمرونة لا تعني التسيُّب أو التساهل ـ يعمل بمذهبي الشافعي وأبي حنيفة رحمهما الله، ولم يكن يُحبُّ التعمُّق والتقعُّر في المسائل، ولا يرتضي الظاهريَّة في التفكير والفهم والعمل.

حبُّه للحديث النبوي الشريف وإجازاته:

وكان ميَّالاً إلى الحديث الشريف، وهو أ كثر ما كان يقرؤه في دروسه، ويبدو أنه لم يكن يتتبَّع الإجازات والأسانيد، ولو تَتَبَّعها لحصَّل أسانيد عالية نادرة على أنه قد حصل على إجازات ثمينة هي:

1. إجازة الشيخ محمد صالح بن أحمد بن عبد الرحمن الخطيب الحسني بخطه بعموم مروياته مؤرخة 6شعبان 1363، ثم أجازه ثانية بثبته "موجز الدرر الغالية" سنة 1390.

2. إجازة الشيخ محمد علي ظبيان مؤرخة بـ3جمادى الأولى 1377.

3. إجازة الشيخ محمد أحمد دهمان مؤرخة بـ1384، وعمدته في الرواية: الشيخ محمد أمين السفرجلاني.

4. إجازة نقيب السادة الأشراف السيد الشريف الشيخ محمد سعيد الحمزاوي ـ رحمه الله تعالى ـ بخطه الجميل مؤرخة بـ11/7/1389.

5. إجازة الشيخ محمد سامي الملا الكيالي القاضي الشرعي المتقاعد بحلب وملحقاتها العشر مؤرخة بـ17/4/1402.

6. إجازة شفهية من الشيخ رفيق السباعي عن المحدث الأكبر الشيخ بدر الدين الحسني عندما زاره والدي ـ رحمه الله تعالى ـ بمعيَّة بعض الفضلاء بعد صلاة الجمعة 21/7/1402.

7. إجازة الشيخ أحمد القاسمي مدير الأوقاف الإسلامية ـ رحمه الله تعالى ـ مؤرخة بـ1/12/1403.

8. أما الإجازة المهمة وهي شهادة علمية وإذن بالتعليم، وليست من قبيل إجازة الرواية، فهي إجازة أستاذ التوحيد والمنطق بكلية أصول الدين الأستاذ الشيخ صالح موسى شرف إذ أجاز الشيخ أبا الفرج بتدريس التوحيد والمنطق بعد أن تلقى عنه هذين الفنين في منزله بانتظام عامين كاملين. وهي مؤرخة بـ27/7/1366.

تآليفه:

للشيخ أبي الفرج مؤلفات كثيرة، لكنه لم يكن ممن يعكف على تأليف كتاب حتى يتمه، وإنما ينتقل إلى غيره، ولذلك لم يتم أكثر مؤلفاته، وترك جذاذات كثيرة تصلح لتكون تأليفاً، وكلما مر معه شيء له تعلق بها أودعه فيها. وهذا ثبت بأهم مصنفاته:

أولاً: الجامع الأموي:

1. الخطابة والخطباء في جامع بني أمية خلال أربعة عشر قرناً، في طبقات خطباء الأموي من الفتح الإسلامي حتى الآن.

2. عمادة جامع بني أمية ومن تولى نظارة الجامع.

3. مدرسون تحت قبة النسر.

4. جامع بني أمية الكبير: المسجد الجامع بدمشق.

ثانياً: آل البيت السادة الأشراف وهو في ثمانية أقسام:

1. في معرفة النسب وفضله وضرورة الحفاظ عليه، وفضل آل البيت وخصائصهم.

2. نقابة الأشراف في الشام ونقباؤها: فيه تراجم ما يقرب من 56 نقيباً.

3. السيد النقيب محمد سعيد الحمزاوي.

4. أشراف الشام.

5. أشراف الحجاز، وهو ضخم حافل.

6. أشراف العراق.

7. أشراف المغرب ومصر واليمن.

8. ذريَّة الشيخ عبد القادر الجيلاني.

ثالثاً: الأنساب:

1. أُسرٌ دمشقيَّة تَتَابعت أنسابها : يريد بها الأسر الحسنيَّة أو الحسينية المنسوبة إلى آل بيت النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

2. أسر دمشقيَّة تتابعت أجيالها: يريد بها الأسر العريقة التي لها انتساب إلى أحد الصحابة أو المتقدمين، أو لها في دمشق عراقة تمتد زمناً طويلاً.

3. أسرتي آل الخطيب الحسني،وتراجم أعلام من نُبهائها.

4. سلاسل أُسر تاريخية وتراجم أعلام منها.

رابعاً: الخطب والكلمات:

1. من على المنبر تحت قبة النسر: وهو ديوان خطبه الأمويَّات، من أول خطبة خطبها في الأموي إلى آخر خطبة 1363ـ 1407، يأتي في خمس مجلدات.

2. من على المنبر: يتضمَّن خطبة وكلماته ـ رحمه الله تعالى ـ في مناسبات شتَّى في غير جامع بني أمية.

3. الخطابة علم وفن وسجيَّة.

4. فن الخطابة وأهليَّة الخطيب.

5. في مجرى الحياة في مواضيع أدبيَّة إنشائيَّة.

خامساً: كتب شتى:

1. دار السنة دار الحديث النوريَّة بدمشق، اعتنى به إتماماً وصياغةً ابنه العالم الفاضل المحدِّث المؤرِّخ المحقِّق الشيخ محمد مُجير الخطيب الحسني وفقه الله، وطبع بدار البشائر بدمشق، وصدرت الطبعة الأولى 1423ـ 2002في 367صفحة.

2. المدرسة الأمينيَّة.

3. أعلام في ذمَّة الله : عبد القادر الخطيب، محب الدين الخطيب.

ولعل الله سبحانه وتعالى يُيسِّر لابنه العالم النجيب المحقق الأستاذ مجير الخطيب ـ حفظه الله ورعاه ـ < SPAN> القيامَ بإتمام أعمال والده العلمية ونشرها.

أولاده:

أما أولاده ـ رحمه الله تعالى ـ فهم:

أحمد معاذ العالم الداعية الموهوب، المشرف على موقع دربنا، و العالم الفقيه الخطيب محمود عبد القادر، و العالم المحدث المحقق محمد مجير، ولهم أختٌ تُضَارِعُهم في طلب العلم وفي التعليم، حفظهم الله ورعاهم، ونفع بهم.