كلمات في ترجمة الشيخ عبدالرحمن دبيس

نزولاً عند رغبة شيخنا العلامة الشيخ مجد مكي حفظه الله تعالى في التعريف بالأخ الحبيب الشيخ عبد الرحمن دبيس رحمه الله تعالى والذي وافاه الأجل غرقاً على شاطئ مدينة خورفكان عصر يوم السبت 30/8/2014م وما أرى أني استوفي حقه رحمه الله تعالى في هذه الأسطر.


هو الشيخ عبد الرحمن بن الحاج الشيخ مصطفى محميد دبيس
ولد بمدينة حماة بتاريخ 7/6/1970م ونشأ في ظل أسرة محافظة تحب العلم وأهله وبين أبوين صالحين عكفا على العناية به وبإخوته أدباً وسلوكاً 
في بداية العام 1980 خرج بصحبة أسرته من سوريا إلى دولة الإمارات العربية المتحدة حيث استقر بهم المقام في مدينة العين وأكمل فيها تعليمه النظامي حتى أنهى الثانوية العامة ليلتحق بعدها بجامعة الإمام محمد بن سعود بإمارة رأس الخيمة حيث نال درجة البكالوريس في الشريعة سنة 1994م.
عمل بعدها إماماً وخطيباً في مسجد الاستقامة بمدينة العين لفترة ثم مدرساً للقرآن الكريم قبل أن يتزوج بإبنة العلامة الفقية الحنفي الشيخ عبد الحميد محمود طهماز رحمه الله حيث رزق منها بولد واحد " مصطفى" وست بنات.
التحق بعدها للعمل بدائرة القضاء الشرعي مأذوناً شرعياً ثم مفتياً ومستشاراً أسرياً
تابع بعدها دراساته العليا فالتحق ببرنامج الماجستير في كلية الدراسات العليا بجامعة الشارقة قسم التفسير والحديث حيث حصل على درجة الماجستير في العام 2008م وكان موضوع رسالته "الفتوى في ضوء الآيات القرآنية - دراسة موضوعية" وأشرف على رسالته الأستاذ الدكتور عيادة الكبيسي .
في العام 2010م التحق بكلية الدراسات الإسلامية بدار الفتوى بلبنان للحصول على درجة الدكتوراة العالِمية وكان موضوع أطروحته دراسة وتحقيق كتاب " إيضاح المسالك على المشهور من مذهب مالك" للعلامة داود بن علي القلتاوي 
وقد أنهى رسالته كاملة و تهيأ للسفر لترتيب مناقشتها إلا أنه كان على موعد مع شهادة أعظم وشرف أسمى بجوار المليك جل في علاه 
حرص رحمه الله تعالى على ملازمة العلماء والأخذ عنهم فأخذ عن الشيخ العلامة المربي الشيخ محمد بشير الشقفة حفظه الله تعالى ومد في عمره وعن الشيخ الفقيه الأصولي محمد الأمين الشنقيطي الذي صلى عليه، وعن مفتي مدينة العين وفقيهها الشيخ الطالب أحمد ولد الديد الشنقيطي، والشيخ بيه السالك وكذا عن شيخه المربي الشيخ سعد الدين المراد رحمهم الله تعالى.
كما أخذ عن جملة من المشايخ والعلماء كالشيخ المحدث العلامة عبد الرحيم بن أحمد الطحان النعيمي الحَلَبي، والشيخ عبد الرحمن العلي، والشيخ حسن المهلاوي، والشيخ محمد عبد الله العجلان وغيرهم.
كان رحمه الله تعالى كثير الذكر لله تعالى كثير الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم دائم التفكر باراً بوالديه ملازماً لهما حتى شهد له والده في يوم جنازته بأنه لم يعصه قط في حياته كما كان رحمه الله دائم الصمت قليل الكلام معرضاً عن القيل والقال هيناً ليناً على إخوانه وأحبابه مهاباً سمحاً محبوباً للصغير والكبير، دائم البشر مبتسما متحرياً للحلال مجتنباً للشبهات.
رحمك الله يا أبا مصطفى وأسكب على قبرك شآبيب الرحمة والغفران.